القارئ الطبيب صلاح الجمل فى حوار الطب والقرآن :متفائل بعودة المساجد بكامل طاقتها إلى دورها التنويرى

جهد كبير من الأوقاف لخدمة القراء.. ومشايخ المقارئ يحتاجون إلى الدعم
جهد كبير من الأوقاف لخدمة القراء.. ومشايخ المقارئ يحتاجون إلى الدعم

تزدحم المساجد التى يؤم فيها المصلين الذين يترقبون دعاءه الشهير وابتهالاته التى تُبكى الجمهور فى صلاة التراويح، ومع هذا ورغم اعتماده بالإذاعة منذ سنوات طويلة، فإنه ليس على خريطة وزارة الأوقاف لهذا العام، كما أنه لا يقرأ بالإذاعة، وليس قارئًا بأحد المساجد الكبرى.. إنه القارئ الطبيب صلاح الجمل، الذى كان لنا معه هذا الحوار:

فى البداية يؤكد القارئ صلاح الجمل أنه متفائل بعودة المساجد بكل طاقتها إلى دورها التنويرى المتكامل، حيث قيض الله وزير الأوقاف د. محمد مختار جمعة، الذى يُقدم خدمات كبيرة لإعادة الجمهور إلى المساجد من خلال المقارئ التى تتم فى المساجد الكبرى، وهذا الجهد الكبير لا بد أن يكتمل بمزيد من الدعمين المادى والمعنوى لمشايخ المقارئ، وبصورة تليق بحملة كتاب الله.

اقرأ أيضاً | مدبولي يُتابع المشروعات وجهود الترويج لـ «اقتصادية القناة».. تأسيس 63 شركة ومصنعًا للزجاج بالسخنة ومجمع للحديد بالإسماعيلية

أويش الحجر
ويقول القارئ صلاح الجمل عن نشأته: أنا من قرية مشهورة بحفظ القرآن الكريم اسمها (أويش الحجر) تابعة لمركز المنصورة - دقهلية، ومعظم أبناء هذه القرية يحفظون القرآن الكريم، وقد رزق الله عائلة الجمل طلاوة فى الصوت، كما أن الجو العائلى كان يساعد على حفظ القرآن الذى أتممت حفظه عند سن العاشرة، وكنت الأول على المحافظة، وفى العام التالى كنت الثانى على الجمهورية وكرمنى الشيخ الحصرى، رحمه الله؛ والغريب أننى لم أختر طريق الطب، ولكن الطب هو الذى اختارنى، وعندما نجحت فى الثانوية الأزهرية دفعنى أهلى إلى كلية الطب، ولكن لو عاد بى الزمن لاخترت كلية اللغات والترجمة تيمنًا بعمى محمد، أو أختار أن أكون إماما وخطيبًا؛ لأننى نشأت فى جو دينى، وهذا يناسبنى أكثر، ولهذا عندما تخرجت فى كلية الطب تقدمت إلى مسابقة للسفر إلى الخارج، ثم بدأت انطلاقتى فى عالم القرآن الكريم؛ ولا أنسى تشجيع شيخى طلعت البجيهى الذى حفظت القرآن على يديه، ثم الشيخ صدّيق الجمل، ثم الشيخ مصطفى الحلوانى، ثم الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف، شيخ عموم المقارئ السابق، هؤلاء نفعونى جدا بنصائحهم؛ حتى إن كل المعلومات التى عرفتها من كبار ملحنى مصر كنت قد تعلمتها من الشيخ عبد الحكيم قبلها بسنوات.

مستقبل التلاوة
ويوضح الجمل أنه متفائل بمستقبل التلاوة فى مصر، رغم أن الأوضاع الحالية لا تشجع على ذلك لعدم وجود مكتشفى المواهب من الشباب، بل إن الموجودين ليست لديهم القدرات التى تخرج إلينا النماذج الجيدة، وهذه كارثة؛ لكنها لن تبقى طويلا، وعلينا لتجاوز ذلك إعادة الكتاتيب بصورة عصرية تناسب الزمن الذى نعيش فيه، واختيار المحفظين بامتحان قوى يشرف عليه العلماء، ومن هنا نستطيع إخراج جيل جديد يعيد إلينا ريادتنا مرة أخرى، وعلينا التنبه إلى بعض الأخطاء مثل بعض قراء المقارئ الذين لا يحفظون القرآن أصلا فكيف سيحفظ الطلاب، بل إن بعض قراء الإذاعة الذين يقرأون من المصحف يُخطئون، فكيف دخل هؤلاء الإذاعة! وصحيح أنه توجد لجان واختبارات ولكن القائمين عليها ليسوا مثل الأجيال القديمة؛ وعندما دخلت أنا إلى الإذاعة كانت اللجنة تضم عبد العظيم محمد، وفؤاد حلمى، وقدمنى محمد الموجى ومحمود الشريف، وهؤلاء كانوا من كبار الملحنين، ولا أذم الموجودين الآن لأننى لا أعرفهم، ولكن إذا أردنا أن ننجح علينا البحث عن الأسباب التى تؤدى إلى ذلك.

ويقول إن قصتى مع الإذاعة بدأت عندما سافرت إلى جنوب إفريقيا ووجدت الناس هناك مغرمين بالشيخ عبد الباسط وشبهونى به، وعندما عدت طلبتنى الإذاعة للانضمام إليها ونجحت من المرة الأولى؛ والغريب أن أجد مَن يتهمنى مثلا بأننى أغنى فى القراءة، رغم أن إتقان الأداء النغمى من شروط الإذاعة، والقرآن لا يخضع للموسيقى؛ لأن به الموسيقى الخاصة النابعة منه، وهذا من أسرار الإعجاز القرآنى؛ وهؤلاء أيضًا هم الذين قالوا عن الشيخ مصطفى إسماعيل إنه يُغنى، رغم أنه من كبار القراء، بل يعد الأكثر تقليدًا من الأجيال الجديدة، وهذا يعنى أن مَن يدّعى مثل هذا الكلام إما جاهلا أو مغرضا؛ وأنا قارئ فى المقام ولست منشدا، وهذا ليس عيبًا، وقد اشتركت مع كبار الملحنين فى أشياء جميلة، ومنهم حلمى بكر، رحمه الله.

رزق المستمعين
ويتابع الشيخ صلاح أن هناك فتوحات وفيوضات من الله سبحانه؛ وأذكر أننى عندما كنت أقرأ ذات مرة فى السيدة نفيسة وقفت كثيرًا فى سورة الفاتحة وظللت أعيد فى الآيات بأكثر من طريقة كأننى أتلوها فى السماء، وكذلك فى سيدنا الحسين العام الماضى كنت أشعر بأننى أقرأ القرآن لأول مرة، وهذا ما أسميه «رزق المستمعين» أو «رزق المسجد» والقرآن يفتح الباب للدعاء بحيث تشعر بأن سيدنا رسول الله حاضر معنا والملائكة تحفنا، وهذا من كرم الله على عباده.