فرنسا ترفع مستوى التأهب إلى الحد الأقصى بعد هجوم موسكو

خطوة غير مسبوقة، أعلنت السلطات الفرنسية
خطوة غير مسبوقة، أعلنت السلطات الفرنسية

في خطوة غير مسبوقة، أعلنت السلطات الفرنسية رفع مستوى التأهب الأمني في البلاد إلى المرحلة القصوى "حالة طوارئ هجوم"، وذلك بعد يومين فقط من الهجوم الإرهابي الدامي الذي هز العاصمة الروسية موسكو وأسفر عن سقوط 137 قتيلاً على الأقل فضلاً عن 182 جريحًا، في أحد أكثر الهجمات دموية في تاريخ روسيا الحديث. 

تهديد داعش خراسان

جاء قرار رفع مستوى التأهب بعد أن تبنى تنظيم تنظيم داعش مسؤولية الهجوم الإرهابي في موسكو، وتحديداً فرعه المعروف باسم "دولة خراسان" والذي يعتبر من أكثر الفروع دموية في أفغانستان وباكستان وبعض الجمهوريات السوفيتية السابقة. 

وأكدت مصادر حكومية فرنسية أن هذا الفرع من تنظيم داعش ضالع في محاولات عدة لشن هجمات إرهابية في أوروبا، بما في ذلك ألمانيا وفرنسا، مشيرة إلى أن باريس لا تزال هدفاً رئيسياً للجماعات المتطرفة.

تهديد مستمر لفرنسا

وحذر خبراء من احتمال حدوث "تأثير تقليد" بعد هجوم موسكو، مما قد يؤدي إلى تنشيط خلايا إرهابية نائمة في أوروبا. ويؤكد المتخصصين في الحركات الجهادية لصحيفة لو فيجارو الفرنسية، أن "فرنسا لم تتوقف أبداً عن كونها هدفاً" للإرهابيين، مستشهداً بأرقام وزارة الداخلية التي تشير إلى إحباط 14 هجوماً منذ عام 2020، أي ما معدله هجوم كل شهر ونصف تقريباً.

اقرأ أيضًا|حاميها حراميها.. مدير متحف اللوفر السابق يتاجر في الآثار.. والقضاء الفرنسي يحقق

وأشارت شبكة "بي اف ام تي في" الفرنسية الى ان مستوى "حالة الطوارئ هجوم" يتيح لنشر قوات أمنية استثنائية، فضلاً عن تشديد إجراءات التفتيش في مداخل المباني وإطلاق تحذيرات أمنية للمواطنين في الأماكن العامة. 

ويهدف هذا المستوى، الذي يفرض لفترة محدودة، إلى منع أي "هجمات متتالية".

ظل أولمبياد باريس

في ظل استضافة فرنسا لدورة الألعاب الأولمبية في باريس بعد أقل من 4 أشهر، حذرت سيلين برتون، المديرة العامة للأمن الداخلي، من أن "المنظمات الإرهابية التي تستهدف الغرب ستغتنم فرصة الألعاب الأولمبية لا محالة". 

وكانت آخر مرة رفعت فيها فرنسا حالة التأهب إلى "حالة الطوارئ هجوم" في أكتوبر 2023 بعد مقتل أستاذ على يد شخص متطرف، وأعربت الحكومة عن تصميمها على ضمان أمن المواطنين، داعية إلى اليقظة القصوى.

خطر الانتقام من تنظيم الدولة الإسلامية

حذر محللون من أن هجوم موسكو الدامي قد يدفع تنظيم داعش إلى شن هجمات انتقامية في أوروبا، خاصة وأن التنظيم المتطرف يسعى جاهداً لاستعادة زخمه بعد خسارته معاقله في سوريا والعراق.

ويقول لوكاس ويبر، المؤسس المشارك لموقع "ميليتانت واير" المتخصص: "فرض تنظيم داعش خراسان نفسه كالفرع الأكثر توجهاً نحو الدوليّة، وأنتج دعاية بأكثر من لغة مقارنة بأي فرع آخر منذ ذروة الخلافة المزعومة في العراق وسوريا".

تعزيزات أمنية في الشوارع والمرافق الحيوية

على الصعيد العملي، أمرت السلطات الفرنسية بنشر آلاف العناصر الأمنية الإضافية في شوارع المدن الرئيسية ومحطات القطارات والمطارات والمراكز التجارية وغيرها من الأماكن الحيوية. 

كما تم تكثيف عمليات التفتيش الأمني في نقاط الدخول للمباني الحكومية والمؤسسات العامة، إلى جانب تشغيل كاميرات المراقبة على مدار الساعة.

من جهته، دعا رئيس الوزراء الفرنسي جابرييل أتال المواطنين إلى "اليقظة القصوى" وتجنب التجمعات الكبيرة حتى إشعار آخر. 

وحث على الابلاغ الفوري عن أي نشاط أو شخص مشبوه للسلطات المختصة.

كما طالب أتال وسائل الإعلام بـ "توخي الحذر" في تغطية أخبار الهجمات الإرهابية وعدم نشر تفاصيل قد تسبب الذعر بين الناس.  

وأكد المسؤولون أن الإجراءات الأمنية المشددة ستظل سارية "لأطول فترة ممكنة" حتى تتبدد المخاوف من تكرار أعمال إرهابية على الأراضي الفرنسية.