ياسر جلال : أتحدى نفسى مع البطل « جودر » l حوار

ياسر جلال
ياسر جلال

خيرى‭ ‬الكمار

يعتبر ياسر جلال من أكثر النجوم الحريصين على التواجد على الشاشة الرمضانية فى السنوات الأخيرة، كما يحرص على التنوع في الأعمال التي يقدمها، ودائما ما تحقق أعماله نجاح جماهيري كبير، ويخوض هذا العام تجربة جديدة عليه من خلال مسلسل “جودر” الذي يقدم من خلاله إحدى حكايات ألف ليلة وليلة، ويعيدها للشاشة الرمضانية بعد سنوات من الاختفاء..

عن تفاصيل العمل والشخصية التي يجسدها والصعوبات التي واجهها في تنفيذ المسلسل وموضوعات أخرى عديدة تتعلق بالمسلسل، كان مع ياسر جلال هذا الحوار.

لماذا وقع اختيارك على مسلسل “جودر” تحديدًا لتقدمه في دراما رمضان هذا العام، وما رأيك في الدراما التاريخية التي تقدم في العمل ؟

الدراما التاريخية هى دراما ممتعة جدا للفنان وللجمهور وتجذبه لمشاهدتها، كما أنها تعتبر خارج الصندوق بالنسبة لنوعية أغلب الأعمال التي تقدم حاليا، فهي قليلة جدا ونادرة، لأنها تحتاج إلى ميزانية ضخمة واستعدادات عديدة ومجهود كبير، ولأني أبحث عن الاختلاف في الأعمال التي أقدمها، اخترت مسلسل “جودر” لأقدمه هذا العام وتحمست له جدا، وأشعر أنني أقدم من خلاله شئ جديد ومختلف تماما عن ما قدمته من قبل.

ما هي الفكرة الأساسية التي يتناولها العمل، والرسالة التي تهدف إلى وصولها للجمهور من خلاله ؟

المسلسل يحمل فكرة ورسالة مهمة، نهدف بالتأكيد لتوصيلها إلى الجمهور، ولكني لا أريد أن أتحدث عنها الآن، وسيعرفها الجمهور عند متابعة حلقات العمل فى الأيام القادمة، وهو يتضمن صراعات عديدة، منها صراع البطل “جودر” داخل بيته وأسرته مع إخوته، وصراعه مع قوى شريرة تسعى للسيطرة عليه من أجل أغراض ما، وهو يقاوم ذلك بمساعدة قوى تتسم بالخير، والمسلسل به رسالة تحمل معاني قوية ومهمة وجميلة، ولكني لا أفضل أن أتحدث عنها الآن حتي لا أحرق أحداث المسلسل.

لماذا تم إختيار اسم “جودر” للمسلسل بدلا من “ألف ليلة وليلة” ؟

تم اختيار هذا الاسم لتناول العمل حكاية “جودر ابن عمر المصري”، وهي حكاية معروفة من حكايات ألف ليلة وليلة والتي تحكي عن حكيم أمضى عمره في دراسة العلوم وتوصل لأربع كنوز، وعندما شعر أنه قريب من الموت رصد هذه الكنوز لشخص اختار اسمه بشكل عشوائي من حروف الهجاء، فكان “جودر”، ولم يكتفي بذلك بل جعل “جودر” هذا يجب أن يكون ابن عمر المصري وأمه اسمها فاطمة، فكان “جودر” هذا هو الشخصية بطل الحكاية التي نقدمها في المسلسل، وتم اختيار اسمه ليكون اسم العمل.

وكيف استعددت لتقديم شخصية “جودر” ؟

أى شخصية أقدمها فنيا أستعد لها من خلال قراءة ودراسة النص بشكل جيد، وأحدد الأبعاد المختلفة للشخصية، سواء البعد المادي الخاص بملامح الشخصية والشكل الخارجي لها، والبعد الخاص بالوضع الاجتماعي للشخصية، سواء كان أمير أو ملك أو فقير أو غير ذلك، والبعد النفسي الخاص بمشاعر الشخصية وأحاسيسها وطموحاتها وأحلامها وغير ذلك، أدرس كل هذه الأبعاد للشخصية حتى أستطيع أن أقدمها بشكل جيد.

ما هي اكثر الصعوبات التي واجهتها في هذا المسلسل؟

هذه النوعية من الأعمال تتضمن صعوبات عديدة، وتختلف عن صعوبات النوعية الأخرى من الأعمال الدرامية، وذلك بالنسبة للملابس والاكسسورات الخاصة بها وأماكن التصوير التي تصور بها وطبيعة التصوير وما يتضمنه من تفاصيل خاصة بهذه النوعية وتختلف عن تصوير الأعمال الأخرى، فهناك مشاهد يتم فيها استخدام دخان كثيف من أجل تحقيق تأثير ما في الصورة وهذا يكون شئ صعب ويؤثر على التنفس، وهناك مشاهد تصور في أماكن حارة جدا ونحن نرتدي ملابس ثقيلة جدا وأحيانا يحدث العكس، وهذا شئ صعب أيضا أثناء التصوير والحركة، وهناك مشاهد نصورها في جبال وأماكن وعرة وبها خطورة كبيرة، وتم الانتهاء من كل ذلك على خير بتوفيق ربنا سبحانه وتعالى.

 ‏هل وجدت صعوبة في تغيير ملامحك الشكلية من أجل الشخصية؟

 هذه ليست المرة الأولى التي أغير فيها شكلي بالكامل من أجل دور أقدمه، فقد حدث ذلك في مسلسل “الاختيار” عندما جسدت شخصية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكان لي الشرف فى ذلك، وأنا ممثل وتغيير شكلي من أجل الدور الذي أقدمه هو شئ طبيعي، وأي صعوبة أجدها في ذلك هي جزء من الصعوبات التي تتعلق بظروف عملي الفني. ‏

هل اعتمدت على أى مراجع تاريخية في تحضيرك لهذا العمل والشخصية التي تقدمها من خلاله؟

 ‏حكاية “جودر” التي نقدمها في المسلسل هي حكاية معروفة ضمن حكايات “ألف ليلة وليلة” ولكن الكاتب الكبير أنور عبد المغيث لا يقدم الحكاية كما هي بتفاصيلها، وإنما يقدم جزء من الحكاية مع تطور مختلف ومميز جدا، فقد أضاف الكثير للحكاية وغير في أسماء شخصياتها، ويقدم الحكاية من خلال رؤيته الفنية، وهذا من حقه، ولهذا اعتمدت بشكل كامل في التحضير للعمل والشخصية على النص الذي كتبه وهو يحمل اختلاف كبير عن الحكاية الأصلية.

ماذا يمثل لك هذا المسلسل في مشوارك الفني؟

أعتبره تجربة مهمة جدا ومختلفة في مشواري الفني، لأن تقديم حكاية من حكايات “ألف ليلة وليلة” هي تجربة لا تتكرر كثيرا، ولهذا أنا سعيد بها، وبذلت فيها مجهود كبير جدا، وأتمنى أن أجد صدى لهذا المجهود وهذه التجربة المختلفة من جانب الجمهور وأن ينال المسلسل إعجابهم.

حدثنا عن كواليس العمل مع باقى أبطال المسلسل؟

هم جميعا فنانون ونجوم متميزون جدا، والعمل سيكون مختلف بالنسبة لهم كما هو مختلف بالنسبة لي، لأنهم يقدمون من خلاله أدوار جديدة وفي أجواء جديدة ولهذا تحمسوا جدا للمسلسل، وسيكون مؤثر ومهم في مشوارهم كما هو بالنسبة لي، وهناك فنانون كبار يظهرون كضيوف شرف في العمل، وأوجه لهم التحية والشكر على ظهورهم بالمسلسل.

هل ترى أن عرض المسلسل في شهر رمضان هو التوقيت الأنسب لطبيعة هذا العمل ؟

 مسلسل “جودر” يصلح لأي زمان ويمكن عرضه في أي وقت، ولكن دائما ما تعرض حكايات “ألف ليلة وليلة” في شهر رمضان فقد تربينا على مشاهدة الأعمال المختلفة التي تقدم حكايات “ألف ليلة وليلة” خلال رمضان، ونفتقد ذلك منذ فترة لعدم تقديمها، ولهذا هى تعتبر فرصة أن نعيد ذلك، ونعرف الأجيال الجديدة التي لم تشاهد من قبل هذه الأعمال ولا تعرف شئ عن “ألف ليلة وليلة” و”شهريار” و”شهرزاد”.

هل تشعر أن هناك منافسة بين “جودر” ومسلسل “الحشاشين” والذي تدور أحداثه أيضا في إطار تاريخي ؟

لا أحب كلمة منافسة لأننا جميعا نعمل ونتشارك من أجل إسعاد المشاهد والترفيه عنه وتثقيفه، وأحب أن أوضح نقطة مهمة، وهي أن مسلسل “جودر” يعد مسلسل تراثي وليس تاريخي بالمعني الصحيح للأعمال التاريخية، فهو عمل تراثي ينتمي لأعمال الفانتازيا التي تتضمن الخيال في كل تفاصيلها، أما الأعمال التاريخية فهي أعمال تعتمد على أحداث واقعية حدثت في التاريخ، ولهذا هناك فارق كبير بين نوعية العملين وفي القالب الدرامي لكل منهما، وبشكل عام انا أتمني النجاح والتوفيق لكل الأعمال التي ستعرض في رمضان، وأن تكون جميعها أعمال جيدة، لأن المستفيد الأول من ذلك هو المشاهد العربي.

متى ستعود لشاشة السينما بعد غيابك عنها منذ فترة طويلة ؟

لدى مشروعين للسينما أحضر لهما منذ فترة وأنتظر الوقت المناسب لتقديمهما، لأني فى الحقيقة لا أجد الوقت الذي يسمح لي بالبدء في تصوير أحدهما، وذلك بسبب انشغالي طوال الوقت بأعمالي الدرامية التليفزيونية، فكل مسلسل أقدمه يحتاج مني وقت طويل في التحضير له ومتابعة كل تفاصيله، لحرصي الشديد على تقديم عمل متميز في كل عناصره الفنية، وأن يكون مختلف ويتضمن موضوع مهم، وإلى جانب انشغالي بأعمالي الدرامية التليفزيونية، هناك سبب آخر في ابتعادي عن السينما وعدم تقديم المشروعين اللذين أحضر لهما، وهو انتظاري تحمس إحدى جهات الإنتاج السينمائية الكبيرة للوقوف بجانبي، تساندني وترعاني حتى أستطيع أن أقدم المشروعين بالشكل المناسب الذي أهدف له وأعود بهما إلى شاشة السينما.

اقرأ  أيضا : ياسر جلال: «جودر» حكيم مصري يحاول حماية الكنوز الأربعة من قوى الشر


 

;