تجديد الإيمان.. ملتقى رمضانيات نسائية يواصل فعالياته بالجامع الأزهر

ملتقى رمضانيات نسائية
ملتقى رمضانيات نسائية

عقد الجامع الأزهر اليوم الثلاثاء، فعاليات ملتقى رمضانيات نسائية بعنوان "تجديد الإيمان"، برواق الشرقاوة، بحضور الدكتورة إلهام شاهين، الأمين العام المساعد للشؤون الواعظات بمجمع البحوث الإسلامية، والدكتورة أميرة رسلان، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، والدكتورة حياة العيسوي، الباحثة بالجامع الأزهر.

وقالت الدكتورة إلهام شاهين، الأمين العام المساعد للشؤون الواعظات بمجمع البحوث الإسلامية، إنه ينبغي على المؤمن أن يحرص على مراجعة نفسه والتوبة إلى الله باستمرار، ويدعو الله أن يتقبّل توبته، فإنها رحمة من الله، ولولاها لتفشّى في المجتمع المعاصي والظلم، كما أن السيّئات والمعاصي تُضعف الإيمان في القلب، لذا فالقلب بحاجة لتجديد إيمانه بالتوبة، كما ينبغي على المؤمن محاسبة النفس، لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ).

وأضافت الأمين العام المساعد للشؤون الواعظات بمجمع البحوث الإسلامية أنه يجب أيضا على المؤمن التوجّه إلى الله -عزّ وجلّ- بالدعاء بتجديد الإيمان بقلب خاشع متبتلٍ إلى الله امتثالا لقوله تعالى: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ"، كما يجب على المؤمن الحرص على الابتعاد عن الفِتن والشهوات التي تُضعِف الإيمان في القلب، وأن يملأ قلبه بالله، فلا يتوكّل على أحدٍ سِواه.

من جانبها بيّنت الدكتورة أميرة رسلان، أنه لكي يسلك المرء منا مسلك تجديد الإيمان في هذا الشهر الفضيل لابد أن يستعين ببعض الأمور أهمها: إخلاص النية في تقوية الإيمان والاستعانة بالله على ذلك، فضلا عن تدبر القرآن،  ويكون باستشعارُ عَظَمَةِ القرآنِ، بالإضافة إلى طلب العلم النافع، كيف لا يزداد إيمان العلماء وطلاب العلم؟، وهم حين اجتمعوا لمدارسة العلم قد "نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده"، كما يجب تنويع العبادات، لأن التنوع بين الصلاة والقرآن وصلة الرحم وإطعام الطعام، وغيرها من العبادات يبعد القلب عن الفتور.
 
وأوضحت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أنه من أهم مسالك تجديد الإيمان في شهر رمضان  مناجاة الله سبحانه والانكسار بين يديه، والالحاح في الدعاء، يقول الله تعالى {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}، فإن هذا يوجب رحمة الله ورضاه.

من جهتها أشارت الدكتورة حياة العيسوي إلى أن الرغبة في تجديد الإيمان نجدها دائمًا في ثنايا الأوامر الإلهية في مثل قوله تعالى: «وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ المُؤْمِنِينَ»، والشرع يقول لنا دائمًا هيا نبدأ من جديد، وهو أمر يتناسب مع الضعف البشري، فكثرة التوبة تتناسب مع كثرة الخطأ، وخُلِق الإنسان ضعيفًا، ويساعد على فكرة التجديد هذه المحطات التي يغفر الله لنا ما بينها.

وأوضحت الباحثة بالجامع الأزهر أن هناك أعمال تعمل على تجديد الإيمان في القلب منها: تقوى الله -تعالى- على الدوام، قال تعالى:« وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ"، وتأدية الصلاة بأركانها، والحرص على الخشوع فيها، والمداومة على قراءة القرآن الكريم، وحُسن تدبّره، فهو كلام الله تعالى، وفيه شفاءٌ لأمراض القلوب المستعصية، بالإضافة إلى قيام الليل، فهو من أعظم ما يستعين به المسلم على تجديد إيمانه، وتحسين الصلة بينه وبين ربّه.