سحب الجنسية التركية من القائم بأعمال المرشد.. بداية نهاية تنظيم الجماعة الإرهابية فى تركيا

جماعة الإخوان الإرهابية
جماعة الإخوان الإرهابية

أيمن‭ ‬فاروق

  تنظيم الإخوان يعيش أيامًا أشبه بالسواد إن لم يكن بالفعل هذا اللون يرتديه كل من ينتمي لتلك الجماعة الإرهابية تنظيميًا وفكريًا، بعد زيارة الرئيس التركي الأخيرة إلى مصر بعد انقطاع العلاقات بين الدولتين لما يقرب من 11 عاما، اليوم الذي أتى فيه رجب طيب أردوغان كان الإخوان فيه يتباكون ويبكون، يذرفون بدلا من الدموع دم، حال التنظيم كان أشبه بمن مات أبوه في تلك الليلة، فالزيارة كانت أشبه بطعنة في قلب الجماعة من رئيس دولة كان يدعمهم، سبق وقلنا أنه بعد ثورة 2013، وإزاحة حكم الإخوان عن مصر بعد عام كارثي، فإن الجماعة وتنظيمها بات في حكم الأموات، واقتربت نهايته، واليوم نؤكدها جماعة الإخوان لن تقوم لها قائمة بل خرجت من مرحلة الموت الإكلينكي إلى دخول قبرها، عدا في دولة واحدة وهي الراعي الرسمي لها ومنشأتها بريطانيا، لهذا نقلت جماعة الإخوان الإرهابية جميع أبواقها الإعلامية وذبابها الإلكتروني على السوشيال ميديا إلى لندن، انهيار مشروع الإخوان عربيًا وإقليميًا، لم يأت من فراغ لكن مصر بمؤسساتها وأجهزتها، قرأت المشهد منذ اللحظة الأولى، وكان الرد سريعًا وحاسمًا

بعد التقارب التركي- المصري، وبعد زيارة الرئيس أردوغان للقاهرة، فما هي انعكاسات تلك الزيارة على تحريض جماعة الإخوان الإرهابية ضد مصر؟، وهل ستتغير رسائل إعلام الإخوان بعد الزيارة ويتوقف ذباب الإرهابية الإلكتروني على المنصات ومواقع التواصل الاجتماعي؟

بداية لابد أن نذكر انه بعد عام 2013 وسقوط الجماعة الإرهابية، واتباع الإخوان سياستهم ومنهجهم المعتاد، العنف والقتل والتدمير، والسير على مبدأ «يانحكمكم أو نقتلكم»، وبعدها مساعيها الفاشلة، وارتكابها أعمال من العنف وعمليات إرهابية في ربوع البلاد، من تفجيرات مؤسسات حكومية ووزارات، واغتيالات طالت رجال الشرطة، وترويع الشعب، لكن نجح رجال الأمن في توجيه ضربات أمنية قاصمة لتلك الجماعة وإرهابها، وهنا بدل تنظيم الإخوان الإرهابي من استراتيجيته وأخذ يستبدل عنفه بتحركات على الفضاء الإلكتروني والإعلامي، من خلال السوشيال ميديا والمواقع الإخبارية التي تصدر من الخارج، إضافة إلى اختراق مؤسسات بحثية دولية عن طريق أذرع وعناصر من تيارات سياسية أخرى، حاولوا بذلك صناعة «لوبي إخواني» لكنهم فشلوا أيضا، وباتت مطاردات الدول لتلك الجماعة يوما بعد يوم الأسلوب السائد، وكانت كل يوم تتلقى ضربة من هنا وهناك، إضافة إلى الضربات الداخلية، من انقسامات وخلافات وفساد مالي وأخلاقي رصدنا تفاصيله سابقا عبر موضوعات عدة على صفحات جريدتنا، إضافة إلى القبض على عناصر مهمة في تنظيم الإخوان منها المسؤول عن حركة حسم، وآخرين من قيادات التنظيم في الداخل والخارج، حاولت الجماعة التغلغل إلى أفكار الشباب والمراهقين لتتحول من التمركزات الواضحة في المجتمع ليس في مصر فقط وإنما في كثير من الدول العربية، مستغلة في ذلك السوشيال ميديا، وصناعة إعلام إلكتروني موجه لنقل أفكارها وتكوين قاعدة من جيل الشباب الذي لا يعرفهم ولم يعاصر إرهابهم وخطر أيدلوجية الجماعة الإرهابية «الإخوان»، حاولوا الترويج الناعم لأفكار التنظيم المتطرفة، والسعي لتحقيق أهدافه التخريبية ضد الدولة المصرية، ووضع السم في العسل عبر برامج على قنواتهم الإرهابية، ومن خلال لجانهم الإلكترونية، مثلما حاولوا أن يتسللوا عبر الحرب على غزة، وإضفاء مصطلحات ومفاهيم إخوانية تروج للجماعة وتاريخها وقيادتها، استغلالها لهذا المناخ المتعاطف مع غزة، ليقفزوا على القضية الأساسية بالترويج لأفكارهم، هذه هي الجماعة الإخوانية المستغلة، العصابة، أهل الشر ما يهمهم مصلحتهم فقط، لهذا اتبعت أساليب الخداع والكذب والشائعات والادعاءات على قنواتها وعبر ذبابها الإلكتروني، مستعينة بضخ ملايين الدولارات في هذا المجال ومجالات أخرى مثل المراكز البحثية في دول أخرى والمواقع الصحفية الإخوانية، وخير مثال عزمي بشارة أحد أهم أذرع الجماعة المسئول عن توزيع مصادر التمويل الإعلامي، وهو يدير عدد من مراكز الدراسات حول العالم، وأيضا عزام تميمي مسؤول قنوات الإخوان الإرهابية، ولاحظنا التنافس بين التميمي وبشارة حول مصدر التمويل وتبادل الجانبين الاتهامات والفضائح المالية.

لكن ما طار طير وارتفع إلا وكما طار وقع، فالجماعة الآن تشهد أياما حالكة السواد، وستشهد الفترة القادمة أيامًا أكثر سوادًا، لا يحيط المكر السيئ إلا بأهله، ووضح ذلك من خلال إعلام الجماعة الفضائي والإلكتروني الذي بدأ منذ أكثر من 3 أشهر يشرح وينظر في فلك رسائل كبيرهم الذي علمهم السحر البنا، فضلاً عن أدبيات أخرى لمنظري التطرف، مما يشير إلى أن الجماعة تحاول الخروج من مرحلة الكمون، أو ربما تحاول إيهام أتباعها بذلك، في طريقها للتذكير بالمرحلتين التاليتين (التكوين، التنفيذ) من مراحل الدعوة كما رسمها البنا لأتباعه لكن الضربات توالت عليها إقليمياً وعالمياً.

فمن الواضح ووفقا لتقارير إعلامية وآراء خبراء دوليين في الشأن التركي، فإن تأثير التقارب التركي المصري على نشاط الجماعة الإرهابية التنظيمي والفكري، سوف يتمثل في إجبار الجماعة على تغيير أماكن البث الفضائي والإلكتروني، وتقييد تحركاتهم داخل تركيا، وتشديدات أمنية صارمة، حيث تمثل ذلك في مداهمات لمقرات التنظيم وطرد عدد من عناصره وسحب الجنسية من عناصر أخرى أبرزهم محمود حسين القائم الذي يقوم بعمل المرشد العام لتنظيم الإخوان الإرهابي والمقيم في إسطنبول، وذلك بعد زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى مصر، ما جعل مستقبل التنظيم مرتبطا بشكل كبير بتطور العلاقة التركية المصرية الخليجية، كما أن ذلك يعد بمثابة خطوة قوية من أنقرة بالتخلي عن دورها السابق في رعاية الجماعة الإرهابية وباقي الحركات المنسلخة منها، وجاءت تلك الخطوة من تركيا في خطوة لتغليب مقاربات التفاهم والتعاون الاقتصادي والأمني وتصفير المشاكل في المنطقة، ووضح ذلك فيما قررته تركيا قبل أيام بسحب جنسيتها من القائم بأعمال مرشد جماعة «الإخوان» محمود حسين وذلك بعد عودة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من مصر، ووفقا للأطروحات على الأرض، الأيام القادمة ستشهد منع تواجد الإخوان في تركيا، وإنهاء مرحلة إدارة التنظيم الإخواني من على الأراضي التركية وأن هذا عصر ولى وانتهى، كما أن المرحلة القادمة ستشهد تبادلات معلوماتية حول قضايا الإرهاب والأمن وبذلك لن تعتبر تركيا منطقة آمنة لقيادات الإخوان وأعضائها وبالتالي ستبدأ إن لم تكن بدأت بالفعل مرحلة «الغربان» الإخوانية المهاجرة من تركيا لحاضنتهم الأم لندن، مع انتهاء مرحلة دعم تركيا لجماعة الإخوان الإرهابية، وذلك تم بالفعل منذ العام الماضي، وسيشهد تطورا في الفترة المقبلة، والتي ستشهد وفقا لما نشهده من تطورات المشهد على الأرض أن الانقسامات ستضرب الجماعة بشكل أكبر من السابق فإن كانت قد انقمست لثلاثة رؤس فإن هذه المرة سينتاب شباب الإخوان وقاعدتها حالة من الخوف والرعب من الملاحقات الأمنية وعليه ستتقلب الآراء والاتهامات بين القيادات وبعضها وبين القيادات والقاعدة، لهذا فإن جماعة الإخوان الإرهابية أشبه بالميت الذي تم وضعه على النعش ويتجاذب طرفاه الجانبين تشاجرا وخلافا وهربا من واقع مرير، ففي السابق قبل أشهر، شنت السلطات التركية حملة مداهمات واسعة النطاق على عناصر «الإخوان» المقيمين في البلاد، وقامت باحتجاز مَنْ لا يحمل أية هوية أو إقامة أو جنسية. كما طلبت من اثنين من عناصر الجماعة، وهما مصعب السماليجي وإسلام أشرف مغادرة أراضيها، كذلك فرضت أنقرة قيوداً مشددة على عناصر «الجماعة»، وطالبتهم بعدم نشر أي أخبار مسيئة أو تدوينات أو تغريدات تنتقد مصر، وهددت المخالفين لتعليماتها بالمغادرة فوراً والترحيل من البلاد، لهذا فإن المرحلة القادمة ستشهد رقصة الموت الأخيرة للإخوان.

اقرأ  أيضا : بالمعلومات والحقائق واجهت الأجهـزة الأمنية إرهابًا دعائيًا عابر للحدود

;