الثقل الحقيقي فى المنطقة

تطوير استراتيجية مصر العسكرية وتحويلها لقوة إقليمية لا يستهان بها

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

“الجيش المصرى هو مركز الثقل الحقيقى ليس فقط فى مصر وإنما فى المنطقة بأكملها”.. كلمات قالها الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال المؤتمر الوطنى الثامن للشباب.. حديث الرئيس عن قوة الجيش المصرى لم يأت من فراغ بل تدعمه كل الشواهد والدلائل، حيث أدركت قواتنا المسلحة حجم التحديات والتهديدات المحيطة ليس فقط بالأمن القومى المصرى.. بل بوجود مصر وكيانها.. والهدف هو إسقاط هذا الكيان الهائل والكتلة البشرية الصلبة وإخضاعها لنظرية التفتيت والتقسيم التى اجتاحت عالمنا العربى ومحوره الرئيسى وعموده الفقرى هى مصر. من هنا جاء اهتمام القيادتين السياسية والعسكرية بالعمل مبكرا بتقوية وتدعيم القوات المسلحة كى تكون قادرة فى كل وقت على مجابهة التحديات التى تواجه مصر وعلى مختلف الاتجاهات الاستراتيجية.

والقدرة العسكرية المصرية ترتكز على أسس راسخة فى مقدمتها العقيدة العسكرية التى يؤمن بها كل فرد بالقوات المسلحة إما النصر أو الشهادة، يأتى بعدها امتلاك منظومات تكنولوجية متقدمة فى مجال التسليح والتدريب والتأمين الإدارى والفنى تجعلها تحتفظ بأرقى مستويات الجاهزية والاستعداد لتنفيذ أى مهمة تكلف بها لحماية ركائز الأمن القومى المصرى على كافة الاتجاهات الاستراتيجية وفى الداخل والخارج، يصاحبها امتلاك قاعدة صناعية وإنتاجية بالغة التطور تحقق الاكتفاء الذاتى للقوات المسلحة وتلبى جزءا من متطلبات السوق المحلى وتخفيف العبء عن كاهل المواطن المصرى.

أحدث الأسلحة

تتبنى القيادة العامة للقوات المسلحة استراتيجية دقيقة لبناء قوة عسكرية تحقق الردع والقدرة على الدفاع عن أمن مصر القومى، وتمضى القوات المسلحة بخطى متسارعة لبناء وتنظيم منظوماتها التسليحية وقدراتها القتالية على كافة المحاور الاستراتيجية، بما يتسق مع التطور التكنولوجى للقرن الواحد والعشرين بما يمكنها من مواجهة التحديات الاقليمية والمتغيرات الدولية وانعكاساتها على الأمن القومى المصرى داخلياً بما فى ذلك تأمين الأهداف الحيوية والمشروعات التنموية العملاقة من التهديدات بصورها المختلفة من جانب، وحماية مصالحها الاستراتيجية وتحقيق الردع بمحيطها الإقليمى والدولى من جانب آخر.

فكان إدخال أحدث الأسلحة فى مختلف القوات، حيث امتلكنا الفرقاطات ولنشات الصواريخ والغواصات وحاملات المروحيات المسترال، بما لها من خواص استراتيجية وتكتيكية تعزز من القدرات الهجومية والدفاعية لقواتنا المسلحة، وكذلك إدخال طائرات الرافال والميج 29 كأحدث أجيال المقاتلات متعددة المهام القادرة على الردع والوصول للأهداف المخططة لها، كذلك أحدث منظومات الدفاع الجوى لحماية سماء مصر بالتزامن مع إعادة تسليح ورفع كفاءة التشكيلات التعبوية بجميع وحداتها والأسلحة المعاونة وعناصر الدعم وتطوير الوحدات الخاصة بما يتناسب مع تطور نظم وأساليب القتال الحديثة.. واشتمل التطوير أيضاً على تنظيم تشكيلات جديدة داخل القوات المسلحة من بينها قوات التدخل السريع المحمولة جوا، وانشاء الاسطول الجنوبى لتأمين مسرح العمليات البحرى بنطاق البحر الأحمر، وإعادة تجميع بعض التمركزات العسكرية فى شكل قواعد عسكرية متكاملة تتوافر فيها كافة الخدمات الادارية والمعنوية للفرد المقاتل، وتتحد فيها مقومات التدريب والاستعداد والقدرة القتالية طبقا لأسس ومبادئ ومكونات معركة الأسلحة المشتركة الحديثة. 

تأمين الحدود

فى ظل ما تشهده منطقة الشرق الاوسط من مخاطر وتهديدات مباشرة للأمن القومى المصرى خاصة من الاتجاه الاستراتيجى الغربى، فقد حرصت القوات المسلحة على تعزيز القدرات القتالية للمنطقة الغربية العسكرية لمنع تسرب العناصر الارهابية المسلحة عبر الحدود الغربية، ومجابهة محاولات التهريب للأسلحة والمواد المخدرة والهجرة غير الشرعية، وذلك وفقا لمنظومة متكاملة يتم خلالها تكثيف اجراءات التأمين وتطوير نظم التسليح وإعادة تمركز بعض الوحدات المقاتلة لذلك انشأت القوات المسلحة عدة قواعد عسكرية روعى فيها أن تضاهى أحدث الأنظمة العالمية.

أسطولان بحريان

كما حرصت القيادتان السياسية والعسكرية على دعم القوات البحرية وزيادة قدرتها على تأمين المجال البحرى لمصر والتى تتمتع بإطلالات بحرية استراتيجية فريدة تبلغ أكثر من ألفى كيلومتر على شواطئ البحرين الأبيض والأحمر وحرصت على تزويدها بأحدث الأسلحة البحرية المستخدمة فى جيوش الدول المتقدمة.. حيث زودت بفرقاطة فرنسية من طراز (FREMM تحيا مصر) لدعم أسطول الفرقاطات المصرية فى البحرين الأبيض والأحمر.. وتوج تسليح البحرية المصرية بالحصول على حاملات الهليكوبتر الفرنسية من طراز ميسترال، وبالغواصات الألمانية طراز 209/1400.. وهى تعد الأحدث والأكثر تطورا فى عالم الغواصات.. هذا بالإضافة لتدبير عدد من لنشات الصواريخ المتطورة.. واللنشات السريعة.. والقوارب الزودياك الخاصة بنقل الضفادع البشرية، وهو الأمر الذى أتاح تشكيل أسطولين بحريين قويين فى كل من البحرين الأبيض والأحمر.

طائرات متطورة

وفى مجال تطوير القوات الجوية.. فقد حظيت بدورها باهتمام كبير فى رؤية القيادتين السياسية والعسكرية نظرا لحيوية دورها فى منظومة الدفاع المصرية.. وارتكز التطوير على تزويد القوات الجوية بطائرات جديدة حديثة ومتطورة.. ومن مصادر متعددة وفق استراتيجية مصر فى تنويع مصادر السلاح.. وتشمل الصفقات التى عقدت مختلف أنواع التسليح والذخائر والاحتياجات الفنية الخاصة بالطائرات.. وفى هذا المجال حصلت مصر على عدد من الطائرات الفرنسية من طراز رافال متعددة المهام والتى بدأ تعمل بكفاءة فى خدمة القوات الجوية.. كذلك الطائرات الروسية المقاتلة والمتقدمة من طراز ميج 29.. وطائرات أخرى من طراز كاسا C- 295.. كذا الحصول على عدد من الطائرات الأمريكية من طراز إف 16.. وعدد من أنظمة الطائرات الموجهة دون طيار.