د.ماجدة هزاع أستاذ الفقه المقارن: العشر الأواخر أفضل ما فى رمضان فيجب استثمارها فى الطاعات

الدكتورة ماجدة هزاع أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر
الدكتورة ماجدة هزاع أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر

أسرعت أيام رمضان ولياليه ومر منه العشر الأوائل ثم العشر الأواخر ولم يبق الا القليل، وإذا كان العلماء قد اتفقوا على أن رمضان خير الشهور وأفضلها فقد اتفقوا أيضا على أن العشر الأواخر هى أفضل ما فيه فهى فضل الفضل وخير الخير وأعظمها بالاجماع «ليلة القدر» أشرف ليلة فى الوجود، والمؤمن من أدرك أن حسن الخاتمة يطمس تقصير.

البداية فما يدرينا لعل بركة الأعمال فى رمضان مخبأة حتى آخره . فما هى الوصايا لاغتنام ما تبقى من رمضان؟
تقول الدكتورة ماجدة هزاع أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر: خص الله سبحانه وتعالى العشر الأواخر من رمضان بمزايا لا توجد فى غيرها وبعطايا كثيرة لذا كان النبى صلى الله
عليه وسلم يقوم فيها بأعمال لا يفعلها فى غيرها منها كثرة الاجتهاد فى العبادة، فعن السيدة عائشة رضى الله عنها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأواخر من رمضان أحيا ليله وأيقظ أهله وشد مئزره مع الاعتكاف الذى يداوم عليه في كل رمضان حتى وفاته وتحرى ليلة القدر هذه الليلة الشريفة التى جعل الله العمل فيها خير من ألف شهر قال تعالى:» ليلة القدر خير من الف شهر».

نعمة لا تقدر
وتضيف : كل يوم مضى من رمضان طوى أعمالنا وأقوالنا وأفعالنا وستكون إما شاهدة لنا أو شاهدة علينا يوم القيامة قال تعالى:» يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا»،فعلينا أن نختم هذه الليالى كما كان النبى يفعل صلى الله عليه وسلم والصحابة بالوصايا العشر وهى نختم بالفرح والحزن والذكر والشكر والخوف والرجاء والمحاسبة والعزم والاستغفار والفرح باتمام العبادات والإعانة عليها، فالصائم يفرح فرحا عظيما بفضل الله عليه حيث أمكنه الله من مقاربة ختام الشهر ومن الصيام والقيام لأن صيام يوم منه وقيام ليله نعمة لا تقدر بالأثمان فكيف بأكثره وكيف به كاملا قال تعالى: «قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا»، أما الحزن لانقضاء أيام وليالى الفضل التى أنست فيها النفوس بالقرب من الله وعاشت لذة تلاوة القرآن والاحسان ويزداد الحزن عند تذكر هل يعود رمضان علينا مرة أخرى أم لا؟، وأيضا الذكر والشكر فالله أمر بذلك قال تعالى: »ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون»، فالذكر يكون بالتكبير من غروب آخر يوم من رمضان ليلة العيد إلى صلاة العيد وهو ذكر تعظيم واعتراف بالوحدانية لله واستحقاقه الحمد والشكر لإدراك رمضان وبلوغ الختام والشكر أيضا يكون بمضاعفة الأعمال.

تحقيق الإخلاص


وتوضح أما الخوف والرجاء والدعاء، فالمسلم بعد أدائه للطاعات والعبادات يخشى عدم قبولها فهو لا
يدرى هل وفق للنية الصالحة التى يرضاها الله مع الحرص على تحقيق الإخلاص قال تعالى: «والذين يؤتون ما أتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون»، وهذا الخوف يثمر فى الدعاء والرجاء فيجتهد العبد فى الدعاء أن يتقبل الله صالح الأعمال وهذا من سنة السلف وأبوينا إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام حيث كانا يرفعان قواعد البيت الحرام بأمر من الله ويدعوان الله أثناء ذلك:» ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم».

وتؤكد أن ختام رمضان مقام محاسبة للنفس على تحقيق الغاية من الصيام، فالصيام فرض لتحقيق التقوى» لعلكم تتقون» فيجب محاسبة النفس على الاخلاص والجود والصبر والرحمة والحياء مع الحذر من الرياء، أما العزم فضرورى للاستمرار والمدوامة على أن يكون للانسان نصيب من صيام النوافل بدءا من ستة من شوال وثلاثة من كل شهر وقيام الليل وتلاوة القرآن والصدقات ويختم بالاستغفار فإن كان العمل الصالح كاملا كان الاستغفار بمثابة الخاتم له وإن كان فيه خلل ونقص كان الاستغفار جابرا، وقد جاء النصيحة بختام الشهر بالاستغفارعن عمربن عبد العزيز وعن أبى هريرة رضى الله عنهما لأن الاستغفار فيه تواضع النفس لربها ثم تأتى زكاة الفطر التى فرضت طهرة للصائم من اللغو وطعمة للمساكين تجب على الرجل والمرأة والصغير والكبير ويبدأ وقتها من غروب شمس آخر يوم من رمضان إلى صلاة العيد ويجوز إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين.