بـ ..حرية !

الجنة مقصورة على المسلمين؟

محمد عبد الحافظ
محمد عبد الحافظ

تابعت على مدار اليومين الماضيين برنامج «نور الدين» فكرته جديدة عبارة عن جلسة اسئلة حرة من اطفال ومن شباب، حول امور الدين، ويجيب عليها د. على جمعة مفتى مصر سابقا «٢٠٠٣ - ٢٠١٣» كانت الاسئلة فى منتهى الصراحة، والاجابات فى منتهى البساطة والسلاسة.. من بين اسئلة الاطفال.. هل الجنة مقصورة على المسلمين؟ ما الدليل على ان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان موجودا؟.. من الذى يؤكد ان احاديث النبى صلى الله عليه وسلم صحيحة؟ هل يجوز لنا - كمسلمين - أن نبحث فى الاديان الاخرى؟

الاسئلة تلقائية وعفوية، وقد يراها ويصفها البعض انها اسئلة حرام، ولا يجوز ان تطرح، ولكن هذه وجهة نظر متزمتة ومتطرفة بعيدة كل البعد عن تعاليم الاسلام الحقيقية الوسطية، والتى تبيح وتجيز طرح كل الاسئلة، لان ديننا الحنيف فيه الاجابة على كل شاردة وواردة، ودعونى، احيلكم الى اعظم حوار ديمقراطى والذى جرى بين ابى الانبياء ابراهيم وبين الله خالقنا ورازقنا، والذى ورد فى سوره البقرة حين سأل ابراهيم عليه الصلاة والسلام ربه: «وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِى كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِى قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ».

إذا فالله يعلمنا فى القصص القرآنى - بل ويأمرنا - ان نكون أحرارا فى ان نسأل، كما نشاء عن اى شىء، وان نحصل على الاجابة.. هذا هو الاسلام، وهنا تكمن عظمته.. فلا تحجروا على اولادكم - او غيرهم - ولا تنهروهم عندما يسألون اسئلة تبدو - من وجهة نظركم- عيبا او حراما.

شكرا للشركة المتحدة للخدمات الاعلامية وللقائمين على هذا البرنامج ليس لانه يجيب على الاسئلة التى تبدو محظورة، ولكن لانه يساهم فى تفتيح العقول ويسهم فى استيعاب ما كان مرفوضاً خطأً.

الحمد لله على نعمة الإسلام.