إيثار حمدى
بالصدفة طلب منها مصمم الأزياء محمد نور أن تقدم رقصة مولوية أثناء العرض الخاص بمجموعته الأخيرة «حرة» فى القلعة والتى عكست الروح العصرية ومكانة المرأة العربية، وحملت قصة تنبض بالشغف والإبداع مستوحاة من الشال الفلسطينى، فأقنعته «أفنان» أن يصمم الزى الخاص بالرقصة من نفس طراز الكوليكشن، وبالفعل نفذه والتقطتها عدسة المصور محمود عادل وهى تدخل العرض كعارضة أزياء عادية تسير على الـ»كات ووك» وعندما وصلت للمركز بدأت فى الدوران وهى تحمل فى يدها شاهد القبر وكأنه طفل صغير، ما أصاب الجميع بالدهشة والمفاجأة نظرا لأن الأمر لم يحدث من قبل فى أى عرض أزياء مصرى..
تقول أفنان: «حمل الطفل الصغير فكرة محمد نور كتعبير عن مأساة الأطفال فى غزة، كنت محملة بطاقة ألوان الزى الذى ارتديه ما جعلنى أشعر وكأنى قادرة على لمس أحزانهم وضمهم بين أحضانى والطبطبة عليهم خاصة النساء والأطفال حتى لو بدعم صغير لا يمثل أى شيء على أرض الواقع، وفى منتصف العرض قمت بفرد الشاهد وارتديته تعبيرا على أن فلسطين فوق رءوسنا جميعا»..
وتضيف: «شعرت بفخر بمجرد أن انتهيت من العرض، ومنذ فترة طويلة لم أشعر بهذا الإحساس العظيم، أصبحت قادرة على التعبير عما بداخلى، ومحاربة السكوت، وطوال فترة العرض وأنا أضع نفسى مكان الشعب الفلسطينى وأنى معرضة أن يتم نسفى فى لحظة وأتحول إلى أشلاء متناثرة، وشعرت كأننى فلسطين كلها وتجمعت فى شخص واحد ومستعدة لتقديم روحى لخالقها بكل حب وقادرة على المواجهة أسوة بالأطفال أصحاب الابتسامة التى لا تفارق وجوههم راضين وصامدين ومتماسكين أمام ما يحدث لهم ومستعدين للقاء ربهم».
