وزير التعليم العالي: 65٪ من الرعاية الصحية تتحملها الآن المستشفيات الجامعية

د. أيمن عاشور
د. أيمن عاشور

 نعم أصبحت المستشفيات الجامعية فى مصر حالياً تمثل صمام الأمام فى الرعاية الصحية حيث تتحمل وحدها 65% من إجمالى الخدمات الصحية للمرضى ـ وأصبحت هذه المستشفيات بمثابة قبلة الفقراء فى المقام الأول لتقديم أفضل خدمة صحية لهم بلا مقابل بالإضافة إلى تقديمها أيضا لمختلف الطبقات دون تمييز، ولذلك اهتمت الدولة بهذه الصروح الطبية وخصصت لها 28 مليار جنيه فى ميزانية العام المالى 2023 /2024 ـ كما أصبحت هذه المستشفيات قبلة خريجى كليات الطب فى مصر والعالم العربى وللطلاب الوافدين أيضا للتدريب على أعلى مستوى فى الخدمة الطبية وعلى أحدث ما هو موجود من وسائل علاج لمختلف التخصصات.

هكذا بدأ حديثه لصفحة «هنا الجامعة» د. أيمن عاشور وزير التعليم العالى والبحث العلمى مؤكدا أن المستشفيات الجامعية فى مصر أصبحت بالفعل ركنًا أساسيًا ضمن نظام الرعاية الصحية بالبلاد، فهى تضطلع بدور ثنائى الأبعاد ـ حيث لا يقتصر دورها على تقديم الخدمات الطبية للمواطنين، بل تبرز كذلك كمراكز رئيسية لتعليم وتدريب طلاب الطب، وطلاب الدراسات العليا والمهنيين فى المجالات الصحية المتنوعة.


 

كما تلعب هذه المستشفيات الجامعية أيضا دورًا بارزًا فى البحث العلمى، سواء فى المجالات السريرية أو الأساسية. كما أصبحت تتميز بتقديمها لطيف واسع من الخدمات الطبية والجراحية، بما فى ذلك تخصصات فرعية نادرة، مما يجعلها مراكز متميزة فى بعض الحقول الطبية.

اقرأ أيضاً | أمين المجلس الأعلى للجامعات: إنشاء منصة إلكترونية للتأكد من صحة الشهادة المطلوبة بعد تزوير وكيل معهد العبور لشهادة الأستاذية

وهذا التميز يجذب مرضى من مختلف الشرائح الاجتماعية فى البلاد، بما فى ذلك الفئات الأقل حظًا والمحتاجين، مما يجعل هذه المستشفيات عنصرًا مهمًا فى توفير الرعاية الصحية لكل المواطنين دون تمييز بناءً على الوضع المالى.

برامج تعليم وتدريب
ويضيف د. أيمن عاشور أن وزارة التعليم العالى والبحث العلمى تعمل جاهدة على إحداث نقلة نوعية فى المستشفيات الجامعية وذلك بتنفيذ برامج تعليمية وتدريبية متقدمة وخدمات علاجية تتماشى مع أحدث التطورات العالمية فى ميدان الرعاية الصحية.



وتركز هذه الجهود على تعزيز التخصصات المتداخلة، والمشاركة الفاعلة على الصعيد الدولي، بالإضافة إلى دمج التحول الرقمى، وتشجيع الابتكار والريادة. كل ذلك يتم من خلال استراتيجية إقليمية محددة لكل مستشفى جامعى. وتأتى هذه الإجراءات بالتعاون مع مختلف قطاعات الدولة لضمان تقديم خدمات طبية وتعليم طبى على قدم المساواة وبشكل عادل فى جميع أنحاء مصر.

كما تشمل خطط التطوير هذه تحسين القدرات العلمية والإبداعية لكادر أعضاء هيئة التدريس والعاملين فى المستشفيات الجامعية، مما يسهم فى مواكبة متطلبات سوق العمل، وتحسين فرص العمل للخريجين. أيضاً، تتضمن الخطط وضع استراتيجيات محكمة لمكافحة الأمراض وتعزيز الصحة العامة للمواطن المصري.

ميزانيتها 28 مليار جنيه
وبلغة الأرقام أكد وزير التعليم العالى أنه نظرا لأهمية المستشفيات الجامعية فى مصر حاليا والدور الضخم الذى تقوم به لخدمة المرضى فقد قامت الحكومة بتخصيص موارد مالية متزايدة لتطوير الخدمات الطبية، حيث ارتفعت ميزانية المستشفيات الجامعية من 10 مليارات جنيه فى عام 2014 إلى 28 مليار جنيه بحلول عام 2023، وذلك فى سياق جهودها المستمرة لتحسين الرعاية الصحية المقدمة للمواطنين. وفى عام 2023وصل عدد المستشفيات الجامعية فى مصر إلى 125 مستشفى ويقوم بالإشراف عليها 31250 عضو هيئة تدريس (أستاذ - أستاذ مساعد -مدرس) والهيئة المعاونة (مدرس مساعد - معيد -طبيب مقيم- اخصائى - زميل - استشاري) وصيادلة، وتضم المستشفيات الجامعية فى مصر 32 ألفاً و932 سرير وهو ما يشكل حوالى 30% من إجمالى أسرّة الرعاية الصحية فى المرافق الحكومية ومن بين هذه الأسرة هناك 4 آلاف و651 سريرًا مخصصًا للعناية المركزة وهو ما يمثل 50% من أسرة العناية المركزة فى القطاع الحكومى وتقترب نسبة الإشغال فيها من 95%، كما شهدت المستشفيات الجامعية دخول حوالى 2.7 مليون حالة فى عام 2023 بزيادة ملحوظة عن 1.7 مليون حالة فى عام 2019، وتضم هذه المستشفيات 1015 غرفة عمليات، حيث يتم إجراء أكثر من 1.5 مليون عملية جراحية سنويًا « تشمل 350٫000 عملية، ذات مهارة عالية وتقنية خاصة مثل زراعة الرئة (حالة واحدة) وجراحات بواسطة الروبوت (169 عملية، منها 40 لأطفال)، وتستقبل العيادات الخارجية لهذه المستشفيات حوالى 20 مليون مريض سنويًا، وتتعامل مع 3.5 مليون حالة طوارئ كل عام، ويتم عمل ما يقارب من 40 مليون فحص معملى و25 مليون فحص أشعة كل عام، وتشمل الخدمات الأخرى 900 حضانة للأطفال بنسبة إشغال تقترب من 100%، وإجراء 48٫000 قسطرة قلبية و1752 قسطرة مخية سنويًا، كما يتم إجراء 54٫000 أشعة تداخلية، وتقديم خدمات بنوك الدم التى تشهد 500٫000 متبرع و6600 جلسة فصل بلازما سنويًا، وتضم المستشفيات الجامعية أيضًا 15 جهازًا للمعالج الخطى مع 110٫000 جلسة علاج إشعاعى سنويًا ويتم إجراء 400٫000 جلسة علاج كيماوى سنويًا، وبالنسبة للغسيل الكلوى تحتوى هذه المستشفيات على 1176 جهاز غسيل كلوى منها 136 جهازا للأطفال مع إجراء حوالى 1.7 مليون جلسة غسيل دموى سنويًا وهى الوحيدة التى تقدم خدمة الغسيل الكلوى للأطفال الذين يقل وزنهم عن 10 كيلوجرامات.

نماذج واقعية بطب عين شمس
وكنموذج للعمل على تعظيم الاستفادة من المستشفيات الجامعية فى مصر والتأكيد على دور مصر إقليمياً سواء عربياً أو افريقياً ورغبة من هذه المستشفيات ايضاً فى استغلال الإمكانيات الضخمة السابق ذكرها للتأكيد على هذا الدور الريادى الطبى من حيث التدريب والبحث العلمى تقوم كلية الطب جامعة عين شمس ومستشفياتها ـ على سبيل المثال ـ كما يقول د. محمد ضياء رئيس جامعة عين شمس: نقوم بعمل الكثير من الدورات التدريبية فى شتى المجالات ومن أهمها التدريب على مختلف العمليات الجراحية للأذن وزراعة القوقعة حيث تنفرد كلية الطب جامعة عين شمس بأكبر معمل متخصص فى مصر وافريقيا والشرق الأوسط فى هذا المجال، حيث تم إنشاء هذا المعمل وتجهيزه بكلية الطب جامعة عين شمس عام ١٩٩٧ لتدريب جراحى الأذن على مختلف العمليات الجراحية للأذن وزراعة القوقعة. وقد بدأ المعمل كنواة معمل تدريبيى مع مشروع إدخال جراحة زراعة القوقعة فى جامعة عين شمس لريادة القسم كأول جامعة مصرية تقوم بإجراء زراعة القوقعة فى جمهورية مصر العربية.



أكبر معمل تدريبى
ويؤكد رئيس الجامعة أن هذا المعمل يعتبر من أوائل وأكبر المعامل التدريبية فى المنطقة وأفضلها تجهيزاً، حيث يحتوى على عدد كبير من الوحدات التدريبية المجهزة على أعلى مستوى بالميكروسكوبات الجراحية الدقيقة والمناظير الضوئية الجراحية وغيرها من التجهيزات مع شاشات عرض حديثة مما يتيح للمتدربين ممارسة العمليات الجراحية فى جو محاك  للطبيعة تحت إشراف وإرشاد دقيق من أعضاء هيئة التدريس بالقسم. وقد تم توسيع نطاق التدريب بإضافة دورات فى جميع التخصصات الدقيقة للأذن والأنف والحنجرة وتشمل هذه الدورات ( دورة المناظير الجراحية للأنف والجيوب الأنفية وقاع الجمجمة الأمامية والجانبية، دورة إصلاح وتجميل الأنف، دورة أمراض الحنجرة، دورة جراحات الرقبة، دورة أمراض الاتزان وأخرى).

كل الدول العربية والإفريقية
ويشترك بعض الأقسام الأخرى فى استخدام المعمل بتجهيزاته ـ كما يقول د. على الأنور عميد كلية طب عين شمس لتدريب شباب الأطباء مثل قسم جراحة المخ والأعصاب وقسم التجميل وبفضل مجهود جميع أعضاء هيئة التدريس بالقسم على مدى أكثر من عقدين، اكتسبت الدورات سمعة فائقة محلياً وإقليمياً، وقد ارتفع عدد المتدربين من الأطباء إلى أكثر من 2000 متدرب وتكونت قائمة انتظار طويلة (١٨ شهرا) للإلتحاق بالدورات من الأطباء المصريين ومن جميع البلاد العربية والافريقية، وأصبح المتدربون الوافدون سفراء للكلية فى بلادهم.




ويوجه كل عائد هذه الدورات من العملة الصعبة مباشرة إلى ميزانية الدولة لتطوير المستشفيات، حيث إن هذه الدورات غير هادفة للربح ولا يتقاضى أى من أعضاء هيئة التدريس أى مقابل، وتعد جزء من الرسالة السامية فى إعداد وتدريب الأطباء والتى تتميز وتنفرد بها كلية الطب جامعة عين شمس. وعليه يتم تحديث الوحدات بأحدث الأجهزة اللازمة للتدريب الجراحى ووسائل التوثيق والتصوير مع زيادة الأنشطة والخدمات العلمية لتشمل الأبحاث التشريحية المتقدمة، لإضافة التفوق والريادة فى مجالات البحث العلمى والنشر الدولى، الذى يقود قطار التنمية فى البلاد، مما يساهم فى تقدم الكلية والجامعة فى الترتيب العالمى، وأن تستمر جامعة عين شمس فى الحفاظ على الأفضلية للتدريب محليا وإقليميا وإفريقيا، والحفاظ على الريادة فى شتى مجالات البحث العلمى.