معان ثورية

الطوفان واللعنة

محمد الحداد
محمد الحداد

هل أصبح الزوال مصيرا حتميا للكيان الصهيونى لإسرائيل المزعومة ؟ خاصة بعد ان تفجر هاجس «العقد الثامن» الذى فضح نتنياهو حين قال: سأجتهد كى تبلغ إسرائيل عيد ميلادها المئة.. فالتاريخ يعلمنا أنه لم تُعمَّر دولة للشعب اليهودى أكثر من 80 سنة 

كلنا نعلم أن لدى العالم العديد من الصور لإسرائيل، لكن إسرائيل لديها صورة واحدة فقط لنفسها وهى : صورة شعب فى طريقه إلى الزوال، فقد كشف رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق «إيهود باراك» عن مخاوفه من الزوال المُرتقب لدولة الاحتلال، مُعللا مخاوفه بما سمّاه «سُنَّة التاريخ اليهودي»، التى تقول إن كل الدول اليهودية لم تُعمِّر أكثر من 80 سنة إلا فى فترتين استثنائيتين؛ فترة الملك داود، وفترة الحشمونائيم وفق الروايات اليهودية، وفى كلتيهما بدأ تفكُّكها فى العقد الثامن.

 وقد أشار «باراك» إلى دول وممالك أخرى ضربها الانقسام والتفكك فى عقدها الثامن، أمريكا نشبت فيها الحرب الأهلية فى العقد الثامن من عمرها،  إيطاليا تحولت إلى دولة فاشية فى عقدها الثامن،  ألمانيا تحولت إلى دولة نازية فى عقدها الثامن وكانت سببا فى هزيمتها وتقسيمها، الاتحاد السوفيتى  تفكك وانفرط عقده وتفسخ متحللا فى العقد الثامن من عمر الثورة الشيوعية.

ولا تأتى تلك المخاوف والتحذيرات من إيهود باراك وحده، فالعديد من الساسة والمؤرخين والكتَّاب الصهاينة عمدوا إلى تبنى مثل هذا الخطاب فى العقود الأخيرة، وتحديدا منذ بدء الانتفاضة الأولى عام 1987 وما شكَّلته من تهديد على أمن المجتمع الصهيونى فى فلسطين المحتلة وبعد كل الحروب التى خاضها الاحتلال فى هروب العديد من المستوطنين إلى الخارج بمجرد اندلاع هجوم المقاومة الباسلة.
الخطر الحقيقى يستشعره قادة الكيان الصهيونى قبل أفراده وخرج الأمر من نطاق التشاؤم بالتاريخ اليهودى إلى التحذير الحقيقى من صعوبة استمرار دولة الاحتلال.

إن ملامح النهاية للمشروع الصهيونى تتضح بقوة  حيث لا يوجد مخرج واحد لبقاء إسرائيل بوصفها دولة يهودية، إن حكم إسرائيل لشعب محتل بلا حقوق ليس وضعا يمكن أن يدوم فى العالم الحديث. وما إن تصبح لهم حقوق فلن تبقى الدولة اليهودية.