بعد العديد من الجرائم .. سقوط عصابات قتل «العواجيز»

ضياء‭ ‬جميل

بالرغم من كبر سن المجني عليهم إلا أن كل ذلك لم يشفع لهم عند قاتليهم بعد أن تجردوا من مشاعرهم الإنسانية؛ حيث شهدت القاهرة الفترة الماضية جرائم عديدة ضد المسنين، الجريمة الأولى الضحية فيها مسن تعرض للقتل على يد 4 أشخاص من أجل سرقته، والجريمة الثانية المجني عليها سيدة طاعنة في السن دفعت حياتها نظير طمع عامل دليفري، تفاصيل أكثر إثارة في السطور التالية.

المتهمين

عقارب الساعة تجاوزت الواحدة صباحا بينما كان المقدم أحمد قشقوش رئيس مباحث قسم شرطة التجمع الخامس يتابع الحالة الأمنية بدائرة القسم، فجأة يتلقى إخطارا من شرطة النجدة مفاده العثور على جثة مسن داخل مسكنه بدائرة القسم.. بلاغ خطير منذ بدايته أخطر على الفور ضابط المباحث مدير أمن القاهرة الذي أمر بسرعة كشف غموض الواقعة.. انتقل العميد سمير مجدي مفتش مباحث القاهرة الجديدة، وعثر على جثة مسن يدعى «ح.م.ح» في العقد السابع من عمره وبإخطار مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة أمر بسرعة كشف غموض الواقعة؛ تبين أنه يرتدي كامل ملابسه كما تبين أن المتوفى مقيد اليدين والقدمين ومهشم الرأس وأفادت المعاينة الظاهرية بوجود شبهة جنائية في الوفاة وتم التحفظ على كاميرات المراقبة بمحيط مسرح الجريمة وتفريغها وتفريغ الهاتف الخاص بالمجني عليه لمعرفة المكالمات التي استقبلها يوم الواقعة؛ وتوالت بعدها المفاجآت تبين ارتكاب الواقعة عن طريق سيدتين احداهما تعمل لدى المجني عليه وذلك بتحريض من شخصين آخرين «عاملان توصيل طلبات» بغرض سرقة المتوفى، ونجح رجال المباحث في تحديد هوية المتهمين، وتمكن الرواد ماجد محسن، ومحمد شعلان، وتوفيق عبود، ومحمود عبد السلام ضباط مباحث القسم من ضبطهم واعترفوا بارتكاب الواقعة وتحرر محضر بالواقعة، وأمر العميد وائل رشدي مأمور قسم التجمع الخامس بإحالة المتهمين إلى النيابة العامة التي أمرت بحبسهم 4 أيام على ذمة التحقيق وتشريح جثة المجني عليه لمعرفة أسباب الوفاة واستعجال تحريات المباحث حول الواقعة.

جريمة النزهة

غادة سيدة في بداية العقد السابع من العمر.. من أسرة ميسورة الحال بمنطقة النزهة تعود قصتها عندما تزوج أولادها وتركوها بمفردها داخل شقتها.. كانت الام العجوز تقضي معظم الوقت بين أربع جدران دون أن يزورها أحد.. في يوم ما قررت غادة أن تبيع شقتها الكبيرة وتشتري شقة صغيرة، عرضت على جارها محمد أن يوفر لها مشتري للشقة. مر على ذلك بضعة أيام حتى بدأ الشيطان يهمس في أذن محمد بأن يسرق جارته العجوزة بعد علمه بأنها تحتفظ بمبالغ كبيرة. عرض الأمر على صديقه حسن وطلب منه أن يذهب لسرقتها واقتسام المسروقات فيما بينهما.. وافق حسن على الفور وذهب إليها وبمجرد أن فتحت باب الشقة دفعها على الأرض واعتدى عليها بالضرب ثم استولى على هاتفها المحمول وفر هاربًا. قبل أيام قليلة كان المقدم محمد عماد رئيس مباحث النزهة يتابع الحالة الأمنية بدائرة القسم؛ فجأة يخبره الحارس بأن هناك سيدة مسنة تريد مقابلته لأمر هام.. دقائق قليلة وكان رئيس المباحث يجلس أمامها يطلب منها أن تهدأ وتقص عليه ما حدث؛ فأخبرته بأنها كانت متواجدة بمفردها داخل الشقة سكنها وفوجئت بدخول شاب عليها ودفعها إلا أنها استغاثت بالجيران فسرق هاتفها المحمول وفر هاربًا.

أسفرت التحريات إلى أن وراء ارتكاب الواقعة حسن عاطل وعقب تقنين الإجراءات وبعمل العديد من الأكمنة الثابتة والمتحركة، تمكن ضباط مباحث القسم من ضبط المتهم وبمواجهته أمام العميد أحمد وجيه مفتش المباحث والرائد أحمد فاروق معاون الضبط اعترف بسرقة المجني عليها كرهًا عنها تحت تهديد السلاح الأبيض المضبوط بحوزته بتحريض من صديقه محمد عاطل تم ضبطه، وأقر بما جاء بأقوال الأول.

وأضاف الأخير؛ بأنه نظرًا لسابقة قيامه بعرض شقة سكنية للبيع ملك المجنى عليها وعلمه بثرائها وإقامتها بمفردها؛ فخطط لسرقتها وفى سبيل ذلك استعان بالمتهم لتنفيذ مخططه وعقب ذلك توجه لمسكن المجنى عليها وحال قيامها بفتح باب الشقة سكنها دفعها في محاولة لتكبيلها لكنها صرخت تستغيث بجيرانها؛ فاستولى على هاتفها المحمول ولاذ بالفرار خشية ضبطه، تحرر محضر بالواقعة وأمرت النيابة بحبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيق.

ضحايا الوحدة

نجحت إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن الجيزة تحت إشراف اللواء محمد شرقاوي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة في فك غموض وملابسات العثور على جثة مسن داخل مسكنه بإمبابة وأبلغ أهالي شارع التحرير بإمبابة شرطة النجدة عن انبعاث رائحة كريهة من داخل أحد العقارات على الفور توجهت إلى هناك قوة من رجال المباحث بناء على تعليمات اللواء هشام أبو النصر مدير أمن الجيزة.

وبإجراء المعاينة الأولية؛ تبين أن الجثة لرجل في العقد السابع من عمره، موظف على المعاش يعيش بمفرده، غارقا في دمائه به طعنة غائرة في مؤخرة رأسه من الخلف، بعمل التحريات ومراجعة الكاميرات كشفت تردد «عامل ديلفري» على مسكنه قبل اكتشاف الحادث. وتوجهت قوة من المباحث وألقت القبض عليه وبتضييق الخناق عليه اعترف بارتكابه الجريمة لمروره بضائقة مالية، وأفاد بأنه طعنه بسكين المطبخ لسرقة نقوده وأرشد عن السلاح المستخدم في الجريمة.

وتبلغ للعميد فادي عاطف مأمور قسم شرطة بدر من سيدة وزوجها بأنهما حال ترددهما على والدة الأولى بالشقة سكنها بدائرة القسم فوجئا؛ بأنها ملقاة على الأرض ومتوفاة ووجود بعثرة بمحتويات الشقة وبإخطار اللواء علاء بشندي مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة كلف اللواء علي نور الدين نائب المدير العام، واللواء أحمد الأعصر مدير المباحث الجنائية للقبض على المتهم، بإجراء التحريات وجمع المعلومات، تمكن الرواد أحمد سعد، ومحمد سالم، وعبد الرحمن إسماعيل، ومحمد عمرو ضباط مباحث القسم من تحديد وضبط مرتكب الواقعة (عاطل له معلومات جنائية مقيم بدائرة القسم، وبمواجهته أمام اللواء محمد قدري مدير قطاع القاهرة الجديدة، واللواء وليد الخولي مساعد فرقة القاهرة الجديدة اعترف بأنه نظرًا لسابقة عمله فى إحدى محال السوبر ماركت بالقرب من محل سكن المجنى عليها وسابقة تردده عليها لتوصيل الطلبات لها، تبين له إقامتها بمفردها فاختمرت فى ذهنه فكرة قتل المجنى عليها وسرقة مسكنها، وفى سبيل ذلك توجه إلى مسكن المجنى عليها وتعدى عليها وخنقها حتى أودى بحياتها وسرق (مبلغ مالى، مشغولات ذهبية، هواتفها المحمولة) تم بإرشاده ضبط كافة المسروقات المستولى عليها.

وتلقى اللواء أشرف الجندي مدير أمن القاهرة إخطارًا من العميد محمد غريب مأمور قسم عين شمس يفيد بحضور عامل توصيل لقسم شرطة عين شمس؛ ليعترف بارتكابه جريمة قتل سيدة مسنة بالمعاش عمرها 67 عاما مقيمة بمفردها بقصد السرقة وعلى الفور أخطر قسم شرطة عين شمس النيابة العامة لمباشرة التحقيقات، وأوضحت التحريات التي أشرف عليها الرواد سعد أسامة، وأحمد حشاد، وإسلام هاني ضباط مباحث القسم أن ذويها في البداية اعتقدوا وفاتها نتيجة أمراض السكر والقلب وتم إنهاء إجراءات الدفن إلا أن الجاني توجه إلى قسم الشرطة وسلم نفسه أمام العقيد علاء عبد الدايم نائب المأمور واعترف بجريمته وأنه حاول سرقتها وأثناء مقاومتها له ضربها حتى سقطت على الأرض ولفظت أنفاسها الأخيرة وقرر رجال المباحث التحفظ على المتهم وإخطار النيابة العامة بمباشرة التحقيقات التي أمرت باستخراج الجثمان لتشريحه.