عاجل

رمضان في النرويج أو السويد ومشاهدة النجوم في عز الظهر؟

إفطار رمضان -أرشيفية
إفطار رمضان -أرشيفية

كتب عطا أبو رية

شهر رمضان يتقلب بين الصيف والشتاء كل 15 أو عشرين عاما، فتخيل ما الذي يحدث في البلدان الشمالية حيث يمكن أن يعيش المسلمون 24 ساعة من النهار أو الليل حسب فصول السنة، ولا يوجد معيار ثابت للصيام في أقصى أماكن فى العالم، فالمسلمين في أيسلندا والنرويج وفنلندا يعيشون تجربة صيام فريدة من نوعها وخاصة حينما يأتي شهر رمضان في الصيف.

الصيام بتوقيت دول أخرى

ومن العادات المتعارف عليها لدى المسلمين في الدول الإسكندنافية، أنهم يصومون بتوقيت دولة أخرى يختارونها، لأن الشمس لا تغيب أكثر من ساعة، وفى بعض الأعوام يصل عدد ساعات الصيام في فنلندا، والنرويج والسويد  إلى 23 ساعة وخمس دقائق، لتحتل المرتبة الأولى في أطول ساعات صيام عالميا.


ووفق التقويم القمري يتقدم موعد بدء شهر رمضان بمعدل أقل من أسبوعين كل عام مقابل عام ميلادي، وفي البلدان القريبة من خط الاستواء ، مثل السعودية وسنغافورة وإندونيسيا ، لا يحدث هذا التغير فرقا كبيرا في عدد ساعات النهار الثابتة بين عام وآخر ، لكن بالنسبة للمسلمين المقيمين في معظم دول العالم الشمالية، بالقرب من الدائرة القطبية في الشمال، فإنهم يواجهون أزمة في فصل الصيف عند الصوم.


في أيسلندا تغرب الشمس عند منتصف الليل، وتشرق بعد غروبها بساعتين فقط خلال ذروة الصيف، ويصوم المسلم النرويجي لمدة تصل إلى عشرين ساعة وعشرين دقيقة مما يضع المسلمين في الشمال أمام تحدي صيام تصل ساعاته الى أكثر من الـ 22 ساعة.

23 ساعة صيام في فنلندا
وفي شمال فنلندا وخاصة إقليم لابلاند، يُسمى النهار بشمس منتصف الليل يعنى بالبلدى ( يرى النجوم فى عز الظهر)، فالشمس لا تختفي طوال اليوم، ليجد المسلمون أنفسهم أمام 23 ساعة ونصف الساعة من الصوم، مما يصبح مشقة غير محتملة، حتى اختاروا الصوم وفق مواقيت دول الشرق الأوسط أو أقرب دولة مسلمة لهم وهي تركيا.

2 مليار مسلم حول العالم
والإسلام من الديانات السماوية المنتشرة بشكل كبير في جميع دول العالم، ويتزايد عدد المسلمين بشكل كبير، فقد وصل عدد المسلمين فى العالم إلى أكثر من 2 مليار مسلم، وهو ما يعادل أكثر من ربع سكان الأرض، وحسب الإحصائيات الأخيرة ، يعيش في النرويج 200 ألف مسلم، وينقسمون بين نرويجيين أصليين، بجانب المهاجرين من باكستان والعراق والمغرب وتركيا على سبيل الأغلبية.


وقدمت الهيئات الإسلامية حلولا واعتمدتها المساجد للمسلمين الذين يعيشون في بلدان لا تغرب فيها الشمس، أو تغرب للحظات غير كافية، ويقدم هذه الحلول بعض العلماء والمنظمات الإسلامية للتسهيل عليهم، وتأتي الحلول بين التصريح بالإفطار على توقيت غروب الشمس في أقرب دولة بعيدة عن الدائرة القطبية وترى الليل والنهار، أو أقرب دولة ذات أغلبية مسلمة، أو ضبط موعد الإفطار على غروب الشمس في السعودية.


فالجميع لديهم مساحة للاختيار بين البدائل، لكن الأمر يكون أصعب عند المهاجرين المقيمين فى الدول الشمالية ، ممن اعتادوا انتظار الغروب لتناول الطعام، فإنهم يفضلون الالتزام بالتوقيت المحلي، ويشجعهم على الأمرأن الجو بارد، عكس آسيا والشرق الأوسط حيث ترتفع درجات الحرارة.

المسلمين المهاجرين في أيسلندا
وبالنسبة لبعض المسلمين المهاجرين في أيسلندا الذين لا يرغبون في الصيام لمدة 22 ساعة كاملة أو أكثر فى بعض السنين، فإنهم يميلون إلى اتباع مواعيد شمس بلادهم الأصلية لأن الساعات أقصر، أو الأفطار بتوقيت مكة، بينما يبدأ أولئك المتمسكون بالتوقيت المحلي صيامهم حوالي الثانية صباحا، ولا يتناولون الإفطار إلا بعد انتصاف الليلة التالية.