لا مؤاخذة!

معجزة .. رفعت

فتحى سند
فتحى سند

 

بكل المعايير.. هى واحدة من المعجزات الإلهية.. أن يعود احمد رفعت إلى الحياة بعد أن توقف قلبه لاكثر من ساعتين.. شىء لا يصدقه عقل.. ولكنه حدث ليكون آية من آيات الخالق.. عز وجل.

من الصعب أن يجد العقل البشرى تفسيرا لما مر به أحمد رفعت منذ سقط على أرض ستاد الاسكندرية فى اول رمضان فاقدا النطق والحركة.. إلى أن دبت الدماء فى عروقه ليستعيد الوعى بعد عشرة أيام. 

كم كان رائعا. أن يلتف الملايين حول أحمد رفعت ..وهم يرفعون ايديهم إلى السماء. يبتهلون الى الله ان ينجيه من أخطر محنة يمكن أن يمر بها انسان ..لم يتوقف دعاء من كان يعرف احمد أو لا يعرفه ..وبالطبع كان من بين هذه الملايين .. الأم التى لم تفارق ضناها لحظة.. دموعها تسبق توسلاتها ..قلبها يحترق ألما.. دون أن تفقد الأمل فى أن يرق قلب ابنها عليها ..ويدق من جديد .

الحمد لله.. والشكر لله على نعمته التى أنعم بها على عبده أحمد رفعت لنرى فيه معجزة.. تزيد النفوس المؤمنة اطمئنانا.. وتفتح للمخلصين فى تقواهم أبوابا.. وتجعل من دروس هذا الاختبار فى الحياة.. نبراسا. 

تحية تقدير واحترام.. للفريق الطبى بمستشفى زمزم.. رجال عاهدوا الله على إتقان عملهم.. وعلى بذل أقصى جهد.. تحت أى ظروف.. لم يستسلموا لليأس ولم يتسرب إليهم الاحباط.. ولم يفقدوا الأمل حتى لو كان مجرد شعاع بسيط.. كانت أصعب مهمة فى حياتهم القلب توقف طويلا.. «والحالة سيئة ..والاستجابة اما منعدمة او بطيئة.. والفيمتو ثانية»  كانت «تفرق» .ولكن جاء الفرج لأن يد الله كانت مع الجماعة.. الله اكبر .

..واذا كان الشىء.. بالشىء يذكر.. فلا شك أن الإسكندرية..وأهل الإسكندرية.. وابن البلد «الجدع» محمد مصيلحى وزملاء واصدقاء احمد رفعت.. كل هؤلاء كانت مشاعرهم تتدفق وتعبر طوال الوقت عن بشائر الخير التى ستأتى دون ان تتأخر كثيرا ..وقد جاءت .

د. وليد دعبس رئيس نادى مودرن فيوتشر .. وصاحب المدرسة الرائدة فى الاعلام الرياضى كان كعادته «ابن أصول».. وضع كل الامكانيات المادية تحت «رجلين» احمد رفعت .. قدم كل الدعم.. استعان بأكبر المتخصصين.. طرح فكرة العلاج بالخارج والسفر بمستشفى طائر.. كلف هيثم عرابى المدير التنفيذى لفيوتشر بالبقاء إلى جواره وتلبية كل احتياجاته .. واحاطه برعاية الأخ الأكبر المحب للانسان.. موقف ليس بجديد على من يعرف د.وليد دعبس. أما هيثم عرابى فكان يردد جملته الشهيرة فى اوقات الازمة  : «لن أغادر الإسكندرية.. الا واحمد فى يدى» ..ربنا كريم .

لن يتوقف الحديث عن قصة رفعت.. وسيتناولها الأبناء والاحفاد.. جيلا بعد جيل لأنها مليئة بالدروس والعبر.. تقدم النصيحة لمن يرغب .. وتذكر من ينسى.. وترشد من سار فى طريق الضلال.