خالد محمود يكتشف .. كلمة السر لمسلسل« مسار إجبارى»

مسلسل مسار إجبارى
مسلسل مسار إجبارى

خالد محمود

يكمن سر تميز مسلسل “مسار إجبارى” فى قيمة التعامل الجيد دراميا مع حبكة “الصدفة”،  كونها محرك كبير لعنصر التشويق، ولاعب أساسى فى مصير الشخصيات وتطورها، دون الوقوع فى فخ التنبؤات المعهود الذى تقع فيه الكثير من الأعمال

فى “مسار اجبارى”  تتجمع الخيوط والأحداث فى سلة واحدة  مغزولة برؤية فنية ثرية بمفرداتها للمخرجة نادين خان وفق أسلوب سرد عميق وسلس لمعالجة وسيناريو الرباعى باهر دويدار وأمين جمال ومحمد محرز ومينا بباوى، حيث نجحوا فى توفير عنصر جذب حقيقى للمشاهد عبر حبكة جيدة وإيقاع مناسب للأحداث، وتوليفة أبطال طرحوا أنفسهم بأداء واقعى متقن ومحسوب.

بصورة تملؤها الشفافية نتابع قصة الشابان على “عصام عمر” وحسين “أحمد داش”، اللذان يعيشان حياتين مختلفتين، ثم يكتشفان أنهما أخوان من الأب، الذي يموت ويترك لهما دليل إدانة يغير مسار جريمة قتل.

“حسين” شاب متطلع للمستقبل وبشوش، يعمل على سيارة طعام ويفكر كيف يجلب الأموال لكي يعيش حياة مستقرة ويكافح، ولكن يتعرض لظروف حياتية صعبة تغير من واقعه البسيط. بينما “على” يدرس بكلية الحقوق ولا يريد التخرج حتى لا يلتحق بالخدمة العسكرية ويخسر منحة دراسية في فرنسا.

وتنقلب الأحداث عندما يتعرض عمر البرنس “محمود البزاوى” لأزمة قلبية إثر تورطه فى حيثيات مقتل فتاة، وتتصل المستشفى بأولاده ليكتشف علي وحسين أنهما أخوان وأبوهما هو عمر الذى يجمعهما ويخبرهما  بعمله في الطب الشرعي وتورطه مع مسعد الذي طلب منه تزوير الأدلة في قضية مقتل فتاة تدعى  حبيبة الكردي، ورغبته في الاعتراف كي لا يُعدَم إنسان بريء، ويُقتل عمر، ويكتشف علي وحسين أن عليهما تسديد ديونه، يواجهان مصائر مجهولة تجعلهما يعيدان اكتشاف أنفسهما من جديد.

وفى نفس المسار تكتشف إحسان أم علي “صابرين” ، وعنايات أم حسين “بسمة “  هذا السر، لكنهما يتعايشان مع الأمر. 

يقدم أحمد داش وعصام عمر أدوارهما بتلقائية وانفعالات صادقة للغاية وشكلا ثنائى مدهش، وكأنهما شخصيات تعيش بيننا، نتنفس آهاتهم  وأحلامهم فى الخلاص من الكابوس، وأعتقد أن هذا المسلسل الذى يعد تجربة جريئة سيشكل محطة مهمة وتحدى فى مشوار البطلين الشابين وقربهما أكثر إلى وجدان الجمهور، وأعتقد أن اختيارهما كان موفقا للغاية من المخرجة التى تتخذ نهج خاص لزوايا التصوير، يُظهر المدينة بتفاصيلها، كما يظهر الشخصيات على طبيعتها.

أيضا شكلت صابرين وبسمة ثنائى فى مباراة تمثيلية أبهرتنا تلقائيتهما كنموذج للتعايش مع الواقع وتجاوز صدماته لاستمرار الحياة، بعدما مرا بمواقف عديدة، وكم كان مشهد تعارفهما الأول أمام الزوج عظيما فى انفعالاته، وبراعتهما فى جعل المشاهد يتوحد مع الحالة كلها وخاصة بعد المشهد الذى ذهبت فيه “إحسان” إلى “عنايات” بعد موت زوجهما وتبرز كل منهما التمكن من أدواته٫ا التمثيلية، فى المشهد ظهرت السيدة التى استطاعت أن تتعامل مع وجعها بشياكة وأناقة فى طريقة كلامها وجلستها وتعبيراتها، بينما إحسان تعاملت مع الموقف بشكل مختلف وفق بيئتها الشعبية.

يبقى “مسار إجبارى” دراما إجتماعية مثيرة وثرية بتحولاتها الجذابة التى لا تسير على نهج واحد، وهذه النوعية من الشخصيات تكون ممتعة للممثل والمشاهد فى الوقت نفسه، ويكون لديه حالة ترقب مستمرة لتطور تلك الشخصية وما سيحدث لها.

اقرأ  أيضا : صابرين: قبلت بطولة «مسار اجباري» بعد قراءة ٣ حلقات فقط

;