في مهرجان الإسماعيلية السينمائي .. حضور فلسطينى قوى

مهرجان الإسماعيلية السينمائي للأفلام التسجيلية والقصيرة
مهرجان الإسماعيلية السينمائي للأفلام التسجيلية والقصيرة

الإسماعيلية‭ ‬‭- ‬محمد‭ ‬كمال

اختتمت فعاليات الدورة 25 لمهرجان الإسماعيلية السينمائي التي أقيمت في الفترة من 28 فبراير حتى 5 مارس، برئاسة الناقد عصام زكريا، وكانت إدارة المهرجان قد اتخذت قرار مفاجئا قبل اليوم الأخير بإلغاء حفل الختام واستبداله بمؤتمر صحفي للإعلان عن جوائز الدورة، وذلك ترشيدا للنفقات وفق ما جاء في البيان الذي نشره المهرجان، وخلال المؤتمر أعلن رئيس المهرجان عن جوائز المسابقات المختلفة، ففي مسابقة الفيلم التسجيلي الطويل حصل على الجائزة الأولى فيلم “حياة ذهبية” للمخرج بوبكار سينجاريه من بوركينا فاسو، والجائزة الثانية للمخرجة تانا جيلبرت عن الشيلي “مالكوريدس”، وحصل على تنويه خاص الفيلم الإيطالي الفرنسي “كازابلانكا” للمخرج أدريان فاليريو.

وفي مسابقة الأفلام التسجيلية القصيرة، فقد حصل الفيلم الإيراني “خشب” للمخرج مرتضى بايسيناس على الجائزة الأولى، والفيلم الكرواتي “مطاردة الشط” للمخرجة آنا بيلانكوف على الجائزة الثانية، وعلى تنبيه خاص الفيلم الفلسطيني “أيوب” للمخرج أجود عبد جرادات، وفي مسابقة الأفلام الروائية القصيرة، حصل الفيلم الفلسطيني “مار ماما” على الجائزة الأولى للمخرج مجدي العمري، والفيلم المصري “عيسى” للمخرج مراد مصطفى على الجائزة الثانية، وحصل فيلم “المدرسة القديمة” من السعودية على تنويه خاص للمخرج عبدالله الخميس.

وفي مسابقة أفلام التحريك حصل الفيلم الكرواتي الصربي “الصورة العائلية” للمخرجة ليا فيداكوفيتش على الجائزة الأولى، والفيلم الإيراني “في ظل شجرة السرو” على الجائزة الثانية، والذي اشترك بإخراجه شيرين سوهاني وحسين مولايمي، بينما حصل على تنويه خاص الفيلم الروسي “نرارة – 25” للمخرجة نادية جوليمان، أما جوائز مسابقة الطلبة فقد حصل فيلم “أحمر” للمخرجة جميلة ويفي على المركز الأول، والمخرجة كريمة ندا على الجائزة الثانية عن فيلم “أشياء لا نعرفها”، والمركز الثالث للمخرج مازن فوزي عن فيلم “البديل”، بينما حصل فيلم “الآله امرأة” من بنما للمخرج أندريس بيروت على جائزة “الفيبرسي”.

كرم المهرجان فى هذه الدورة المخرج الأمريكى ستيف جيمس والذى قدم أيضا “ماستر كلاس” لمدة ساعتين أداره المخرج مروان عمارة، وأعرب جيمس عن سعادته بتكريمه من إدارة المهرجان، حيث قال عن فيلم “أحلام السلة” أنه تم إنتاجه عام 1994، و يعد من أهم أفلام السينما التسجيلية، وأنه من المهم أن أبطال الفيلم يشعرون أنهم جزء من العمل، وأضاف أنه من المهم أن يكون العمل عاكسا للواقع والمصداقية وليس الحيادية، وأن الفيلم يحكي الواقع ومشكلات واقعية نستطيع من خلالها مواجهة أنفسنا.

وأقام المهرجان ماستر كلاس آخر للمخرج الألمانى دانيال كوتر وأداره رئيس المهرجان الناقد عصام زكريا، وخلال المناقشة تم عرض فيلم من إخراج كوتر وحمل اسم “منظر الصحراء”، حيث يعد الفيلم جزء من مشروع ثلاثية عن المكان وهو يعرض وجهة نظر سياسية ونفسية وإقتصادية، هدفها التعرف على تأثير المكان وعلاقة مركز المدينة وهم الطبقة الراقية، والهوامش والمقصود بهم العمال والخدم، مشيرا أنه كان أكبر تحدي له في المنطقة.

شهد عرض الفيلم المشارك فى مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة ردود أفعال إيجابية والذى حمل اسم “سمر قبل آخر صورة”، وأقيمت بعد العرض ندوة مع مخرجة الفيلم آية الله يوسف، وأدارتها الناقدة أروى تاج الدين، وقالت آية أن الفيلم يعتبر أول تجربة لها، واختيار قصة سمر تحديدا جاء من خلال تشريح إحدى صديقاتها، حيث روت قصة معاناتها بسبب تشويه وجهها نتيجة حادث أليم تعرضت له، حيث تعدى عليها شريكها السابق الذى رفضت الزواج منه أكثر من مرة، وقرر أن يلقى على وجهها ماء النار لتشويهها، وأوضحت آية الله يوسف أنها قصدت كتابة تنوية خاص فى نهاية الفيلم عن الصدمة التى واجهت سمر بعد عودتها إلى مصر مجددا، وذلك بسبب خروج الجانى من السجن، والذى يعيش فى نفس المنطقة التى تعيش فيها سمر وتخشى أن ينتقم منها، ولذلك تعيش فى حالة خوف دائم.

بينما بطلة الفيلم سمر أكدت على أنها لم تقلق من تقديم قصتها المأساوية فى عمل فنى، وتحمست كثيرا لتقديم هذا العمل، والذى لم يكن مخططا له فى البداية أن يكون فيلما طويلا، ولكن التصوير تطور وزادت الأحداث المختلفة مع وجود شخصية “سناء” التى تعرضت إلى نفس معاناتى وقمت بمساعدتها، مما سمح بتنفيذ فيلما تسجيليا طويلا.

وأقيمت بعده ندوة للفيلم الفنلندى “تحت التشييد” بحضور مخرج الفيلم ماركوس تويفو، وأدراها الناقد مشير عبدالله، وتحدث فيها المخرج عن أول تجاربه في الأفلام التسجيلية، وقال أن فيلم “تحت التشييد” يسجل من خلاله شكل علاقته بوالده، وهى علاقة خاصة بين فتور وحب وقرب وبعد، تواصل وانشغال، فهو الطفل السابع والأخير بين أخوته، وكان يتعرض للتنمر بالإضافة لمشاعره في إحدى مراحل عمره، بعدم الشغف في الحياة، مما جعله يلجأ للعلاج النفسي مع متخصص.

كما أقيمت ندوة خاصة للفيلم السورى “تحت سماء دمشق” للمخرجة هبة خالد، وأقيمت بعده ندوة أدارها الناقد مصطفى الكيلانى، والفيلم شارك في إخراجه ثلاث مخرجين هم هبة خالد، طلال ديركي، علي وجيه وإنتاج  مشترك بين سوريا، الدنمارك، ألمانيا، الولايات المتحدة الامريكية، ويركز الفيلم على مجموعة من النساء اللاتي يجتمعن سرا في دمشق التي أنهكتها الحرب وذلك تجهيزا لإعداد مسرحية، هذا المشروع الذي يمثل خطورة في ظل العنف الذي تتعرض له النساء في تلك البلاد.

ومن الأفلام التسجيلية القصيرة التى ارتبطت أحداثها بمصر كان الفيلم الكرواتى “مطاردة الشط” للمخرجة آنا بيلانكوف، حيث قالت: “الفيلم مستوحى من الصورة التى عثرت عليها لوالدى بعد هجرته بسبب الحرب العالمية الثانية، فى مخيم اللاجئين بصحراء سيناء فى مصر، وقررت أن أزور مصر وتحديدا سيناء بالمكان الذى هجر إليه والدى، وصورت عدد من المناطق هناك لتوثيق معاناة اللاجئين بسبب الحرب، واستعنت بأحد أصدقاء والدى من أجل التصوير هناك”، وأقيمت ندوة عقب عرض الافلام ادارتها الناقدة أروى تاج الدين. 

مشاركة فلسطينية

شهدت الدورة حضورا فلسطينيا مؤثرا من خلال ثلاثة فعاليات، الأولى بعنوان “يوم السينما الفلسطينية فى الإسماعيلية”، حيث تم خلالها عرض فيلمين، هما “احكى يا عصفور” وذلك بحضور المخرجة عرب لطفى، و”درب السمونى” لمخرجه ستيفانو سافونا رئيس لجنة تحكيم الأفلام التسجيلية الطويلة، الفعالية الثانية كانت من خلال مسابقتين، الأولى التسجيلى الطويل من خلال فيلم “الحياة حلوة” للمخرج محمد الجبالى، وأقيم بعد الفيلم ندوة حضرها منتج الفيلم مهند يعقوبى وأداراتها الصحفية نورا أنور، والفيلم يوثق رحلة معاناة مخرجه للعودة إلى غزة، ولا يتحدث عن الحرب فى غزة بشكل مباشر، ولكنه يناقش رحلة المخرج محمد الجبالي فى الهجرة واستكمال تعليمه وفى نفس الوقت عدم قدرته على العودة إلى غزة بسبب الحرب على فلسطين، كما أن قصة الفيلم تشبه كثيرا معاناة العديد من الشباب الذين يهاجرون إلى الخارج بغض النظر عن هوية البطل إذا كان فلسطينى أو جنسية أخرى.

والثالثة فى مسابقة الأفلام الروائية القصيرة من خلال فيلم “المفتاح” للمخرج ركان مياسى، وهو الفيلم المأخوذ عن إحدى قصص كتاب “100 يوم بعد النكبة”، والذى تدور أحداثه حول عائلة إسرائيلية تواجه قلق متواصل تبدأ من الطفلة ثم الأم والاب بأن هناك من يحاول أن يفتح باب المنزل ليلا، وكأن أرواح الفلسطينيين تطاردهم لأنهم أخذوا أرضهم وبيوتهم، وعقب عرض الفيلم أقيمت ندوة أدارها الكاتب الصحفي حسام حافظ.

حلقات بحثية

أقيمت حلقة بحثية متخصصة وذلك استمرارًا للتعاون بين المهرجان وجمعية نقاد السينما المصريين، فى حلقة خاصة للصحافة الفنية في الفترة من 1952 حتى 1973 وأدار مناقشة الأبحاث الناقد كمال رمزي، والأبحاث التى تواجدت كانت “كيف تعاملت الصحف مع القطاع العام في السينما بين الدفاع والهجوم”، و”الصحافة الفنية بين الخمسينات والسبعينات”، و”الصحافة الفنية والسينما السياسي” و”الصحافة الفنية تأملات في كتابات مغايبة”، للباحثين أمنية عادل وضياء مصطفى ووائل سعيد وناهد صلاح.

على الهامش

على هامش الدورة 25 عرضت لأول مرة فى مصر النسخة المرممة الجديدة لفيلم “صبيان وبنات” للمخرج يسري نصر الله، والفيلم من إنتاج عام 1995، حيث كان العرض الأول للفيلم ضمن فعاليات مهرجان الإسماعيلية فى نفس العام، وعقب عرض الفيلم أقيمت ندوة مع المخرج أدارتها الناقدة ناهد صلاح، وقال نصرالله خلال الندوة أن فيلم “صبيان وبنات” بدأت فكرته عندما قرأ حوارا في “روزاليوسف” مع أحد المتهمين في قضية اغتيال الرئيس السادات، عندما سأله وزير الداخلية آنذاك، لما أنت مبتسم، فكانت إجابته “لأننا انتصرنا” والحجاب في كل مكان، بالإضافة لخبر بعدها عن فتاة ارتدت الحجاب عند ذهابها لمدرستها في فرنسا، فتعرضت للتنمر.

فيلم “صبيان وبنات” تدور أحداثه في قالب تسجيلى عن حياة باسم سمرة الذي كان وقتئذ يعمل مدرسًا في إحدى المدارس الصناعية، ويتخذ أولى خطواته في مجال الفن مع المخرج يسري نصر الله، كما يلتقي الفيلم بدائرته المقربة من العائلة والاصدقاء، ويتفرع الفيلم إلى مواضع شتى، على رأسها موقف المجتمع من مسألة الحجاب، وخلال لقطات الفيلم، يتجاذب باسم أطراف أحاديث مع أصدقاءه وأسرته وزملاءه حول حياتهم.

وعلى الهامش أيضا أقيمت ثمان ورش فنية متخصصة، الأولى ورشة التكوين والديكور السينمائى، وكانت تحت عنوان “التكوين في الكادر السينمائي” وحاضر فيها مهندس الديكور أحمد سعد الدين، الثانية ورشة عن الرسوم المتحركة والتي تتضمن ورشة الخط العربي للفنان أحمد رفاعي، والثالة ورشة خيال الظل للفنانة إيمان فكري، الرابعة ورشة “بكسليشن” للفنانة هالة طارق، ثم الخامسة ورشة تحريك “ستوب موشن” للفنان مصطفى جمال الدين، أما السادسة ورشة فن تشكيلي للفنان أشرف كمال، بينما الورشة السابعة كانت ورشة السيناريو عن الفيلم القصير من الفكرة حتى النهاية لمحمود خليل، والورشة الثامنة ورشة حكي للأطفال بالسايكو دراما والتى قدمتها الصحفية سما الشافعى.

اقرأ  أيضا : إطلاق كتاب "١٠٠ فيلم تضامن" في اليوبيل الفضي لمهرجان الإسماعيلية السينمائي


 

;