الحشاشين| كيف تلاعب اتباع «حسن الصباح» بالحكم في الدولة الفاطمية؟

مصطفى شعبان - كريم عبد العزيز
مصطفى شعبان - كريم عبد العزيز

كشفت الحلقات الأولى من مسلسل «الحشاشين» كيف تم التلاعب بالدولة الفاطمية من قبل الجماعة التى اشتهرت بأنها أكثر الفرق دموية فى التاريخ الإسلامى.

اقرأ أيضًا| يحيى الفخراني يضرب يوسف عثمان في الحلقة الخامسة من «عتبات البهجة»

و«الحشاشين» طائفة إسماعيلية نزارية باطنية، انفصلت عن العبيديين الفاطميين فى أواخر القرن الخامس الهجرى، لتدعو إلى إمامة نزار المصطفى لدين الله ومن جاء من نسله، وأسسها الحسن بن الصباح سنة 1090 ميلادية، واتخذ من قلعة آلموت فى فارس مركزا لنشر دعوته، وترسيخ أركان دولته، وانفصلت عن الفاطميين فى أواخر القرن الخامس الهجرى لتدعو إلى إمامة نزار المصطفى لدين الله ومن جاء من نسله.

واستغل «الحشاشين» ضعف الدولة الفاطمية، وتحديدا عند نهايات حكم الدولة الفاطمية، حين حدث صراع بين الفاطميين على ولاية المستعلى وأخيه نزار، وانشقت المجموعة الداعمة لنزار ومقرهم بلاد فارس وأصبح اسمها الإسماعيلية النزارية، وكان زعيم المجموعة المنشقة حسن الصباح، زعيم الحشاشين، ومع ضعف حكم الدولة الإسلامية وتوالى الحملات الصليبية ومعها الحروب مع المغول استغل حسن الصباح المشهد، وبدأ ينشر بين الناس أنهم ابتعدوا عن الإسلام الحقيقى، وأنهم لابد أن يرجعوا لجماعة المسلمين، وأسس لجماعته مقرهم الأشهر فى قلعة ألموت الجبلية شمال إيران.

وبدأت الحشاشين فى شمال بلاد فارس، ولكن ارتبطت برابط قوى بالقاهرة، حيث كانت تحكم مصر آنذاك الدولة الفاطمية، على الرغم من بعد المسافة بينهما، وكان «حسن الصباح» يتبعها أيديولوجيا، حيث عاش فى مصر فترة من الزمن قبل عودته إلى فارس، ووقع الانشقاق الأيديولوجى بين القاهرة وجماعة الحشاشين فى شمال فارس فى نهاية القرن الحادى عشر بسبب إصرار الأخيرة على الاعتراف بإمامة ابن الخليفة المتوفى «نزار» وإصرارهم على توليته بدلا من أخيه ودعمهم لسلالته، وهو ما أدخلها فى صراع فكرى أدى لاغتيال الحشاشين قائد الجيوش الفاطمية الذى ناصبهم العداء وصفى أتباعهم فى القاهرة.

وشهدت الحلقة الثانية من مسلسل الحشاشين، كواليس اللقاء الأول الذى جمع بين وزير الدولة الفاطمى بدر الدين الجمالى، والذى يجسد دوره الفنان محمد سليمان، وحسن الصباح زعيم فرقة الحشاشين، وجاء اللقاء الأول بينهما بعد أن أمر بدر الدين الجمالى بتسييح أبواب قصر الخليفة المطلية بالذهب وبيعها لشراء الطعام وسد جوع الناس، وذلك بالتزامن مع المجاعة التى سادت وقتها وعرفت بـ«الشدة المستنصرية».

وكان بدر الجمالى هو أمير الجيوش المصرية، والقابض على شؤون الحكم والمدبر لأمور الدولة، وحدث الصدام المبكر بين حسن الصباح وبدر الجمال، لأن الصباح كان يؤيد نزار بن المستنصر لخلافته فى الحكم، بينما كان الجمالى يؤيد أخيه الأصغر أحمد المستعلى كخليفة للمستنصر، وبعد غضب بدر الجمالى، أمر بنفى حسن الصباح، من مصر إلى المغرب العربى عن طريق البحر.