فى حلوان «البلدى يوكل».. حدوتة «محمد جمعة الكنفانى» مع الفرن الطين

كنافة بلدى
كنافة بلدى

إيثار حمدى

قبل رمضان بأيام قليلة شعر أهالى أحد المناطق فى حلوان بأن فرحتهم بقدوم الشهر ناقصة، بسبب فرن كنافة بلدى اعتادوا رؤية أصحابها يأتون كل عام لبنائها، وحتى ليلة رؤية الهلال لم يظهر منهم أحد، ظن الأهالى أنها سوف تختفى إلى الأبد، ولكنها فى اليوم الأول من رمضان ظهرت أمامهم فجأة، فالتفوا حول أصحابها، يتبادلون التهنئة..

يقول صاحب الفرن محمد جمعة (27 عاما): «فى الماضى كانت فرن الكنافة البلدى تستغرق وقتا فى بنائها من الطوب والطين، لكن الوضع تغير الآن، الأفران الحديثة مصنوعة من الصاج المجلفن يتم شراؤها جاهزة، ونقوم فقط بنصبها ووضع الصوانى التى نطهو الكنافة فوقها، ونحن كأصحاب هذه المهنة نؤكد أننا لن نغادرها أبدا، لأننا توارثناها أبا عن جد، تعلمها والدى من جدي، وسوف أقوم بتعليمها لابني..

منذ أن كان فى الثانية عشرة من عمره تعلم محمد عمل الكنافة البلدى كل رمضان ويقدمها لزبائنه بكل محبة، يقول محمد: «نحن طباخين أفراح إلا أننا فى شهر رمضان نتفرغ للكنافة، وندير ثلاثة أفران فى ثلاث مناطق مختلفة، واحدة يقف عليها أبى، والأخرى يعمل فيها أخي، وهذه هى الثالثة، ومهنة الكنفانى ليست صعبة، بمجرد أن تتمرن عليها جيدا، تتقنها، ولكنها فى حاجة إلى خبرة..

ويشرح: «الكنافة البلدى عكس الآلى لا يجب بيعها أو الاحتفاظ بها ساخنة ومغلفة بل لابد من تهويتها طوال الوقت حتى لا تفسد، والكنافة البلدى لها زبونها الأكيل الذى يعشقها وينتظرها من السنة للسنة، وليس صحيحا أن وجود «الكنافة الآلى» يؤثر علينا فهى فى الأساس متواجدة طوال العام، ولكن «البلدى» تظهر فى شهر رمضان فقط، وتزداد مبيعاتها فى المناطق الشعبية عن الأماكن الراقية نظرا لأن سكان تلك المناطق تربت ونشأت عليها وخاصة كبار السن ولكن الأجيال الجديدة طبعا قد يكون لها رأى آخر»..

مؤخرا أنجب محمد ابنته كيان، ويقول: «إذا رزقنى الله بولد ذكر سأقوم بتعليمه تلك المهنة، سأربيه على حبها، كما ربانا والدى على ذلك، لأن الكنافة البلدى هى وش الخير على أسرتنا».