ما وراء شهر الصيام l المؤذن محمد عبد الوهاب

موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب
موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب

إعتاد موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب الذهاب لمسجد سيدى الشعراني فى أيام الشهر الكريم وأن يصعد فوق مئذنته لرفع الآذان، وكان يدعو الناس إلى الصلاة، وقد كان يفعل هذا عن إيمان راسخ، فهي عادته المفضلة في رمضان، وظل يتردد على المسجد حتى بعد أن أصبح فنان كبيرا.

وقد ورث عبد الوهاب هذه العادة الروحانية من والده الشيخ محمد أبو عيسى قارئ ومؤذن مسجد “سيدى الشعرانى”، حيث كان الفنان الراحل فى صغره يذهب إلى كُتاب مسجد الشعرانى ويطلب من والده أن يرفع الآذان مثله، وكان يرغب فى أن يخلفه في وظيفته كمؤذن لهذا المسجد. وقتها كان فى السابعة من عمره وحفظ ثلث القرآن الكريم، وأخذ يطوف بمساجد باب الشعرية، ومساجد الأحياء القريبة ليستمع إلى كبار المشايخ أمثال أحمد ندا، وعلى محمود، ويقلد أصواتهم وطرقهم فى الكتاب.

وفى فجر يوم من أيام رمضان فوجئ المصلون فى المسجد بصوت جميل شجى يؤذن للصلاة وكان صوت صبى ما زالت فيه أثار الطفولة، وكانت هذه أول مرة يستمع فيها الناس إلى صوت محمد عبد الوهاب.

وبفضل ذلك أصبح الصبى نجما فى الكتاب الملحق بجامع الشيخ الشعرانى، ليس فقط لأنه كان متفوقا فى حفظ القرآن الكريم، أو فى دروس الخط والتجويد، بل لأنه كان يرتل القرآن الكريم بصوت جميل ومؤثر، ولهذا أحبه عريف الكتاب والصبية الذين كانوا يحلقون حوله وهو فى وسطهم فترتفع أصواتهم: “الله يا شيخ محمد، الله يفتح عليك”.

اقرأ  أيضا : متحف «عبد الوهاب» يفتح أبوابه مجانًا


 

;