كيف تدهورت حالة الأسير وليد دقة «المريض بالسرطان» في سجون الاحتلال؟

وليد دقة
وليد دقة

تدهورت الحالة الصحية للأسير الفلسطيني وليد دقة، المسجون في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ قرابة الأربعة عقود من الزمن، وسط إهمال طبي إسرائيلي متعمد يُضاف إلى مسلسل الإجرام الإسرائيلي بحق أبناء الشعب الفلسطيني سواء في سجونه أو الذين يرزخون في أرض فلسطين التاريخية تحت وطأة احتلاله الغاشم.

الأسير الفلسطيني وليد دقة المصاب بالمرض اللعين لم يجد من يرأف بحالته الصحية وهو في سجون الاحتلال، الذي لا يعبأ بحياة الأسرى ولا الفلسطينيين بشكل عام.

حالة الأسير وليد دقة 

وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، "أنّه وفي ضوء استمرار تدهور الوضع الصحي للأسير وليد دقة والمصاب بسرطان نادر في النخاع العظمي، ونقله المتكرر من السجن إلى المستشفى، دون توفر تفاصيل أكثر عن وضعه الصحيّ، يتجاوز من كونه جريمة طبيّة مستمرة بحقّه منذ سنوات، لقرار واضح بتصفيته، وذلك مع استمرار اعتقاله رغم ما وصل إليه من وضع صحي بالغ الخطورة، وتعمد إدارة سجون الاحتلال بعرقلة زيارته من قبل الطواقم القانونية، إلى جانب حرمانه من التواصل مع عائلته.

وأضافت الهيئة والنادي في بيان مشترك، "أنّ إدارة سجون الاحتلال أبلغت محاميته اليوم أنه تم نقل الأسير دقّة من عيادة سجن الرملة إلى مستشفى أساف هروفيه بعد تدهور جديد طرأ على وضعه الصحيّ، ليأتي هذا النقل بعد فترة وجيزة من نقله إلى عيادة سجن الرملة، التي تشكّل إحدى أبرز السّجون الشهادة على الجرائم الطبيّة الممنهجة بحقّ الأسرى المرضى تاريخيًا، والذي شهد كذلك استشهاد العديد منهم، وكان آخرهم الشهيد عاصف الرفاعي المصاب بالسرطان، ونشير إلى أن جميع الانتكاسات التي تعرض لها دقّة جاءت بعد نقله من المستشفيات المدنية إلى السجون وتحديدًا سجن الرملة".

وتابعت الهيئة والنادي، "أنّه ورغم أننا توجهنا لعدة أطراف ودول شقيقه للتدخل في قضية الأسير وليد دقة منذ ما قبل السابع من أكتوبر، للتدخل العاجل والفوري لإطلاق سراحه، وإنقاذ حياته، بعد أن أبقى الاحتلال على اعتقاله، رغم انتهاء مدة حكمه البالغة 37 عامًا، وذلك بإضافة عامين على حكمه ليصبح 39 عامًا".

وإلى جانب النداءات المتكررة، فشلت المحاولات القانونية التي تمت خلال العام الماضي في محاولة لإنقاذ حياته بالإفراج عنه ليكون بين عائلته، بقرار من محاكم الاحتلال التي شكّلت كذلك ذراعًا في استمرار الجريمة بحقّه.

وحملت الهيئة والنادي سلطات الاحتلال المسؤولية عن مصير الأسير دقّة الذي يعتبر من قدامى الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيليّ، حيث رفض الاحتلال على مدار عقود طويلة الإفراج عنه ضمن أي صفقة تبادل أو إفراجات، كما جددت الهيئة والنادي مطالبتهما لكافة المؤسسات الحقوقية الدولية بتحمل مسؤولياتها اللازمة تجاه الجرائم المتصاعدة بحقّ الأسرى والمعتقلين في سجون ومعسكرات الاحتلال الإسرائيلي.

من هو الأسير وليد دقة؟

والأسير وليد دقة (61 عامًا) من مدينة باقة الغربية بأراضي عام 1948، معتُقل منذ 25 من مارس 1986، وهو من عائلة مكونة من ثلاث شقيقات و6 أشقاء، علمًا أنه فقدَ والده خلال سنوات اعتقاله.

ويعد الأسير دقّة أحد أبرز الأسرى في سجون الاحتلال، وساهم في العديد من المسارات في الحياة الاعتقالية للأسرى، وخلال مسيرته الطويلة في الاعتقال أنتج العديد من الكتب والدراسات والمقالات، وساهم معرفيًا في فهم تجربة السّجن ومقاومتها.

وكان الأسير دقة قد أُدخل المستشفى في 23 مارس 2023، بعد تدهور وضعه الصحي بشكل حادّ، بعد تشخيصه بمرض التليف النقوي، وهو سرطان نادر يصيب نخاع العظم، في 18 ديسمبر 2022، وتطور عن سرطان الدم الذي تم تشخيصه قبل قرابة عشر سنوات، وتُرك دون علاج جدي.

يُشار إلى أن الاحتلال أصدر بحقه حُكمًا بالسّجن المؤبد، جرى تحديده لاحقًا بـ37 عامًا، وأضاف الاحتلال عام 2018 إلى حُكمه عامين ليصبح 39 عامًا.