كيف ترشح بوتين لولاية رئاسية «ثالثة على التوالي» في روسيا؟

فلاديمير بوتين
فلاديمير بوتين

يُنافس الرئيس الروسي المنتهية ولايته فلاديمير بوتين في الانتخابات الرئاسية من أجل الظفر بولاية خامسة له وثالثة على التوالي في سدة الحكم في الكرملين.

وتجري روسيا الانتخابات الرئاسية على مدار 3 أيام لأول مرة، وبدأت عملية التصويت أمس الجمعة 15 مارس وستستمر حتى غدًا الأحد 17 مارس حيث ستنتهي عملية التصويت في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية.

ويبدو فوز بوتين بالرئاسة الروسية محسومًا، حيث لا يجد منافسة حقيقة في الانتخابات، وترشح أمامه ثلاثة مرشحين هم: الشيوعي نيكولاي خاريتونوف، وليونيد سلوتسكي، زعيم الحزب الديمقراطي الليبرالي القومي، وفلاديسلاف دافانكوف من حزب الشعب الجديد، لكنهم لا يشكلون أي خطر على مساعي إعادة انتخاب بوتين لولاية خامسة في الحكم.

اقرأ أيضًا| 4 مرشحين يتنافسون فى انتخابات الرئاسة الروسية والاستطلاعات ترجح كفة بوتين

انتخاب بوتين رئيسًا لروسيا

وتولى بوتين رئاسة روسيا لأول مرة في عام 2000 واستمر في منصبه حتى 2008 لمدة ولايتين رئاسيتين.

وخلال انتخابات الرئاسة الروسية في 2008 لم يكن بوتين بوسعه للترشح لولاية ثالثة على التوالي، ما دفع حزب "روسيا الموحدة"، الذي يتزعمه بوتين إلى ترشيح ديمتري ميدفيديف، الذي كان نائبًا لرئيس الوزراء وقتها، إلى انتخابات الرئاسة ونجح في الفوز بالانتخابات حينها لفترة رئاسية مدتها 4 سنوات بين 2008 و2012.

وخلال تلك السنوات الأربع تولى بوتين رئاسة الوزراء في روسيا، لكن ظل فعليًا الرجل رقم 1 في روسيا الاتحادية.

ومع انتهاء ولاية ميدفيديف الرئاسية الأولى، أعلن وقتها تنازله عن الترشح لصالح بوتين الذي عاد مرة أخرى للرئاسة بعد أن تم إجراء تعديل دستوري زاد فترة الرئاسة من 4 سنوات إلى 6 سنوات، ما كان يُتيح لبوتين التواجد في سدة الحكم حتى انتخابات 2024 الحالية.

وفي الانتخابات التي تُجرى في هذه الأيام، كان من المفترض ألا يكون في وسع بوتين الترشح لولاية ثالثة على التوالي، وذلك وفق الدستور الروسي، الذي يحظر تولي الرئيس الرئاسة لثلاث فترات متتالية.

ووفق للدستور الروسي كان يتعين على بوتين عدم الترشح في هذه الدورة الانتخابية الحالية، وانتظار الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في عام 2030 من أجل الترشح لولاية خامسة.

كيف ترشح بوتين لولاية ثالثة على التوالي؟

لكن ثمة تعديلات دستورية أجرتها روسيا في عام 2020 قبل 4 سنوات مهدت الطريق أمام بوتين للترشح لولاية خامسة وثالثة على التوالي في الحكم في روسيا.

ونصت التعديلات الدستورية على تحديد فترة الرئاسة للشخص الواحد بدورتين رئاسيتين فقط بدلًا من دورتين متتاليتين، أي أنه لا يُسمح لنفس الشخص بمعاودة الترشح بعد انقضاء ولايتين رئاسيتين فصل بينهما ولاية رئاسية لرئيس آخر، مثلما حدث مع بوتين في 2012، حينما كان مسموح له بمعاودة الترشح بعد أن تولى ديمتري ميدفيديف الرئاسة.

ولكن كيف كان بوتين مستفيدًا من تلك التعديلات، ما دامت التعديلات قصرت عدد فترات الرئاسة عند حد الولايتين فقط بدلًا من فكرة الولايتين المتتاليتين؟

الجواب على هذا السؤال كان يتعلق بالأحكام الانتقالية المتعلقة بالتعديلات الدستورية، والتي أقرت تصفير العداد لكل المرشحين، والأمر هنا مرتبط ببوتين أو ميدفيديف، فأصبح بإمكان الاثنين أن يترشحا مجددًا لولايتين رئاسيتين كحد أقصى.

ذلك البند في التعديلات الدستورية سمح لبوتين إمكانية الاستمرار في منصبه في الرئاسة الروسية حتى عام 2036، وقتها سيكون بوتين إن بقي على قيد الحياة يبلغ من العمر 83 عامًا.