اتهامات المملكة المتحدة للصين.. هجمات سيبرانية تستهدف الديمقراطية البريطانية

المملكة المتحدة للصين
المملكة المتحدة للصين

في خطوة دراماتيكية تكشف عن مدى التوترات المتصاعدة بين لندن وبكين، وجهت بريطانيا اتهامات خطيرة للصين بشن هجمات إلكترونية واسعة النطاق على مؤسساتها الديمقراطية، وهذا الإعلان الصادم، الذي جاء في وقت حرج للعلاقات الثنائية، يهدد بإشعال أزمة دبلوماسية جديدة بين القوتين العظميين.

هجمات صينية

في كلمة مثيرة للجدل أمام مجلس العموم البريطاني، كشف نائب رئيس الوزراء البريطاني أوليفر دودن عن تفاصيل صادمة حول هجمات إلكترونية "خبيثة" شنتها جهات صينية مرتبطة بالدولة. 

بحسب دودن، استهدفت هذه الهجمات هيئة الانتخابات البريطانية المستقلة وأعضاء البرلمان أنفسهم، في محاولة واضحة للتدخل في العملية الديمقراطية البريطانية، مضيفا أن هذه الأفعال تُظهر "نمطًا واضحًا ومستمرًا للسلوك الذي يشير إلى نية عدائية من الصين".

اقرأ أيضًا|الجارديان: تزايد الضغوط البرلمانية على حكومة المملكة المتحدة لحظر مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل

غضب صيني

بينما ردت الصين بغضب شديد على هذه الاتهامات، واصفة إياها بـ "الافتراءات" و"نشر المعلومات المضللة"، أكد دودن أن التهديد السيبراني الذي تشكله الجهات الصينية "حقيقي وخطير للغاية". 

وأضاف "لكنه لا يتجاوز عزمنا وتصميمنا على مقاومته". 

في ردها على هذه الهجمات الخطيرة، فرضت بريطانيا عقوبات على شخصين مرتبطين بالدولة الصينية وجهاز التجسس الصيني المعروف باسم "APT31"، كما استدعت السفير الصيني لتوجيه انتقادات لاذعة له.

إجراءات بريطانية

لم تكن بريطانيا وحيدة في معركتها ضد التهديدات السيبرانية الصينية، إذ اتخذت الولايات المتحدة أيضًا إجراءات قضائية يوم الاثنين ضد سبعة أفراد صينيين متهمين بمحاولات شن هجمات إلكترونية خبيثة على شبكات حيوية. 

ويأتي هذا التحرك المنسق في الوقت الذي تكثف فيه الدول الغربية ضغوطها على بكين بسبب انتهاكات حقوق الإنسان المزعومة وممارساتها التجارية غير العادلة.  

على الرغم من ذلك، واجهت الحكومة البريطانية انتقادات حادة من حلفائها في حزب المحافظين الحاكم، الذين اعتبروا الاستجابة البريطانية غير كافية وطالبوا بإجراءات أكثر صرامة ضد بكين.

فقد انتقد النائب تيم لوتون، أحد الذين تعرضوا لاستهداف من قبل الهجمات الصينية، ما وصفه بـ "التدابير المتواضعة" التي اتخذتها الحكومة، معربًا عن إحباطه من فرض عقوبات على شخصين فقط وشركة صغيرة. من جانبه، قال النائب ستيوارت ماكدونالد إن دودن "جاء إلى معركة بملعقة خشبية"، منتقدًا عدم فرض أي عقوبات على مسؤولين صينيين رفيعي المستوى.

يمثل هذا التصعيد الأخير في التوترات البريطانية الصينية تحديًا كبيرًا للعلاقات بين البلدين، ويبقى أن نرى كيف ستتطور الأمور في المستقبل القريب في ظل هذا الصراع السيبراني المتنامي. فمع تزايد المخاوف من نشاط التجسس الصيني، تواجه بريطانيا ضغوطًا متزايدة لاتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه بكين، وهو ما قد يؤدي إلى مزيد من التصعيد الدبلوماسي بين الطرفين.