أصل الحكاية| الكنافة والقطايف وأم علي والقراصيا.. مفردات تراثية ارتبطت برمضان

الكنافة والقطايف وأم على والقراصيا..
الكنافة والقطايف وأم على والقراصيا..

أرتبط شهر رمضان بمفردات تراثية فى شكل استقباله والاحتفال به وارتبط بمفردات تراثية لها أصول تاريخية مثل المدفع والفانوس والمسحرات وأكلات رمضان .

ويروى لنا خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار ، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية أصول أكلات رمضان الكنافة والقطايف وأم على والقراصيا.

حظيت الكنافة والقطايف بمكانة مهمة فى التراث المصرى والشعبى وكانت ولا تزال من عناصر فولكلور الطعام فى مائدة شهر رمضان وقد بدأت الكنافة طعامًا للخلفاء، إذ تُشير الروايات إلى أن أول من قُدم له الكنافة هو معاوية بن أبى سفيان زمن ولايته للشام، كطعام للسحور لتدرأ عنه الجوع الذى كان يحس به .

واتخذت الكنافة مكانتها بين أنواع الحلوى التى ابتدعها الفاطميون، ومن لا يأكلها فى الأيام العادية، لابد أن تتاح له – على نحو أو آخر – فرصة تناولها خلال رمضان، وأصبحت بعد ذلك من العادات المرتبطة بالطعام فى شهر رمضان فى العصور الأيوبي والمملوكي والعثماني والحديث. باعتبارها طعامًا لكل غنى وفقير مما أكسبها طابعها الشعبي .

اقرأ أيضاً|وحوي يا وحوي.. فوانيس رمضان 2024 بأشكال مختلفة| فيديو 

 

ويشير الدكتور ريحان إلى أن أصل الكنافة كان أيام الفاطميين ولكن بدايتها فى العصر الأموى حيث يذكر أن الخليفه الأموى معاوية ابن سفيان كان يحب أكلها فى السحور وأصبحت طعام الأغنياء والفقراء ولقد تغنى بها شعراء بني أمية فى قصائدهم ويقال أن ابن الرومي كان معروفًا بعشقه للكنافة والقطايف وتغنى بهم فى شعره

وهناك حكاية أخرى تقول ان الكنافة ترجع للأحباب قيقال أن شخصًا غضبت عليه زوجته وغادرت منزلها متجهة إلى بيت أهلها وظل الخصام ممتدًا حتى شهر رمضان وحاول الكثير الإصلاح بينهم ولكنهم فشلوا ولكن عند إقبال الشهر الكريم تذكر الزوج حب كنافة زوجته وتذكرت الزوجة أنه يحب كنافتها فبعثت بصينية كنافة إلى منزله فما كان من الزوج إلا أن أخذ الصينية وذهب إلى بيت أهلها ليفطرا بها هما الاثنين وعندما دخل عليها فرحت الزوجة كثيرًا ورجعا معًا إلى منزلهما بعد الإفطار فاستطاعت الكنافة أن تصنع ما لم يصنعه أحد، والقطايف يقال أيضًا أنها كانت من أيام الفاطميين شأنها شأن الكنافة.

وينوه الدكتور ريحان إلى أم المنصور وهى «أم على» زوجة الأمير عز الدين أيبك أول سلاطين المماليك الذى تزوج السلطانة شجر الدر بعد موت زوجها الملك الصالح نجم الدين أيوب، والتى تزوجته بسبب رفض مماليك الشام أن تتولى حكمهم إمرأة، وبعد أن تزوج عز الدين أيبك من أم على غضبت شجر الدر وانتقمت منه

فقامت ضرتها أم على بتدبير مكيدة ضدها وقتلتها هى وحاشيتها بالقباقيب ثم نصّبت ابنها علي بن عز الدين أيبك سلطانًا، وقد احتفلت أم على بالمناسبة وظلت تقدم لمدة شهر طبق من السكر واللبن والعيش للناس ومن هنا أطلق على الطبق أم على.

وبهذا الحفل الدموى الانتقامى دخل هذا الطبق الشهير إلى المطبخ المصرى ومنه إلى العربى بشكل عام وهذه الحلوى المصرية تقدم ساخنة وهى مزيج من الحليب ورقائق الخبز مع المكسرات تقدم بالصينية وفى غرب العراق تسمى بالخميعة ويفضل إضافة الزبدة أو الدهن الحيوانى لجعلها تكتسب دسمًا، أما في السودان فتمسى بـفتة لبن واشتهرت فى السعودية وتقدم فى الحفلات الكبيرة كحفلات الزواج والبوفيهات المفتوحة.

ويتابع الدكتور ريحان أن القراصيا لها حكاية طريفة عن قصة إخلاص يعقوب بن كلس وزير الخليفة الفاطمى العزيز بالله، أنه دخل عليه ذات مرة فرأه مهمومًا فلما سأله عن السبب قال العزيز إنى أشتهى القراصيا وهذا موسمها فى دمشق، فخرج إبن كلس وأرسل رسالة بالحمام الزاجل إلى الوالى هناك يطلب منه إرسال القراصيا على أجنحة الحمام الزاجل فجعل فى جناح كل حمامة حبة من القراصيا، وكان الحمام بالمئات فلم تمضى ثلاثة أيام على حديث العزيز حتى وصل الحمام فجمع الوزير القراصيا فى طبق من ذهب وقدمه إلى الخليفة العزيز فسر بذلك وقال له: مثلك من يخدم الملوك

وفى عام 380هـ توفى إبن كلس وكانت آخر كلماته فى حشرجة الموت "لايغلب الله غالب " وكفنه العزيز فى خمسين ثوبًا منها ثلاثون مسرجة بالذهب وألحده بنفسه وأقام المأتم على قبره ثلاثين يومًا يقرأ فيها القرآن وكان عليه ستة عشر ألف دينار سددها عنه العزيز للدائنين على قبره وقد تسببت القراصيا فى تكريم يعقوب بن كلس حيًا وبعد وفاته.