اللواء سمير فرج: حرب العاشر من رمضان أعظم انتصار مصري في القرن الـ21| حوار

اللواء سمير فرج
اللواء سمير فرج

قال اللواء سمير فرج مدير إدارة الشئون المعنوية سابقا، إنه في حرب العاشر من رمضان كان هناك تلاحما شعبيا كبيرا، مشيرا إلى أن جميع الشعب المصري وقتها كان هدفة هو الوطن واستعادة سيناء.

وتابع اللواء سمير فرج، أن من مظاهر الخداع الاستراتيجى للإسرائيليين هو هجوم القوات المصرية خلال شهر رمضان مشيرا إلى أنه تم فتح 54 ثغرة فى خط بارليف خلال ساعات قليلة.

وواصل فرج قائلا: أنه فى بداية تخرجه ذهب لغرفة العمليات وخلاله فترة عمله فى غرفة العمليات تلقى خبر استشهاد شقيق الرئيس الراحل انور السادات الشهيد عاطف السادات.

وكشف اللواء أركان حرب الدكتور سمير فرج، في حوار لـ«بوابة أخبار اليوم» بمناسبة الذكرى الـ51 لانتصارات العاشر من رمضان العظيمة العديد من القصص المؤثرة والذكريات العطرة التي تجمعت في ذاكرته.

- في البداية حدثنا عن ذكرى حرب العاشر من رمضان وما أسفرت عنه من مواقف ستظل راسخة في وجداننا ؟

نحن نحتفل بذكرى العاشر من رمضان بعد 51 عاما أعظم انتصار مصري فى القرن الـ21 فالحرب التي وافقت يوم السادس من أكتوبر استطاعت أن تغير أشياء كثيرة.. جدا حين دخلنا الحرب كانت سيناء بأكملها محتلة واليوم وبعد 51 عاما سيناء بالكامل عادت لنا في حين أن الجولان مازالت محتلة والضفة الغربية محتلة من إسرائيل حتى اليوم.

ولذلك نعتبر أن هذه الحرب حققت أهدافها وتم استعادت الأرض والكرامة لأننا انهزمنا من إسرائيل في 67 وبالعزيمة والإصرار والجهد استطاعنا تحقيق الانتصار في 1973.. نحن حاربنا مع عدو قوي لديه أسلحة متفوقة وبالرغم من ذلك انتصرنا عليه وحققت الحرب أهداف ومن أهمها ظهور قوتنا العسكرية أمام العالم كله.

- كيف بدأت خطواتك نحو المشاركة في حرب 6 أكتوبر - العاشر من رمضان ؟

كنت رائد متخرج حديثا من كلية أركان حرب أي قبل اندلاع الحرب بأسبوع وكنت  الأول على الدفعة والتحقت بهيئة العمليات وأتذكر حين التقيت اللواء الجمسى نظر لى قائلا "انت رائد قولتله ايوة يا فندم قالى جايبينك هنا تعمل ايه؟.. فاللواء غنيم رد نيابة عنى قائلا هو" طلع الأول على دفعته" بعدها بيومين فتحنا مركز العمليات الذي يدار منه الحرب وبالتأكيد كان لي عظيم الشرف وانا كنت الوحيد الذى يتواجد داخل المركز لأنني رأيت الحرب من بدايتها الى نهايتها.

- ذكرت في السابق أنه بدون حرب الاستنزاف لم نكن ننتصر في حرب العاشر من رمضان؟ 

بالطبع فقد حاربنا 6 أعوام في حرب الاستنزاف وأثناء الحرب كنت على الخط الأول بجانب البحيرات وكان خط بارليف أمامي ولمدة 6 سنوات شاهدت العلم الإسرائيلي يرفرف على أرضنا وكان ذلك قمة الاستفزاز .. كانت تراودنا العديد من التساؤلات" يارب نهجم ولا ايه ؟" وعندما انتقلت إلى مقر العمليات لم أصدق وقتها بأنه  قد حان الوقت لبدء  الحرب الا عندما نظرت الى الشاشة أمامي وجدت ٢٢٠ طائرة تعبر  ودخلت سيناء .

- مؤكد أثناء الحرب سمعت العديد من الأخبار المفرحة المليئة بالأمل؟

بالتأكيد أحلى خبر سمعته أثناء الحرب كان الساعة الثانية والربع عندما أرسل قائد القوات الجوية الإسرائيلية إشارة للطيارين ونحن ترجمنا فحواها ممنوع تقتربوا من قناة السويس ١٥ كيلو.. أما الخبر الآخر فهو مؤثر وليس سعيد بل أعتبره مؤثر جدا وكان فى حدود الساعة الثالثة والنصف عندما جاءنا خبر استشهاد عاطف السادات شقيق الرئيس السادات في الضربة الجوية اعلى مطار المليز وخرج بالفعل السادات ليبلغنا قائلا استشهد عاطف السادات وهو كان أقرب واعز صديق وابن وشقيق لي وبدأنا نرفع العلم ثم رويدا رويدا بدانا نستشعر ملامح النصر وهذا بفضل التخطيط الممتاز من أولادنا .  

- ذكرنا أكثر من مرة سيرة الرئيس السادات.. كيف إثر عليك كضابط؟

السادات كان يتميز بالحنكة والذكاء لان ما فعله كان بمثابة أحد أساليب الخديعة في حرب أكتوبر وقبلها  بثلاث أشهر  أرسل السادات أحمد حافظ إسماعيل مستشار الرئيس للأمن القومي آنذاك لمقابلة هنرى كسنجر وهو كان فى هذا التوقيت الافضل فى العالم أجمع لانه استطاع إدارة الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي وبين أمريكا. كما أخرج أمريكا من مستنقع فيتنام بعد ما فقدت ٥٩ ألف شاب الى جانب انه وزير الخارجية الوحيد الذى حصل على جائزة نوبل  لمدة ١١ عامًا.

بالفعل قابل حافظ إسماعيل، كسنجر بناء على طلب السادات قائلا: "احنا تعبنا والروس رافضين امدادنا  بالأسلحة الهجومية وإسرائيل متفوقة علينا في السلاح واحنا. مش هنقدر بالشكل ده نهاجم و الطلبة قالبين الدنيا علينا في مصر. ومن فضلك حل لنا المشكلة بقوتك انت حليت مشكلة فيتنام حل لنا المشكلة اقعد مع اسرائيل وحلها".

بالإضافة إلى أن  السادات كان دائما على حق فقد كان ذو فكر صائب ووعي وبُعد فقد كان عظيم بكل المقاييس وصاحب كاريزما عالية  .

- وسط هذا الزخم من الأحداث السعيدة والمؤثرة مؤكد كان للمرأة دورا داعما أثناء الحرب.. ما تعليقك ؟

بالطبع خلف جيش مصر العظيم كانت تقف جميع نساء الوطن وإن جاز التعبير فهي جندى مجهول بالفعل فكانت من تقوم بتولي رعاية الأسرة بأكملها أثناء غيابنا فقد كانت تقوم بدور الام والاب فى كل شىء حتى اثناء التهجير هى من كانت تتحمل المسؤولية كاملة لاننسى ايضا دور الفنانات فقد كانت الفنان نادية لطفى تاتى الينا وفى يدها مالذ وطاب لتطعم الجنود والظباط على خط النار .

اقرأ أيضا: احتفالًا بيوم الشهيد والمحارب القديم.. فتح المتاحف العسكرية بالمجان