خيرى‭ ‬الكمار

يبدو واضحا أن عام 2024 سيكون عاماً فارقا بالساحة الفنية المصرية، وسيؤثر فيها لسنوات عديدة مقبلة، سواء في الإنتاج السينمائي أو الدرامي، وسيكون هناك تغير كبير في خريطة النجوم، وذلك في ضوء المفاجأت التي أحدثتها الأعمال الفنية التي عرضت خلال الربع الأول من هذا العام، سواء على شاشة السينما أو التليفزيون، فبعد المفاجأة التي حققها فيلم “الحريفة” الذي عرض في موسم أجازة نصف العام، واعتمد في بطولته على مجموعة من الفنانين الشباب، واستطاع أن يحقق إيرادات ضخمة تفوق بها على كل الأفلام التي نافسته هذا الموسم، وتصدر بطولتها العديد من النجوم الـ”سوبر ستار”، بل وتفوق بها على أفلام أخرى عديدة عرضت في السنوات الأخيرة لمجموعة من أهم النجوم، حيث بلغت إيراداته حتى الآن 73 مليون جنيه، جاء شهر رمضان ليؤكد من جديد تفوق الفنانين الشباب على النجوم أصحاب التاريخ الطويل، وذلك من خلال مسلسلين أعتمدا في بطولتهما على مجموعة من الفنانين الشباب، وحققا النجاح الأضخم على الشاشة الرمضانية، وهو ما سنتناوله بالتفاصيل في السطور التالية.

أعلى نسبة مشاهدة

في مفاجأة تتشابه إلى حد كبير مع مفاجأة فيلم “الحريفة”، استطاع مسلسل “أعلى نسبة مشاهدة” الذي عرض خلال النصف الأول من شهر رمضان الحالي، واعتمد في بطولته على مجموعة من الفنانين الشباب، أن يحقق نجاح جماهيري ضخم، ويحقق أعلى نسبة مشاهدة بالفعل، ويتفوق على مسلسلات عديدة يتصدر بطولتها مجموعة من أهم النجوم والنجمات، ويتصدر “التريند”، ويثير حالة من الجدل حول موضوعه وأحداثه، وينال إشادة النقاد لمستواه الفني المتميز، وهو العمل الدرامي الأول لمخرجته ياسمين أحمد كامل، والمؤلفة سمر طاهر، وأول بطولة مطلقة للفنانة الشابة سلمى أبو ضيف، وشاركها البطولة ليلى زاهر وفرح يوسف وإسلام إبراهيم ومحمد حاتم وهند عبد الحليم مع مشاركة متميزة ومؤثرة لانتصار ومحمد محمود وإنعام سالوسة وأحمد فهيم، إلى جانب مجموعة كبيرة من الوجوه الشابة، ومن أهم الأسباب في النجاح الذي حققه المسلسل، اعتماده على الشباب في كل تفاصيله، وليس المقصود بذلك صناعه فقط، أنما أيضا موضوعه الذي تناول قضية تخص الجيل الجديد وتطرح الإختلاف بينه وبين الأجيال السابقة، ومن خلالها تم تناول قضايا أخرى مهمة ومؤثرة جدا، فالمسلسل لم يتناول فقط موضوع عالم الـ”تيك توك” والسوشيال ميديا بشكل عام، ومدى تأثيرها في حياتنا، أنما تناول من خلالها قضية أخرى مهمة جدا تتعلق بكل أسرة، وهي كيفية التعامل مع الأبناء، ومدى تأثير طرق التربية على حياتهم، وكيف تتسبب المعاملة القاسية - حتى وأن كانت من وجهة نظر الأم لصالح ابنتها - في التأثير على حياة الأبناء، واعتمد في ذلك علي عالم الـ”تيك توك” وهوس الجيل الجديد به، خاصة الفتيات، وكيف يتم استغلال بعضهن، فالشخصية المحورية في أحداث المسلسل، وهي شيماء، تعاني الفقر الشديد، وأمها تتعامل معها طوال الوقت بالتقليل من شأنها، وهي تحلم بأن تتخلص من الفقر وتعيش حياة لا تشعر فيها بالذل أو الإهانة، ودون سعي منها تجد نفسها فجأة تتصدر “التريند” على “تيك توك” بفيديو نشرته لها شقيقتها المهووسة بـ”التيك توك”، وتجد أمامها فرصة للتخلص من فقرها ومساعدة أسرتها عن طريق تقديم إعلانات، فتوافق علي ذلك، لكن لافتقادها الخبرة والثقة في نفسها ولبرأتها الشديدة يتم استغلالها من الجميع وفي مقدمتهم شقيقتها، والتي تشعر بالغيرة منها، وتفسد حياتها بحرمانها بخدعة من الشخص الذي تحبه، والذي كان يسعى للزواج منها، ثم يتواصل مسلسل خداع شيماء إلي أن يصل إلي خدعتها الكبرى من الشخص الذي يتزوجها ويستغلها في الترويج لتطبيق يتسبب في القبض عليها بتهمة الاتجار بالبشر، وسجنها وتدمير حياتها .

مسار إجباري

كما نجح مسلسل “مسار إجباري” الذي أعتمد في بطولته على الفنانان الشابان أحمد داش وعصام عمر في تحقيق نجاح كبير على الشاشة الرمضانية، وأعلى نسب مشاهدة، وإشادة النقاد بمستواه الفني، وتم اختياره في مقدمة أفضل الأعمال الرمضانية لهذا العام، وقدمت أحداثه في 15 حلقة، وتناول العمل قصة الشقيقان من الأب “علي” و”حسين”، والذي يكتشف كلا منهما فجأة أن له شقيق، حيث تزوج والدهما من امرأتين دون أن يخبر الأخرى، وعقب تعرف كلا منهما على الآخر، يموت والدهما، ليكتشفان بعد ذلك أنه قتل، ولم يموت بشكل طبيعي، ليبدأن رحلة البحث عن قاتل والدهما، والسبب في إرتكابه ذلك، ويتحدان معا بعد أن يصبح مصيرهما واحد، ومسار حياتهما معا “مسار إجباري”، ويواجهان العديد من الصراعات والأزمات التي تتعلق بجريمة القتل التي تسببت في قتل والدهما، وبعد العديد من الأحداث التي اعتمدت في تناولها على الإثارة والتشويق، ينجحان في هدفهما، ويصبحان شقيقان بشكل حقيقي.. وكتب المعالجة الدرامية الخاصة به باهر دويدار، والحلقات تأليف أمين جمال ومحمد محرز ومينا بباوي، وإخراج نادين خان، وشارك في بطولته صابرين وبسمة وجوري بكر ورشدي الشامي ومجموعة كبيرة من الفنانين.

النتيجة

في ضوء النجاح الجماهيري الضخم الذي حققه مسلسلي “أعلى نسبة مشاهدة” و”مسار إجباري”، من المتوقع أن يتم منح أبطال المسلسلين سلمى أبو ضيف وليلى زاهر وأحمد داش وعصام عمر بطولة أعمال رمضانية جديدة في السنوات المقبلة، وأن تقدم مسلسلات عديدة تعتمد في بطولتها على الفنانين الشباب، وهو ما يعني أن هناك تغير كبير في خريطة النجوم ستشهده الساحة الفنية المصرية خلال الفترة المقبلة، وهناك أسماء نجوم اعتادت على التواجد على الشاشة الرمضانية قد تختفي أو علي الأقل لا تتواجد من خلال البطولة المطلقة، وأسماء أخرى ستظهر وتتصدر بطولة عدة مسلسلات، كما سيحدث هذا علي شاشة السينما أيضا.

اقرأ  أيضا : هشام ماجد: عمرنا ما هنرجع ثلاثي من تاني لكن ممكن نعمل حاجة تجمعنا مع بعض وبس