د. بلبولة للمكرَّمين: شكرا على حفاظكم على دار العلوم الوسطية

ارشيفية
ارشيفية

في إطار احتفالات كلية دار العلوم جامعة القاهرة بمرور (150) عامًا على إنشائها، أقامت الكلية حفل يوم الخريج (دفعة طاهر أبو فاشا)  وذلك يوم الأربعاء 6 مارس 2024م بقاعة الاحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة، وشمل الحفلُ تكريمَ عدد من الشخصيات العامة، ونخبة من علماء دار العلوم، والمبدعين من خريجي الكلية، وسفراء الكلية الذين قدموا جهودا متميزة في جهات عملهم.    

وفي بداية كلمته أكَّد أ.د.أحمد بلبولة (عميد كلية دار العلوم جامعة القاهرة) أنه منذ سطعت شمسُ جامعة القاهرة في بداية القرن العشرين، وهي درَّةُ تاج العلم والثقافة والفكر والفن والإبداع، وأنه لا يخفي افتتانه بجامعة القاهرة، ولا بدقَّات ساعتِها الخالدة، كافتتانه بكل شيء عريقٍ وعظيم في بلادنا، وكلِّ مستحدث جديد في الجمهورية الجديدة.

اقرا أيضاً .. بمناسبة مرور 150 عام على إنشائها..‎ «الخشت وبلبولة» يكرمان رموز دار العلوم

وأشار بلبولة، إلى أن هذا الاحتفال يأتي في إطار عامٍ كاملٍ خُصِّص في دار العلوم للاحتفال بمرور مئةٍ وخمسينَ عامًا على تأسيسها على يد المهندس المصري العظيم علي باشا مبارك، وهو احتفالٌ يحملُ اسم عَلَمٍ من أعلامها، الشاعر طاهر أبو فاشا، رائدِ الدراما المصرية، الذي طوَّع "ألف ليلة وليلة"، وصاغ من حكاياتها أحلى الحلقات، في لغةٍ مُتنوِّعةِ الطبقات، مُتموِّجة المستويات، مُستَعذَبةِ النغمات، تعكس الشخصية المصرية، في أصالةِ مَعدِنها، وثراءِ مشاعرها، وتنوُّعِ نماذجها، وأَمسكَ بالخيط الذهبي في هذه الملحمة الشعبية الباذخة، وألح عليه إلحاحًا شديدًا، حين علَّمنا عبر كلِّ هذه الحكايات أن السقطةَ التراجيديةَ للبطل لا تَعني النهاية، وإنما درسٌ يُفيد منه ويتعلمُ؛ ليبدأ من جديد، وطاهر أبو فاشا واحدٌ من قبيلٍ أعقب قبيلًا، ولا يزال؛ فحِفني ناصف ابنٌ من أبناء دار العلوم، وأول من ترأس مجلس إدارة جامعة القاهرة، وأبو العلا عفيفي رائد الفلسفة الإسلامية، وحسن توفيق العدل الحائز على الوسام الإمبراطوري الألماني رائد الدرس الأدبي، وعلمُ الاجتماع لعلي عبد الواحد وافي، والتربيةُ لزكي المهندس، والأدبُ المقارن لغنيمي هلال، وعِلمُ اللغة لإبراهيم أنيس، والنحو لعباس حسن، والتاريخ لأحمد شلبي، والتحقيق لعبد السلام هارون، والأدبُ الأندلسيّ لأحمد هيكل وزير الثقافة والطاهر مكي، والشعرُ لعلي بك الجارم، ومحمود حسن إسماعيل، والفيتوري، وفاروق شوشة، وعبد اللطيف عبد الحليم، والرواية لمحمد عبد الحليم عبد الله.

وأوضح بلبولة، أن دار العلوم لم تتخلف عن دورها عن حالة النهضة المصرية في مطالع القرن العشرين، ولا عن أن يكون نبضُها من نبض بلادنا مصر، ومن نبض أمتنا من المحيط إلى الخليج؛ كذلك كانت وكذلك كائنةٌ، وكذلك ستكون بإذن الله.

وشدَّد بلبولة على أن العمل المؤسسي لا يركن إلى الماضي ولا يعرف الفردية، ودار العلوم الآن بفضل علمائها، وأساتذتها، وموظفيها، وعمالها، وطلابها، تصل الحاضر بالماضي؛ لتصنع المستقبل، وتعمل فريقًا واحدًا من أجل مصر، تبارك خطاها قيادةٌ حكيمةٌ من الجامعة، وحُداةٌ ساهرون، يقظون، سبَّاقون بالأفكار، يعدِلون الميزانَ حين يميل، بكلامٍ قليل، وصبرٍ جميل، وحسابٍ دقيق، وعقيدةٍ وطنيةٍ لا تتزعزع، ومبدأ راسخٍ يحفظ القيم، ويُعيدُ الاتزان؛ فتحيةً لهؤلاء الرجال الذين صدقوا بلادهم في السر والعلن، وتحيةً لكلِّ العاملين في صمت، ولكل البنَّائين الذين يعملون ولا يقولون، ويُنجزون ولا ينتظرون، الماضين على الصراط المستقيم لا يلتفتون.

وأكَّد بلبولة على أن المسئولية تقتضي أن نعمل، وأن نتقن ما نعمل وفق رؤية تحقق الهدف؛ وأنها تخضع للتشاور، وتسمح بالتجاور، وتؤمن بالحوار، حوار الأجيال، وتعاور الخبرات؛ فالثمرة التي تأخذ حقها من الرعاية ثمرةٌ طيبة، نافعةٌ نفسها، نافعٌة غيرها، نافعةٌ أوطانها، مستمرةٌ في الزمان والمكان، متجذرة في التاريخ والجغرافيا، ورعايةُ أبنائنا والاحتفاءُ بهم واجبٌ مُقدّس، وتقليدٌ راسخٌ من تقاليد الجامعات المصرية؛ لذلك نحن هنا اليوم لنُكرّمَ أبناءنا، ومبدعينا، وأكاديميّينا، ونُعربَ عن سعادتنا بهم وهم يساهمون في بناء بلادهم في كل المواقع، في الداخل والخارج، في الجامعات، والمعاهد، والمجامع، والمدارس، والصحف، والإذاعة، والتليفزيون، والمؤسسات الثقافية، والرقمية، ومؤسسات الدولة المختلفة، قائلًا للمكرمين: شكراً على دعمكم مسيرةَ بلادكم، شكرا على نجاحكم، شكرا على تألقكم، شكرا على حفاظكم على دار العلوم الوسطية، وحرصِكم على رفعتها، وتعزيزِ مكانتها من التنوير، ونقول لهم أيضا إنا على العهد باقون، وعلى أمانتها حافظون.

وفي نهاية كلمته وجَّه بلبولة الشكر لمعالي رئيس الجامعة أد.محمد عثمان الخشت، والسادة النواب على ما قدموه من دعم صادقٍ لإقامة هذا الحفل، والسيد أمين الجامعة، والدكتورة صبورة السيد، عضو البرلمان المصري، وعضو مجلس الكلية على دعمها المتكرر للكلية، وللأستاذ الدكتور مصطفى الفقي المفكر السياسي الكبير، ولكل الأساتذة والزملاء الذين دعموا هذا الحفل: أد. محمد نبيل غنايم، وأد. أحمد عفيفي، وأ.د.حجاج أنور وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، وللضيوف الكرام من الصحفيين والإعلاميين، والمثقفين، والعاملين بجهاز الدولة، وللجنة المنظمة والسادة رؤساء الأقسام والسادة أعضاء مجلس الكلية، ولكل منتسبي الكلية، والسادة العمداء السابقين، والسادة العمداء من الكليات الأخرى الذين شرفونا بالحضور: أد. إيمان هريدي عميد كلية التربية، وأد. حنان محمد علي عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، والجهاز الإداري بالجامعة والجهاز الإداري بالكلية: أ.أشرف مدكور، ود.عبير عبد الرحمن أمين الكلية، ورجال الأمن بالجامعة، على كل ما قدموا من عون، وما ذللوه من صعاب. 

أما علماء الكلية وأساتذتها وطلابها وخريجوها ومبدعوها فقد خاطبهم بلبولة قائلًا: أنتم أصحاب العرس، حضورُكم شرف، وتكريمُكم مجد، وأداؤه واجب.