ملتقى الأزهر يوضح دور المؤسسة الأزهرية في خدمة الأخوة الإنسانية

فعاليات ملتقى الأزهر بالجامع الازهر
فعاليات ملتقى الأزهر بالجامع الازهر

- د. عبد الفتاح خضر: الأزهر منشغل بتأليف الرجال أكثر من تأليف الكتب ويخرج كوادر تنشر ‏رسالته عالميا

عقد الجامع الأزهر يوم الأحد، عقب صلاة التراويح «ملتقى الأزهر.. قضايا إسلامية»، بمشاركة ‏الدكتور نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، والدكتور عبد الفتاح خضر، عميد كلية ‏القرآن الكريم للقراءات وعلومها، التابعة إلى جامعة الأزهر، وأدار الملتقى الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف ‏العام على الأنشطة العلمية بالجامع الأزهر، بحضور جمعٍ من علماء وقيادات الأزهر الشريف، والمصلين ‏الذين حضروا إلى ‏الجامع من شتى ربوع مصر ومن مختلف الدول العربية والإسلامية من المقيمين في ‏مصر، وناقش الملتقى اليوم «الأزهر والسلام العالمي».‏

 

وأكد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن العالم اليوم أحوج ما يكون إلى السلم العالمي والأمن الفكري، ‏خصوصًا وأن العالم بشكل عام والمنطقة العربية والإسلامية بشكل خاص تمر بأحداث عظيمة، نشاهد فيها ‏مشاهد مؤلمة تنبئ عن أن العالم فقد صوابه، وأن الإنسانية -إلا من رحم الله- قد فقدت عقلها ورشدها وأنها ‏في أمس الحاجة إلى من يأخذ بأيديها ليعود بها إلى الصواب، وهنا يأتي الدور لهذه المؤسسة الأزهرية التي ‏جعلت من السلام والسلم عنوانًا لدعوتها ومرسومًا لمنهجها، ولا غرابة في ذلك إذ إن هذه المؤسسة قامت ‏دعوتها منبثقة من دعوة الإسلام العالمية الإنسانية.‏

وأضاف أن الأزهر أدرك قيمة السلام العالمي بين البشر، وحرص بقيادة شيخه الأكبر وشيوخ ‏الأزهر عبر العصور على التركيز على هذه القضية المهمة التي ينكشف معها الحق ويزول من خلالها ‏الباطل، وهنا نذكر بهذه الرسالة التي خطها الإمام الأكبر الشيخ مصطفى المراغي والتي تعرف بالزمالة ‏الإنسانية والتي أكد فيها على ما جاء في الإسلام بأن الإنسان أخ لأخيه الإنسان، يتساوى معه في الحقوق ‏والواجبات، وتتوالى العصور فتأتي هذه الوثيقة التي جاءت من خلال مطالعة دقيقة لمطالعة ما جاء في ‏القرآن وما نقل عن واقع عملي وتطبيق فعلي لمفاهيم الإسلام ومبادئه فكانت «وثيقة الأخوة الإنسانية» التي ‏أكدت على نصرة المظلوم وحرية المعتقد والسلم العالمي والتنوع الثقافي والفكري، ولا غرابة في ذلك فكل ذلك ‏مأخوذ مما جاء عن الله ونقل عن رسول الله ﷺ.

 

وقال عميد كلية القرآن الكريم للقراءات وعلومها، إن خدمة الأزهر للسلام العالمي يسير في اتجاهين، الأول ‏بروتوكولي وهو ما يأتي في صورة وثيقة الأخوة الإنسانية والوثائق المشابهة وبيت العائلة والهيئات المُنشأ ‏لهذا الغرض، هذه المواثيق عزت عن النظير وقد حظيت باحترام واهتمام عالمي، أما المسار الثاني فهو كما ‏قال بعض العلماء عندما سُئل: لماذا لم تترك من المؤلفات الكثير؟ قال لأني انشغلت بتأليف الرجال عن ‏تأليف الكتب. مضيفًا أن الأزهر من خلال أكثر من مئة جنسية يغترفون من معينه ويتضلعون من شرابه ‏ويرتشفون من رحيقه ويذهبون سفراء إلى بلادهم وقد أخذوا الحقيقة والعلم والسماحة من رحاب الأزهر، ‏فالمسلون وإن كانوا يولون وجوهم شطر قبلتنا في مكة فإن في مصر هنا الأزهر الشريف كعبة العلم التي ‏تمد حتى الكعبة التي نتصل بها بالعلماء، لأننا جميعًا كاليدين تغسل إحداهما الأخرى.‏