أقدم صائغة نحاس.. ياسمين تُحقق حلم رجل سويدى

صائغة نحاس  .. ياسمين محمود مع نشوى مصطفى
صائغة نحاس .. ياسمين محمود مع نشوى مصطفى

إيثار حمدى

قبل 20 عامًا بدأت ياسمين محمود تعمل فى صياغة النحاس، لتتقن المهنة بعد سنوات قليلة، وتنافس الرجال فى المهنة الشاقة التى تحتاج إلى مجهود وإبداع وصبر، وتفتح الباب لعدد من الفتيات فى اقتحام المجال بوصفها أقدم صائغة نحاس فى شارع المعز.

تقول ياسمين (39 عامًا) التى تخرجت فى كلية التجارة: «لا توجد مهنة سهلة، ولكن كل مهنة يسخّر لها الله من يشاء، ويهديه إليها، وأن قصتها مع النحاس بدأت كهواية فى تشكيل أسلاك النحاس، قبل أن تفكر فى تطويرها وتحويلها إلى حرفة، وتوضح أنها تعلمت دمج النحاس بخامات أخرى مثل الجلد الطبيعى والأخشاب..

تؤمن ياسمين بعدم وجود فروق بين الرجل والمرأة فى المهنة، كل المطلوب هو معرفة الهدف، والجرأة فى التعامل مع المعدات، وتشير إلى أن هناك أنواعًا عديدة من العمل فى النحاس أبرزها الحلى التى يتهافت عليها الشباب والفتيات، لأن النحاس معدن لا يُغير لونه الأصلى مع الزمن ويمكن إعادة ترميمه فى حال تعرضه لأى تلف، كما يستخدم فى ديكور المنازل بكثرة..

وعن أنواع النحاس قالت: «هناك العديد منها الأسلاك، والألواح، والمواسير، واللون الأحمر هو الأساسى للنحاس، أما النحاس الأصفر فهو مضاف إليه زنك فى المصانع التى تقوم بإنتاجه ويمكن أن يتم طلاؤه بالذهب والفضة والبلاتين وإضافة أى لون له..

توضح ياسمين: «انا أقدم سيدة تعمل فى النحاس بالمنطقة وكل قطعة أقوم بصياغتها تحتاج إلى مراحل عديدة تبدأ بفكرة التصميم، والنشر والصنفرة والتلميع والطلاء والتلوين والتقفيل»..

وتتذكر أنها نفذت العديد من القطع بمهارة شديدة وبعد الانتهاء منها تصبح غالية عليها، وتتردد فى بيعها، ومنها دبلة خطوبة لصديقتها، وكوب قهوة عربى (نحاس بالكامل) بعازل من الحرارة، وتتمنى تأسيس أكاديمية خاصة بها لتعلم فيها الفتيات والشباب صياغة النحاس وتفتح أمامهم أبواب العمل، وتعتز بالعديد من القطع التى ذهبت إلى مشاهير منهم الفنانة نشوى مصطفى، وكذلك قطعة للفنانة هند صبرى، وحلية لحقيبة ذهبت للفنانة أمينة خليل، كما نفذت «شغل» للدكتورة مها نور صاحبة مبادرة «ذراعى خط أحمر» لمريضات سرطان الثدى، وأكثر شخص تتمنى أن تنفذ له قطعة فهى السيدة عزة فهمى، وأغلى قطعة نفذتها كانت عبارة عن شجرة نحاس كبيرة تحمل أسماء عائلة وأطلقت عليها «شجرة العيلة»..

وتحكى: «أغرب موقف تعرضت له حين حدثنى شخص عن رجل فى السويد رأى فى الحلم خاتمًا مكتوبًا عليه آية قرآنية معينة، وهو لا يعرف اللغة العربية، ولا يستطيع وصف الحروف، وبالفعل نفذته وأرسلته له، وكان ما شاهده بالضبط وفرح به كثيرًا».