ملحن «الست» ومعلم «عبد الوهاب».. ما لا تعرفه عن الموسيقار محمد القصبجي

محمد القصبجي
محمد القصبجي

تحل اليوم الثلاثاء الموافق 26 مارس ذكرى وفاة الملحن والموسيقار محمد القصبجي الذي توفي عام 1966 عن عمر يناهز الـ73 عاماً، حيث قدم أعمالاً عديدة ولحن للكثير من المطربين أبرزهم أم كلثوم، فكان الملحن الأول لها، بالإضافة إلى أسمهان وزكي مراد، كما علم محمد عبدالوهاب العزف على العود.

ونستعرض من خلال هذه السطور أبرز المعلومات عن الراحل الموسيقار محمد القصبجي بمناسبة ذكرى رحيله.

نشأته 

نشأ القصبجي في عائلة موسيقية، حيث كان والده أحمد القصبجي مدرسًا لآلة العود وملحنًا لعدة فنانين، لذلك نما لدى القصبجي حبه للموسيقى منذ صغره وتعلق بها، لكنه لم يحد عن طريق العلم فالتحق بالكتاب وحفظ القرآن الكريم وانتقل إلى الأزهر الشريف حيث درس اللغة العربية والمنطق والفقه والتوحيد، ثم التحق بعد ذلك بدار المعلمين التي تخرج منها معلما.

ألحان القصبجي 

في عام 1923 استمع محمد القصبجي إلى كوكب الشرق أم كلثوم، وكانت تنشد قصائد في مدح الرسول وأعجب بها، ليلحن بعدها بعام أول أغنية لأم كلثوم وهي "آل إيه حلف مايكلمنيش" وظل من ذلك اليوم يعاونها لآخر يوم في حياته، كما ينسب إليه فضل التجديد في المونولوج الغنائي بداية من "إن كنت أسامح وأنسى الآسية" إلى "رق الحبيب" غناء كوكب الشرق أم كلثوم، وقد كان في كل هذه الألحان وغيرها، وباعتراف أبرز الموسيقيين والنقاد، زعيم التجديد في الموسيقى المصرية.

في 1927 كون القصبجي فرقته الموسيقية التي ضمت أبرع العازفين أمثال محمد العقاد للقانون وسامى الشوا الملقب بأمير الكمان وكان هو عازف العود في الفرقة، ولم يتوقف عند الشكل التقليدي للفرقة الموسيقية العربية فأضاف إلى فرقته آلة التشيلو وآلة الكونترباص وهما آلتان غربيتان.

قدم القصبجي ألحانًا عديدةً للسينما وكان من أكثر الملحنين إنتاجا طوال 50 عاما وقدم للمسرح الغنائي الكثير، فقد قدم لمنيرة المهدية عدة مسرحيات هي: "المظلومة " و"كيد النسا" و"حياة النفوس" و"حرم المفتش" كما قدم لنجيب الريحاني ثلاثة ألحان في أوبريت "نجمة الصباح".

وقام القصبجي أيضًا بتلحين الفصل الأول من "أوبرا عايدة" الذي غنته أم كلثوم في فيلمها عايدة في أوائل الأربعينات وكان يتطور لكن في إطار المحافظة علي النغمة الشرقية الأصيلة، وتتلمذ على يديه في العزف على العود الموسيقار محمد عبد الوهاب، وعلى الرغم من علو مكانته وشهرته كموسيقار كبير، إلا أنه لم يتخل عن الست وعشق العزف على آلة العود في فرقتها ليظل بجوارها، حتى أنه عندما مات في نهاية الستينات ظلت محتفظة بمقعده خاليا خلفها على المسرح تقديرا لدوره ومشواره معها.

وفاته 

توفي في 26 مارس 1966، بعد أن قدم للموسيقى العربية آثارا وإثراءات ثمينة، وأضاف للموسيقى الشرقية ألوانا من الإيقاعات الجديدة والألحان السريعة والجمل اللحنية المنضبطة والبعيدة عن الارتجال، كما أضاف بعض الآلات الغربية إلى التخت الشرقي التقليدي، اعتبره كثيرون الموسيقي الأفضل متفوقاْ بذلك على أسماء أخرى كبيرة كسيد درويش وعبد الوهاب.

اقرأ أيضا|محمد القصبجي.. مبدع خصص لكل محافظة مصرية «عودا خاصا»