حكومة مفلسة.. ميزانية «نتنياهو» للحرب تُسقط قناع الوحدة الإسرائيلي المزعوم

خلافات حادة داخل الكنيست أظهرت تآكل الوحدة
خلافات حادة داخل الكنيست أظهرت تآكل الوحدة

رغم تأييد الكنيست الإسرائيلي لميزانية الحرب المعدلة لعام 2024، إلا أنها أظهرت انقسامًا وتآكلًا كبيرًا للوحدة التي زعم نتنياهو أنها موجودة منذ انطلاق العدوان الغاشم على قطاع غزة عقب أحداث طوفان الأقصى، وبلغت ذروة سنام الانقسام الإسرائيلي في تأييد 62 عضوًا للميزانية مقابل 55 معارضًا، وفق موقع "قناة القاهرة الإخبارية".

وبعيدًا عن الكنيست، يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته المُتطرفة، انتكاسات وإخفاقات سياسية، سواء على المستوى الداخلي، من خلال تظاهرات أهالي المحتجزين والمعارضين، أو على المستوى الخارجي، سواءً من الضغوط الأمريكية والغربية، أو المظاهرات المستمرة في الشوارع العالمية تأييدًا لفلسطين، وذلك على الرغم محاولة ظهورهم بشكل موحد، خاصة التصريحات الاستفزازية باقتحام رفح الفلسطينية.

الانهيار الأمني
وفي المناقشة الأولية للتصويت، هاجم زعيم المعارضة يائير لابيد الميزانية المقدمة، مؤكدًا أنها ميزانية لا يرى من خلالها المحنة والصراخ الذي يعاني منه الإسرائيليون، وبحسب القناة 13 الإسرائيلية، فقد شدّد لابيد على أنها ميزانية لا تريد الوحدة، كاشفًا عن أن الطبقة الوسطى الإسرائيلية يتم محوها، كما أن الانهيار الأمني كان نتاجًا لانهيار القيادة الوطنية.

وفي تقييمها السنوي، التي تجريه أجهزة المخابرات الأمريكية حول التهديدات المحتملة، كشفت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي وائتلافه اليميني المتطرف قد يكونان "في خطر" بعد الحرب في غزة، حيث جاء التقييم الصادر عن مكتب مدير المخابرات الوطنية وسط احتكاك متزايد بين إدارة بايدن ونتنياهو بشأن الهجوم الإسرائيلي المزعوم على رفح الفلسطينية، ومستقبل غزة ما بعد الحرب.

قناع الوحدة
وادعى زعيم المعارضة أن اقتراح ميزانية الحرب المعدلة لعام 2024 الذي قدمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يمزق القناع عن كل حديث للحكومة عن الوحدة، لافتًا إلى أن الخطة لا تقدم مساعدة كافية للجنود العائدين من القتال، بينما تزيد التمويل لوزراء الحكومة والبرامج غير المرتبطة مباشرة بالحرب.

وأظهرت تلك المناقشات حول الميزانية الجديدة، بحسب موقع "يو إس أيه توداي"، علامات التآكل على تضامن حكومة الحرب الإسرائيلية حول الحرب في غزة، التي حاول نتنياهو الترويج من خلالها على أنها ضرورية لرعاية جنود الاحتياط وعائلاتهم والعاملين لحسابهم الخاص والوزارات الحكومية واحتياجات الجمهور.

ألعاب سياسية
وهاجمت المعارضة الحكومة واصفة إياها بأنها دمرت وأفسدت كل شيء وتريد الآن أن يدفع الشعب ثمن الحرب، مؤكدة أن نتنياهو هو الوحيد المذنب في تلك الحرب، وأنه وحكومته لا يريدون الوحدة بقدر ما يريدون الحصول على أجر، رغم فشلهم في توفير الأمن الكافي للمجتمعات الحدودية قبل هجوم 7 أكتوبر الماضي، الأمر الذي كاد يدفع وزير المالية الإسرائيلي لسحب الميزانية، بحسب القناة الإسرائيلية.

أما رئيس حزب إسرائيل بيتنا، عضو الكنيست أفيجدور ليبرمان، فقد أكد أن "كشك الفلافل" يعمل بشكل أفضل من اقتصاد إسرائيل، متهمًا الحكومة بأنها مفلسة، بينما هاجم رئيس حزب العمل ماريف ميخائيلي الميزانية، مشيرًا إلى أن إسرائيل تهاجم نفسها، ووصف الميزانية بالفاسدة التي تسرق المجتمع الإسرائيلي وتأخذ المال من جيوبهم عمدًا، متهمًا نتنياهو بممارسة ألعاب سياسية قذرة لمواصلة الحفاظ على نفسه.