معارك بالسلاح والخرائط| من انتصار 10 رمضان إلى استرداد طابا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

■ كتب: محمد ياسين

تحل علينا ذكرى العاشر من رمضان، أعظم انتصارات الأمة العربية فى تاريخها الحديث, الذى جسد أصالة وقوة الشعب المصري وقواته المسلحة فى الانتصار على إسرائيل وتحرير الأرض، وتلقين العدو الصهيوني درسا قاسيا، وأصبح هذا الانتصار نقطة تحول كبرى فى التاريخ وفى مسار الصراع العربى الإسرائيلى.. وشاءت الظروف أن تكتمل الصورة، حيث تحل هذه الأيام ذكرى رفع العلم المصري على طابا فى 19 مارس 1989والذى يعد امتدادا لانتصار العاشر من رمضان، صورة تتكامل فيها عظمة المقاتل مع المفاوض ليؤكدا على حقيقة راسخة وهى قوة وعظمة الشعب المصري وخير الأجناد الذين يدافعون بشتى السبل عن تراب مصر.

◄ لواء محمد الألفي: ما فعله جنودنا فى المزرعة الصينية يسجل بأحرف من نور

اللواء محمد زكي الألفى شارك فى معركة «المزرعة الصينية» وهى مزرعة تجريبية أنشئت فى الخمسينيات، وعمل بها بعض الخبراء اليابانيين وكانت لهم كتابات يابانية على بعض الأماكن بها وظن الإسرائيليون أنها كتابة صينية ومن هنا أطلق عليها «المزرعة الصينية». 

وأوضح أن أهمية المزرعة الصينية تكمن فى عدم تمكين العدو من اقتحامها وانتقاله لغرب القناة بالإضافة إلى بعده من القاهرة بمسافة 100كم، وهى نقطة مفصلية مهمة بين نطاق الجيشين الميدانين الثانى والثالث عند احتلال العدو للمنطقة، وتمثل كارت ضغط على مصر فى حالة وقف إطلاق النار لأنها تقع بين نطاق الجيشين الثانى والثالث، وما فعله جنودنا الأبطال يسطر بأحرف من نور فى السجلات العسكرية بقيادة المقدم حسين طنطاوي، وكان هذا الموقع خطيرا لدرجة أن الرئيس الراحل أنور السادات قام بأكثر من زيارة للمكان لإعطاء الإحساس بأهمية المكان للجنود.

وأوضح زكى أن الرائد نوارين الباسل استطاع وحده تدمير أكثر من 20 دبابة والرائد محمد الشافعى عطية قاتل فى نفس المعركة يومى 15 و16 أكتوبر ودمر 16 دبابة وأسر 10 جنود والرائد أحمد إبراهيم كحيل قائد السرية الثانية دمر 4 دبابات وأصيب فى أذنه ولم يترك موقعه رغم الإصابة الشديدة التى تركت أثرا عليه وأثبت الجندى المصرى فى المعركة أنه نموذج لبسالة الفرد المقاتل فى مواجهة الدبابة.

وقال إن المهام التى كلف بها وقت الحرب أن كتيبته كانت تقوم بصد العدو فى الدفرسوار عند قرية الجلاء وتم تدمير العديد من دبابات العدو بعد الاشتباك معه وكبدته خسائر فادحة فى المعدات والأرواح.

وأكد أنه تعرض لمواقف عديدة يتذكرها منها مواجهته المباشرة مع مدرعة من مدرعات العدو وحاولت اقتحام الحد الأمامى للدفاعات فى مواجهة مباشرة بهدف بث الرعب والقضاء على الضباط والجنود المصريين الأبطال ولكن نظرا لارتكاز موقعى الدفاعى على ترعة جافة كانت تشكل مانعا لتلك المدرعة التى كانت تحمل10جنود من جنود المظلات الإسرائيلى.

◄ اللواء طيار وصفى بشارة يروي : حصلت على 2000 جنيه مكافأة إسقاط الفانتوم

اللواء طيار وصفى بشارة قلينى، هوأحد ثلاثة أشقاء كانوا من جيل التحدى الذى حول الهزيمة فى يونيو 1967 إلى نصر كبير فى العاشر من رمضان، ذكريات الكفاح والإصرار والتضحية والفداء، يحكيها بطل من أبطال حرب العزة والكرامة حرب العاشر من رمضان.

حرب أكتوبر لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال الإعداد الجيد والتجهيز والتدريب الذى بدأ من بعد يونيو 1967 مباشرة.

وفى أحد الأيام قبل الحرب كنا فى إحدى المهمات وواجهنا سرباً من طائرات الفانتوم الإسرائيلى الحديث وطلبت منا القيادة الأرضية الرجوع وعدم الاشتباك إلا أن القائد أمرنا بعد تقييم الموقف بأن نأخذ تشكيل القتال وبالفعل اشتبكنا مع الطائرات الفانتوم وأسقطت أول طائرة فانتوم بصاروخين وسقطت فى بحيرة المنزلة ووقتها جاء الخبراء الروس وأخرجوها من البحيرة بعدها بيومين لأنها غاصت فى قاع البحيرة، وأخذت مكافأة 2000 جنيه وكانت مكافأة إسقاط الطائرة 500 جنيه .

وقت الحرب لم يكن يعلم أحد بموعد الضربة إلا القادة وكان ذلك قبلها بـ 24 ساعة، وذلك لتوزيع المهام على الطيارين قبلها بساعات وكانت التدريبات التى كنا نخوضها متشابهة للضربات التى نفذناها فى الحرب، وكنت فى أحد الاشتباكات فوق السنبلاوين مع زميلى الطيار إسماعيل إمام وضرب وقتها طائرة إسرائيلية وانفجرت وضربت طائرته وأيضا وقفز الطياران المصرى والإسرائيلى بالباراشوت وهبطا بجوار بعضهما ونزلا على الأرض فما كان من الأهالى إلا أن أوسعوهما ضربا، فكان الأهالى على يقين أن أى طائرة تنفجر ويسقط الطيار فهو إسرائيلى ودخل يومها إلى المستشفى وذهبنا فى اليوم التالى وأخرجناه منها وأحضرناه إلى القاعدة الجوية... إنها الحرب.

◄ لواء طيار حسن راشد: دمرنا موقعاً إسرائيلياً ضخماً فى منطقة رمانة

يستعيد اللواء طيار حسن راشد الحاصل على وسام النجمة العسكرية فى حرب أكتوبر٧٣ ذكريات الحرب والنصر ويقول: كانت الطلعة الجوية الأهم من العديد من الطلعات التى قمت بها خلال الحرب.. هى فى يوم ٩أكتوبر حيث كانت الطلعة التى شعرت أننى شخصيا قد قمت بالرد الشخصى على العدو الإسرائيلى انتقاما مما حدث فى يوم ٥ يونيو ٦٧..

ففى هذا اليوم وفى الثانية ظهرا جاءت معلومات تفيد بتحرك لواء إسرائيلى على الطريق الساحلى قادما من العريش فكانت الأوامر بتدميره وانطلقت 12 طائرة على ثلاث مجموعات كل مجموعة تضم ٤ طائرات كنت على رأس المجموعة الثالثة وكانت الحسابات الملاحية تؤكد أننا سنجد اللواء المدرع الإسرائيلي على بعد حوالى 70 كيلو من المطار والطائرة يمكن أن تطير هذه المسافة بدون الخزان الإضافى للوقود مما أدى إلى إضافة المزيد من القنابل بدلا من الخزانات الاحتياطية وكانت المرة الأولى التى تطير بها الميج 17 بدون خزانات إضافية وبقنابل زيادة وطرنا على ارتفاع منخفض جدا للهروب من الرادار ووجدنا عربات إسرائيلية محملة بالجنود ولم تكن هى الهدف وتركناها وانطلقنا فى طريقنا حتى وصلنا إلى النقطة المحددة 70 كيلو ولم نجد اللواء المدرع فكانت أوامر قائد السرب أن نطير دقيقتين إضافيتين وهو فيه مخاطرة لكمية الوقود الموجودة معنا لنتمكن من العودة ولم نجد اللواء وفى هذه اللحظة قال قائد المجموعة الثانية إنه شاهد سيارات إسرائيلية محملة بالجنود وأنه سينفصل عنا لتدميرها وأخذ الإذن من قائد المجموعة وأشار لى قائد المجموعة بأننا سنطير لدقيقتين أخريين وهنا أود أن أوضح أن الدقيقة فى الجو بالطائرة الميج١٧ تستطيع أن تقطع فيها مسافة 10 كم وانطلقت مع قائد المجموعة حتى اقتربنا من منطقة رمانة وإذا بنا نجد موقعا إسرائيلياً ضخماً به عدد كبير من الدبابات حيث كان اللواء المدرع الإسرائيلى يتزود بالوقود بالإضافة إلى عربات الجنود وتانكات البنزين ومهمات إدارية على مساحة ضخمة جدا فرمينا كل حمولة القنابل على الموقع فدمرناه وانفجرت التانكات والدبابات وعربات الجنود وتحول الموقع إلى كتلة من اللهب حيث كانت كل طائرة تحمل 700 كجم متفجرات.