لندن تستعد لانتخابات محتدمة وسط تصاعد الصراع للفوز بمنصب العمدة

صادق خان
صادق خان

مع اقتراب الانتخابات المحلية في العاصمة البريطانية، يزداد الصراع على كرسي العمدة في لندن، في ظل معاناة المدينة من صعوبات متعددة تراوحت بين الأزمات المالية وارتفاع معدلات الجريمة المنظمة.

وما يعقِّد الأمور أكثر، سلسلة الإضرابات التي أثرت على حركة المدينة وخدماتها الأساسية، في حين تتصارع الأطراف السياسية المختلفة على هوية المدينة ومستقبلها.


«صادق خان» و«سوزان هول».. مرشحان على طرفي النقيض

وتشتعل المنافسة على رئاسة بلدية العاصمة لندن مع اقتراب موعد انتخاب عمدة جديد بفترة لا تتجاوز الشهر، وفي هذه المنافسة، يقف على طرفي النقيض اثنان من المرشحين البارزين.

ويقف على طرفي الخصومة صادق خان، المرشح الباكستاني الأصل وأول رئيس بلدية مسلم يخوض الانتخابات للمرة الثالثة وعضو حزب المحافظين، ومنافسته في مجلس لندن سوزان هول، التي إذا فازت ستصبح أول امرأة تشغل منصب عمدة لندن.

إلا أن المرشحين يواجهان انتقادات حادة، حيث يُطالب صادق خان بالتحقيق في ميزانيته بعد اتهامات بإنفاق الأموال لأغراض انتخابية، بينما تواجه سوزان هول انتقادات أخرى بسبب تأييدها لتغريدات ربطتها باليمين المتطرف، مما أثار مخاوف من التصويت العنصري.


انقسام آراء الشارع البريطاني

ليعكس هذا الانقسام الواضح الآراء في الشارع البريطاني، حيث أعرب أحد المواطنين عن تخوفه من تصريحات هول التي اعتبرها مسيئة وتُشجع على التصويت العنصري.

وفي ذات السياق، قال مواطن آخر في العاصمة لندن، إن فترتين رئاسيتين كافيتان لرئيس بلدية لندن، مشيرًا إلى أنه في إطار ديمقراطي، ينبغي أن يُفسح المجال لشخص آخر لتولي المنصب، وفقًا لقناة "العربية" الإخبارية.


«صادق خان» يعِد بتغييرات مضاعفة لتحسين وضع البلاد

وخلال الأسبوع الماضي.. أعلن عمدة لندن صادق خان عن انطلاق حملته الانتخابية لولاية ثالثة، حيث قدّم وعدًا بـ"أعظم حملة لبناء منازل المجلس منذ جيل".

وأفادت صحيفة "الجارديان" البريطانية، بأن خان سيشارك في حدث في لندن الاثنين، برفقة زعيم حزب العمال كير ستارمر، الذي دخل معه في صراعات سياسية عامة في الأشهر الأخيرة، وخلال الحدث سيعلن خان عن خطته لبناء 40 ألف منزل جديد بحلول عام 2030.

وذلك بهدف مضاعفة ما تم تحقيقه بين عام 2018 و2024، بعدما تم البدء في بناء 23 ألف منزل العام الماضي. 

وفي سياق متصل، تركز حملة خان على الاعتراف بأزمة الإسكان في لندن، حيث يوجد أكثر من 300 ألف أسرة على قائمة الانتظار للحصول على السكن الاجتماعي، وقد ازدادت نسبة النوم الصعب بنسبة 50% في العقد الماضي. 

وسيكون خان أول شخص يتولى منصب عمدة المدينة لثلاث فترات منذ إنشاء المنصب المنتخب مباشرة في عام 2000، في حال إعادة انتخابه في يوم 2 مايو المقبل.

ومن الممكن أن يشير صادق خان إلى أن المنافسة في الانتخابات البلدية ستكون "الأقرب على الإطلاق"، وذلك على الرغم من الجهود التي بذلتها منافسته المحافظة سوزان هول، التي تعمل كعضوة في مجلس لندن، في بناء صورتها الشخصية وجعل نفسها بديلًا جديدًا محتملًا لمنصب عمدة لندن.