بدون تردد

حالة رمضانية خاصة

محمد بركات
محمد بركات

إذا ما قلنا بأننا قد اعتدنا منذ زمن طويل على الاقتناع التام بأن لمصر كلها وللمصريين جميعًا، حالة رمضانية متفردة وخاصة جدًا بين كل الدول العربية والإسلامية، فنحن نذكر حقيقة مؤكدة على أرض الواقع.
فرمضان بالنسبة للمصريين مختلف، وأيضًا رمضان فى مصر بالذات مختلف عنه فى أى مكان آخر من دنيا الله الواسعة،...، ذلك ودون مبالغة هو ما يحس به ويقتنع به كل المصريين.
ورغم اختلاف الحالة الرمضانية عما كانت عليه منذ سنوات وسنوات، فإنها ظلت مختلفة ومحتفظة بخصوصيتها وتفردها، التى تميزت بهما عن غيرها من الحالات الرمضانية فى كل بلاد وأقطار العالمين العربى والإسلامى.


وبالمناسبة لسنا نحن فقط من نقول بذلك، ولكن يتفق معنا فى هذا القول كل الأخوة العرب، وكل أبناء الدول الإسلامية الشقيقة على وجه العموم والشمول.
ومبعث الحالة الرمضاية المصرية الخاصة بالنسبة لنا جميعًا تجاه الشهر الكريم، تعود فى أساسها وجوهرها إلى ذلك الكم الهائل من المشاعر الروحانية، الكامنة فى عمق ووجدان كل المصريين لشهر الصوم والعبادة والتقرب إلى الله سعيًا لرضائه وغفرانه.


وتعود أيضًا لذلك التفاعل الوجدانى التلقائى مع معنى ومبنى شهر الصوم، فور قدومه إلينا وبمجرد أن يهل علينا وتغمرنا أنواره وإشراقاته المنبعثة من كل أرجاء الكون، والنافذة مباشرة إلى عمق النفوس المصرية المطمئنة لقدرة الله وعزته وجلاله، والواثقة فى حفظه لمصر وشعبها من كل شر.
وعندنا فى مصر يشعر الكل بروحانيات الشهر الكريم، وإشراقاته الدينية تشع من جميع المساجد، وكل الأضرحة لأولياء الله الصالحين، أهل البركة، ابتداء من الجامع الأزهر ومساجد سيدنا الحسين والسيدة نفيسة والسيدة زينب، إلى مساجد القلعة وعمرو بن العاص، وصولاً إلى المرسى أبوالعباس والسيد البدوى وإبراهيم الدسوقى، وعبدالرحيم القناوى وغيرهم وغيرهم بطول وعرض مصر.
وفى مصر أيضًا بجوار ذلك ومن حوله سهر حتى صلاة الفجر، وكم هائل من الأنشطة الثقافية والدينية.
وقبل ذلك وخلاله ومن بعده تجد الكل فى رمضان يسعى جاهدًا لصفاء النفس وترطيب القلب، بالدعاء والعبادة، متطلعاً إلى رضا الخالق الوهاب الغفور الرحيم، متشوقًا إلى هدايته وغفرانه.