بدون تردد

قرار مجلس الأمن

محمد بركات
محمد بركات

رغم مرور ما يزيد على الأسبوع على إصدار مجلس الأمن الدولى للقرار رقم «٢٧٢٨» الذى ينص على ضرورة وقف إطلاق النار الفورى فى قطاع غزة وتوقف الحرب بها فى هدنة مؤقتة تمهيداً لوقف نهائى للحرب وتبادل الأسرى والمحتجزين،...، إلا أن شيئاً لم يحدث وأحداً لم يتحرك.


ورغم موجة التفاؤل التى سادت بصدور القرار، وعدم إعاقته من جانب الولايات المتحدة الأمريكية، التى امتنعت عن التصويت ولم تستخدم حق النقض «الڤيتو»، وهو ما سمح للقرار بأن يرى النور بعد أربعة قرارات سابقة أخرى لم يتم التوافق عليها.


إلا أن موجة التفاؤل بدأت فى الانحسار تحت وقع إصرار الحكومة الإسرائيلية المتطرفة بقيادة «نتنياهو» مواصلة عدوانها الوحشى واللاإنسانى على غزة، والاستمرار فى حرب الإبادة الشاملة ضد الفلسطينيين للشهر السادس على التوالى.


ورغم تصاعد المواقف الإقليمية والدولية الرافضة والمستنكرة للجرائم الإسرائيلية اللاإنسانية ضد الشعب الفلسطينى،...، لاتزال حكومة «نتنياهو» ماضية فى الاستعداد والتحضير، لاجتياح برى وجوى وبحرى لمدينة «رفح»، على الرغم من كل التحذيرات الأممية والدولية من الخطورة الناجمة عن ذلك الاجتياح والتداعيات الجسيمة التى ستنتج عن تلك العملية الإرهابية المرفوضة.


وفى ظل ذلك مازالت عمليات التدمير والإبادة والمذابح الإسرائيلية متواصلة، وما تزال عمليات القتل للأطفال والنساء والشيوخ وكل المدنيين قائمة على مدار الساعة دون رادع أو مانع.


ودون تحرك جاد وفعال من القوى الدولية الكبرى، التى تتشدق كذباً بصفة دائمة بدفاعها عن حقوق الإنسان، ودعمها للقانون الدولى الإنسانى، وحماية حق الشعوب فى العيش بأمن وسلام فى دولها المستقلة.


ورغم الاستمرار الفاضح للعدوان الإسرائيلى، فى ارتكاب كل الجرائم الإرهابية والمذابح اللا إنسانية، وبالرغم من ارتكاب «نتنياهو» وحكومته المتطرفة لجرائم الإبادة الجماعية،...، ما زالت الولايات المتحدة الأمريكية تمد وتدعم إسرائيل على كافة المستويات المادية والمعنوية بالمال والسلاح، كى تستطيع مواصلة الحرب والقتل وعمليات الإبادة، متحدياً قرارات المجتمع الدولى ومجلس الأمن.


هذا بالرغم من رفض «نتنياهو» وحكومته العنصرية المتطرفة للمطالب الأمريكية والدولية بالتراجع عن الاجتياح العسكرى لرفح، وتكرار هذا الرفض، وتأكيده على الاستمرار فى الحرب حتى تحقيق أهدافه فى إبادة غزة.


وفى ظل ذلك يمكننا القول بأن الواقع القائم أمامنا وأمام كل العالم، يؤكد أن ما تقول به الولايات المتحدة عن عدم دعمها أو عدم موافقتها على قيام إسرائيل باجتياح رفح، هى مجرد أقوال فقط لا تعبر عن أفعال حقيقية أو رغبة صادقة لوقف المذابح وإيقاف الحرب،...، وأن ما تعلنه هو مجرد ذر للرماد فى العيون، وخطاب موجه لخداع الرأى العام العربى والإنسانى .