مات زوجها بالسرطان وأصابها في الكبر.. قصة الأم المثالية في السويس مع العمل الخيري

فاطمة منصور فائزة بلقب الأم المثالية عن محافظة السويس
فاطمة منصور فائزة بلقب الأم المثالية عن محافظة السويس

عرفت فاطمة منصور مرض السرطان وهي شابة صغيرة، حين أصاب زوجها وكان سببا في وفاته، ثم أتاها في الكبر ليخرج بمشرط الجراح والعلاج الكيماوي، وبين وفاة الزوج واصابتها قطعت رحلة كفاح حولت فيها المحنة على منحة زادها العطاء والتضحية.

اقرأ أيضاً| «دكان الفرحة» توفر 25 ألف قطعة ملابس للطلاب الأولى بالرعاية بجامعة القناة

رحلة فاطمة السيد منصور 69 عامًا، جعلتها تستحق الفوز بلقب الأم المثالية هذا العام بمحافظة السويس، فضلا عن تفانيها في تربية أولادها، فقد قطعت طريق طويل في العمل الخيري لم يمنعها تقدمها في السن أو السرطان.

تحكي السيدة 69 عاما الأم المثالية بالسويس، رحلة كفاحها تقول أن زوجها عانى عدة سنوات من سرطان الكبد، وتوفي وهو بعمر 28 عاما وهي أصغر سنا، تاركا لها طفليها بعمر عامين و4 أعوام.

في ذلك الوقت عام 1986 لم يكن يكتشف بعد علاج سرطان الكبد، تحكي الام وتقول إنه حين توفى كانت بجواره ولم يغب عن ذهنها ذلك الموقف الذي جعلها تغير مسار عملها لاحقا.

سعت الأم جاهدة ليلتحق أبنائها بأفضل المدارس في السويس لتضمن لهم جودة تعليم وتحقق وصية زوجها، كان معاش زوجها من شركة الحديد والصلب التي يعمل بها 80 جنيها وراتبها 38 جنيها، استعانت بالله لتدبير نفقاتها.

تذكرت الأم ماكينة تريكو صغيرة اشتراها زوجها، أحبت نسج خيوط الصوف عليها، صممت قطع لأطفالها، أحبت الخيوط وابدعت فيها وصنعت قطع الملابس للمعارف والأصدقاء، وفرت لها قدر بسيط من المال، حتى تحسنت أحوالها وتبرعت بها لسيدة أخرى مكافحة تعول اسرتها.

كانت الهجرة على القاهرة بعد نكبة يونيو 1967 سببا في حب الطفلة فاطمة للعمل الخيري، حينها كانت في المرحلة الإعدادية ورأت سيدات الجمعيات والخيرية والأندية يساعدوا المهجرين ويقدموا الطعام للأسر، تولدت لديها رغبة للمشاركة طلبت منهم ورحبوا بها، حتى اصحبوا يستعينوا بها كلما وصلوا لأماكن إقامة المهجرين.

تحكي فاطمة، إن مشاركتها زرعت فيها حب عمل الخير، أصبح الأمر جزء من شخصيتها، تنساق له، تشعر بالراحة عند تقديم المساعدة للغير، ولم يغير الزمن أو المرض ذلك في شخصيتها، حتى حين أصيبت بالسرطان كان ما قدمته سبيلا ليهون عليها الإصابة.

التحقت فاطمة بالعمل في كلية التربية بالسويس التي كانت حينها فرعا يتبع جامعة قناة السويس، وبعد وفاة زوجها بعامين افتتحت وزارة التعليم العالي مركز بحوث وتدريب الامراض المعدية، حرصت على الانتقال للمركز لمساعدة المرضى لاسيما المصابين بأمراض الكبد والجهاز الهضمي، أحبت عملها الجديد واتقنته.

وتقول الام انها كانت ترى زوجها في وجوه المرضى، همها الأول مساعدتهم وتسهيل حصولهم على العلاج المطلوب من خلال وظيفتها مدير مالي وإداري بالمركز الذي قدم العلاج على نفقة الدولة لأكثر من 3500 مريض بالسويس.

تقول الام المثالية أن في عام 2007 جرى افتتاح جمعية رعاية مرضى الكبد للتنمية، تطوعت فاطمة للعمل بالجمعية التي رأت انها تكمل دور المركز.

وتابعت أن الجمعية تقدم خدمات رعاية شاملة، تشمل الرعاية الطبية والمعنوية، مع الاهتمام بالجانب الاقتصادي وتوفير مشروعات صغيرة لمن فقد عائلة بسبب المرض أو للمرضى بعد تعافيهم، لينفقوا على أسرهم لا سيما أرباب الحرف الذين أثر المرض عليهم ولن يقدروا على العودة لأعمالهم السابقة.

قبل 4 أعوام مرضت الام، اكتشفت الام أن ما حسبته هينا ولم تهتم به، هو ورم سرطاني في جسدها، حينها أخبرها الطبيب في حملة 100 مليون صحة أنها في المرحلة الثالثة من المرض، وأن تأخرها في الكشف نفسك سيطيل مدة العلاج.

بدأت الأم رحلة العلاج بالفحوصات والتشخيص وسحب العينات، ثم الاستئصال، أعقب ذلك تلقى جرعات العلاج الكيماوي، وهي حاليا في مرحلة المتابعة.

قبل عام تقدمت فاطمة للتطوع في مؤسسة حياة كريمة، رغم تأثر صحتها بعد الإصابة بالسرطان، ورغم تقدمها في العمر، تتحدث الام بفخر تقول: "انا بروح استمتع، المتعة في العمل خاصة في العمل الجماعي".