كنافة وقطايف.. البلدي يكسب بروائح رمضان الزمن الجميل بالإسماعيلية

"كنافة وقطايف" البلدي يكسب بروائح رمضان
"كنافة وقطايف" البلدي يكسب بروائح رمضان

 فتحي البيومي


في شوارع الأحياء الشعبية في مدينة الإسماعيلية، حيث المنازل القديمة التى تحمل رائحة الزمن الجميل، والشوارع العتيقة التى يحكى كل زقاق من أزقتها ذكريات طفولة الشيوخ منذ ولادتهم لشيخوختهم مرورا بلحظات وذكريات صباهم، ترصد أعين المارة تلك الأفران التى لا زالت تحافظ على هويتها وصورتها العتيقة التى وجدت عليها منذ سنوات طوال لم تتغير، أفران بدائية مصنوعة من الطوب اللبن والطين على شكل مستدير تغطيها صنيه من النحاس الأحمر، صورة حين تراها فجأة ترتسم أمام عينيك علامات شهر رمضان المبارك، تجد تلك العلامات التى مازالت موجودة حرصا من أهالي تلك الأحياء لتكتمل في داخلهم فرحتهم بالشهر المبارك.


"بوابة أخبار اليوم" مع "العم سعيد" رجل طاعن في السن تحكى تجاعيد وجهه دون أن ينطق لسانه بذكريات وأحداث مرت بحي الشهداء بمدينة الإسماعيلية وكانت سنوات عمره شاهدا عليها وثق كل تفاصيلها، يعيش بين أركان ذكرياتها، ليروي قصة عمله بالكنافة البلدى على مدار ٥٠ عاما.


بدايات الكنافة البلدي.


وعن مهنة الكنافة البلدى يقول "سعيد المصري" صاحب ال٦٣ عاما، أعمل بهذه المهنة التى ننتظرها من العام للعام في شهر رمضان منذ أن كنت في الصف الأول الإعدادي حتى وقتنا هذا، تلم الحرفة التى انتشرت منذ تأسيس  الإسماعيلية انتشارا واسعا وخاصة الأحياء التى كان يسكنها المصريين قديما كحى العرب ومنطقة المحطة الجديدة وعرايشية مصر، حيث كانت الأفران الخاصة بالكنافة والقطايف في ذلك الحين تعمل بالفحم وتقام على رأس الحواري، وكان يتم بناء الفرن بالطوب اللبن وبالطريقة البدائية، وكانت طريقة رش الكنافة عن طريق رش العجين المكون من الدقيق والماء بواسطة "كوز" من النحاس مزود بعدد من الفتحات، ويتم رشها على صنيه فوق النار مصنوعة أيضا من النحاس، ليترك العجين لمدة دقائق بسيطة ثم يتم رفعها من على الصنيه ووضعها على طاولة حتى تبرد، وكانت محلات بيع الكنافة والقطايف مع بداية تأسيس المدينة تكاد تنحصر في محل أو محلين للحلويات مملوكه لأبناء الجاليات الشامية المقيمين بالإسماعيلية وعدد من اليونانيين، ثم قام عدد من المصريين بالعمل في هذه الحرفة وبناء أفران خاصة بعمل الكنافة والقطايف يدويا، إلى أن تطور شكل الفرن والطريقة أيضا بالشكل الذي نراه الان .

اقرأ أيضا|حلويات رمضان.. طريقة تحضير عجينة القطايف

أشهر من عمل بمهنة الكنافة البلدي بالإسماعيلية 


وعن أشهر من عمل الكنافة اليدوية يقول "المصري" من أشهر من عمل برش الكنافة قبل فترة التهجير الحاج  عبدالحميد بشارع الشرقية والمعلم كمال بشارع المنصورة وفتحي وبشرى وحمدي السرجاني بشارع الإسكندرية ، ويوسف الحلواني بميدان عباس ، وعبد السلام وسيد حنفي بالمحطة الجديدة ، ومعمل حلواني عم عبده أبو شحتة بشارع الجيش وعلى أحمد سعد بقالة وحلويات شارع الجيش والجامع والزرعي وجروبي بشارع السلطان حسين وعم حسن بشارع المطرية 


ويضيف "المصري" إن أول مصنع للحلويات بالإسماعيلية وكان يقدم أنواع الكنافة المختلفة هو مصنع نيكولا وكان يوناني الجنسية بشارع على بن أبى طالب وكان المصنع بقوم بتوريد الحلويات إلى الجيش البريطاني، وتم إنشاء هذه المصانع لخدمة الأجانب المقيمين بالإسماعيلية.

الإقبال على الكنافة والقطايف البلدي


وعن الإقبال على شراء الكنافة والقطايف البلدي يقول " محمد حمام" صانع القطايف: ستظل الكنافة البلدى والقطايف هما الأفضل عند المواطن حيث المذاق الطيب والمكونات الطبيعية البعيدة عن المكونات الصناعية، فرغم ارتفاع أسعار الكنافة والقطايف البلدي الناتج عن ارتفاع أسعار المكونات المستخدمة في صناعتهم من الدقيق والألبان والزيوت إلا أن هذه المنتجات البلدية الصنع هى الأفضل عند المواطن حيث لا يستطيع الاستغناء عن مذاقها الطيب الذي لا يجده في الأنواع الأخرى المصنعة آليا، فنحن نعمل هنا عدد ساعات ليس بقليل بناء على إقبال المواطنين على الشراء على مدار ساعات اليوم المختلفة، ونحمد الله أن الإقبال على الشراء قد يكون كبيرا رغم ارتفاع الأسعار، ولكن رمضان شهر الخير يأتى مصحوبا بالرزق والبركة.