صندوق الذكريات .. حكاية «وحوى يا وحوى» الفرعونية

أغنية وحوي يا وحوي
أغنية وحوي يا وحوي

حينما جاء المطرب والملحن أحمد عبدالقادر من محافظة الشرقية للإلتحاق بالإذاعة في الثلاثينيات من القرن الماضي، كان النظام المعمول به هو تخصيص 15 دقيقة لكل ملحن يختار فيها أغنيات 3 للبث، وقتها عرض عليه الموسيقار محمود الشريف أن يغني “رمضان جانا”، لكنه فضل عليها “وحوي يا وحوي”، فأضطر الشريف لعرض الأخرى على المطرب محمد عبدالمطلب، الذي تردد في قبولها أول الأمر، لكنه وافق لاحقاً بسبب حاجته للمال بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية التي كسدت فيها الأعمال الفنية وأغلقت خلالها المسارح، وهكذا غنى عبدالمطلب “رمضان جانا” التي تكلف إنتاجها 20 جنيهاً، ذهبت 6 منها له، بينما غنى عبدالقادر “وحوي يا حوي” التي اشتهر بسببها دون أغانيه الكثيرة الأخرى.

يقول الباحث اللبناني في التراث الشعبي، زياد سامي عيتاني، إن عمر كلمات هذه الأغنية أقدم من شهر رمضان نفسه، مضيفاً أنها تعود إلى العصر الفرعوني، بدليل مفرداتها الأولى متمثلة في “وحوي يا وحوي إيوحا”، حيث “واح وي إيوح” جملة كان يستخدمها الفراعنة للترحيب بملكتهم “إياح حتب” أو “قمر الزمان” والدة أحمس الأول قاهر الهكسوس، والتي عاشت في نهايات الأسرة السابعة عشرة، وكانت محل تقدير كبير لتضحياتها في سبيل الوطن، فاعتاد المصريون القدماء على الخروج لاستقبالها حاملين المشاعل والمصابيح وهم يغنون “وحوي يا وحوي إياحة”، وفي قول آخر يذكر أن المصريين الفراعنة كانوا يخرجون للترحيب بالقمر مطلع كل شهر، مرددين “وحوي يا وحوي إياحة”، بمعنى “مرحباً يا قمر”، حيث “وحوي” تعني “مرحى”، و”إياح” تعني “القمر”.

اقرأ  أيضا : ماوراء شهر الصيام .. موهبة هند رستم الغريبة

;