رضوى خليل
إضافة إلى العبادة والصيام والتقرب من الله تعالى في شهر رمضان الكريم، فإن هذا الشهر الفضيل يعتبر فرصة ذهبية لاجتماع العائلة وتقوية الروابط الأسرية والاجتماعية، وفرصة قد لا تتاح في باقي شهور السنة، كما أن شهر رمضان المبارك بالنسبة للكثيرين فرصة جيدة لإنهاء خلافات قديمة وإعادة الأمور إلى نصابها مع الأصحاب الأصدقاء والعائلة والجيران، لكن طبيعة الواجبات الاجتماعية في شهر رمضان الكريم قد تكون أيضاً سبباً لبعض الخلافات والمشاكل، ولضمان جو أسري سعيد في شهر رمضان تحدثنا مع د. نانسي ماهر، استشاري علاقات أسرية، عن إمكانية زيادة الترابط الأسري في شهر رمضان .
كما نردد دائما “رمضان يحب اللمة”، كيف نستغل شهر رمضان في زيادة الترابط الأسري؟
يعود بمراعاة صلة الرحم والزيارات العائلية، والمودة والرحمة بين الأقارب والأصدقاء،وشهر رمضان فرصة عظيمة للتقرب إلى أحبائنا ممن أبتعدنا عنهم بسبب مشاغل الحياة،وهذا يعلم أولادنا الصغار قيمة العائلة، لأن أبنائنا في احتياج للإنتماء، فحينما يرى الطفل الجد أو الجدة يجمعان العائلة كلها، وهناك حب ومودة، يدرك وقتها معنى صلة الرحم وقيمة العائلة و”اللمة الحلوة”، ويشعر بالأمان و”العزوة”، أيضا العبادة بمشاركة الأسرة كلها مثل الصلاة جماعة، وأن يقف رب الأسرة ويصلي بأبنائه وزوجته، له معنى كبير، لأنه يزيد من شعور الروحانيات بين أفراد الأسرة، والمشاركة في أي عمل خيري، من قراءة جزء من القرأن بشكل جماعي، أوإطعام المساكين، أو عمل مائدة الرحمن يشارك فيها كل فرد بالأسرة، ومحاولة تعليم الأبناء أهمية عمل الخير، ومحاولة إبعادهم عن الإلكترونيات التي أصبحوا طوال الوقت منشغلين بها، ويعود أيضا الترابط بمراعاة وتهذيب اللسان وقت الصيام، والتحكم في المشاعر، لأن هذا يعزز لدى الأطفال قيمة الصيام، ويبعدنا عن أي زلة لسان.
لماذا تزيد المشاحنات الأسرية في رمضان؟
هناك أسباب كثيرة تزيد من المشاحنات في رمضان، أولها الأزمة الاقتصادية التي تتسبب في وقوع عبء على الأسرة لتوفير الاحتياجات الخاصة، وبدلا ما أن نستمتع بما قمنا بشراءه، يكون مصدر ضغط وقلق، أيضا بسبب أن هناك البعض اعتاد على شرب القهوة أو التدخين أو تناول نوع معين من الأدوية في أوقات محددة، والصيام يمنع كل ذلك، يبدأ الشخص تدريجيا في فقد أعصابه، لذلك يجب - قدر المستطاع - عدم الدخول في أي مناقشات مع هولاء الغاضبين.. أيضا تزداد المشاحنات الأسرية بسبب الإحتكاكات مع الأهل والأقارب خلال الشهر الكريم،وبسبب العزائم والولائم، مما يشعل الأمور الخلافية، إذا ما تعرض أي من الزوجين لمضايقات من أهل الطرف الآخر، وقد تتسبب عزومة واحدة خلال رمضان في خلاف وخصام يدوم طوال الشهر.
نريد روشتة بسيطة لتجنب الخلافات الزوجية في رمضان
أولا: يجب أن يطغى الإيجابي على السلبي، ويتحقق ذلك بممارسة تدريب الإمتنان كل يوم، وهو تدريب بسيط يكتب كل فرد من أفراد الأسرة ورقة يشكر فيها الله على شيء معين، على سبيل المثال “اشكر الله أن اليوم مر وأنا بصحة جيدة”، وهكذا كل يوم، لكي يتشبع كل أفراد الأسرة بالإمتنان.. ثانيا: اتفاق أفراد الأسرة قبل قدوم رمضان بتحمل الشخص الغاضب وعدم الرد عليه، وتأجيل الحوار معه لبعد وجبة الإفطار، وهذا دور الزوجين..ثالثا: من المهم أن يضع كلا الزوجين أهداف تحقيقها طوال الشهر الكريم، فعلى سبيل المثال هدف تعليم أولادنا أن الصيام يجعل من الإنسان هادئ وغير متعصب، لأن الصيام فعل إيجابي، وغيرها من الأهداف التي تعلم أبنائنا، وتجعل الزوجين في راحة وسلام.. رابعا: عمل اجتماع عائلي قبل شهر رمضان، نتفق فيه على قائمةبالوجبات التي يحبها الجميع، لأن هذا يوفر وقت وطاقة على ربة المنزل التي تجلس كل يوم حائرة “اطبخ إيه النهاردة؟”، ويتسبب أحيانا قرارها بعمل وجبة معينة، بغضب فرد من أفراد الأسرة.. خامسا: يجتمع الأب والأم بالأبناء ويضعون عمل خيرى واحد يجب تنفيذه في شهر رمضان.
بمناسبة الكلام عن المرأة.. كيف يمكن أن تستثمر كل سيدة وقتها في رمضان؟
ربة المنزل تقع تحت ضغط كبير بسبب المسئوليات التي تقع على عاتقها في شهر رمضان، من تحضير للإفطار والسحور والحلويات بجانب العبادات وأيضاالمذاكرة للأبناء ومتابعة واجباتهم المدرسية، لذا أنصحها أولا بالمتابعة مع طبيب طوال شهر رمضان، خاصة لو كانت فوق الأربعين عاما، حتى تضمن صحة جيدة طوال الشهر، أما عن الجانب النفسي، فهو مسئولية باقي أفراد الأسرة، من مساعدتها في الواجبات المنزلية، والتعبير بالحب والشكر عن أي عمل تقوم به، وغيرها من التصرفات التي تمدها بالطاقة والحيوية.
أخيرا.. ما نصائحك للأسرة التي تريد تعليم أبنائها الصيام؟
يجب إيجاد قدوة لهم، والحوار اللطيف معهم، ووضع أهداف للصيام، وتأكيد فكرة أنه وسيلة للتقرب إلى الله، وليس غاية.
اقرأ أيضا : «الترابط الأسري ودوره في بناء الأبناء» في ندوة تثقيفية بالشرقية
