أنغام ووالدها .. ثنائى موسيقى رغم الخلافات

المطربة أنغام ووالدها الموسيقار الكبير محمد علي سليمان
المطربة أنغام ووالدها الموسيقار الكبير محمد علي سليمان

ندى‭ ‬محسن

نتحدث في مساحة هذا الأسبوع عن المطربة أنغام ووالدها الموسيقار الكبير محمد علي سليمان الذي كان له بالغ الأثر على مشوارها الفني منذ بدايته، حيث تبنى تنمية وتطوير موهبتها منذ نعومة أظافرها حتى أصبحت واحدة من أبرز نجمات الوطن العربي في فترة قصيرة.

عُرفت أنغام بصوتها القوي منذ ظهورها في عدد من الحفلات الغنائية برفقة والدها، وكانت مشاركتها في هذه الحفلات بمثابة بطاقة تعارف ومرور إلى قلوب الجمهور، خاصة بعد تقديمها عدد من الأغنيات الكلاسيكية والطربية الصعبة لعظماء الطرب كوكب الشرق أم كلثوم، ليلى مراد، نجاة الصغيرة، فايزة أحمد، وغيرهم الكثير، وبدأت الانطلاقة الأولى لها في عالم الألبومات الغنائية في سن الـ 15 عامًا.

وكان لوالدها الموسيقار محمد علي سليمان الفضل في بلورة موهبتها منذ طفولتها، وهي المرحلة التي شكلت أنغام فنيًا، وساهمت في تكوين ثقافتها الموسيقية إلى حد كبير، حيث تتلمذت على أيدي كِبار العازفين ومعلمي الموسيقى آنذاك، بعدما التحقت بالمعهد العالي للموسيقى لدراسة وتعلم العزف على آلة البيانو في سن الـ 6 سنوات بتوجيهات ونصائح من والدها، واستمرت على هذا المنوال حتى المرحلة الإعدادية، وهو ما أفقدها معايشة مرحلة الطفولة والمراهقة كأي فتاة في عمرها، حيث ذكرت سابقًا أنها عاشت طفولة صعبة وقاسية، وتحملت مسئولية كبيرة في سن مُبكر، لكن للأمر مميزات عديدة أيضًا اكتسبتها في سن صغير، جعلتها أكثر نضجًا ووعيًا ممن حولها.

شكلت أنغام مع والدها ثنائيًا موسيقيًا ناجحًا، فعلى الرغم من الخلافات الطفيفة، وتوتر العلاقة بينهما منذ طفولتها بسبب خلافاته مع والدتها، إلا إنها لم تُنكر إسهاماته وألحانه التي قدمتها للجمهور في نهاية الثمانينيات مع إعلان احترافها للغناء وإصدار أول ألبوم لها بعنوان “الركن البعيد الهادي”، وتوالت من بعدها أعمالهما الموسيقية التي حظيت بنجاح واهتمام الجمهور، منها ألبوم “أول جواب”، “لا ليلي لالي”، “لايق”، “اتفقنا”، “ببساطة كدة”، “إلا أنا”، كما قدمت أنغام معه عدد من الدويتوهات الغنائية، وظل التعاون بينهما مستمرًا حتى مطلع التسعينيات، إلا أن أنغام أدركت ضرورة التنوع في الألحان، وأبدت رغبتها في التعاون مع ملحنين آخرين، وهو ما رفضه والدها، وكان هذا الرفض هو شرارة الخلافات التي اندلعت فيما بعد بين الثنائي.

انطلقت أنغام في مشوارها الفني الذي يمتد لـ 3 عقود بالتعاون مع عدد كبير من الملحنين الكِبار، أمثال رياض الهمشري، عمار الشريعي، زياد الطويل، طلال مداح، طارق محمد، أمير عبد المجيد، أحمد الحجار، وذلك بعد أن حققت الاستقلالية الفنية عن والدها، كما تعاونت مع جيل آخر أمثال خالد عز، شريف تاج، تامر علي، رامي جمال، تامر عاشور، محمد النادي، وليد سعد، ايهاب عبد الواحد، حسن الشافعي، محمد رحيم، عزيز الشافعي، مدين، هشام بولس، محمد عبية، مصطفى العسال، أحمد العتباني وغيرهم.

حققت أنغام خلال هذه العقود نجاحات فنية عديدة بفضل موهبتها الفريدة، وذكاءها الفني الذي وضعها في الصفوف الأمامية، وأيضًا بفضل نصائح وتوجيهات والدها، وإن كانت لا تستطيع مسامحته على الكثير من التصرفات والمواقف التي تركت أثرًا سلبيًا في ذاكرتها، وكانت الدافع وراء العديد من ردود الأفعال التي اتخذتها أنغام في العلن، كتعمد عدم تقديم ألحانه في أيًا من حفلاتها، كما كانت تتعمد عدم التحدث عنه أو ذكر اسمه في لقاءاتها الإعلامية باستثناء لقاءها الأخير مع مقدم البرامج الإماراتي أنس بوخش، والذي روت من خلاله العديد من المواقف القاسية والصعبة التي مرت بها مع والدها في طفولتها، وظلت تلك العلاقة مُعقدة لسنوات طويلة تبادلا فيهما الاتهامات باستمرار، لكن هدأت حدة الخلافات نسبيًا خلال السنوات الأخيرة.

اقرأ  أيضا : أنغام تكشف موقفها من تكرار تجربة التمثيل

;