أحسنوا النوايا رمضان كريم

النائب علاء عابد
النائب علاء عابد

لم تبق إلا ساعات ويهل علينا شهر رمضان المبارك، ذلك الضيف العزيز الذى لا يأتينا فى العام إلا مرة،

وفى رمضان أرى أن هناك أصنافا ثلاثة من الناس، فتان، وحسن النية، وسيىء النية...

الصنف الأول، رمضان عنده أثقل على قلبه من الجبال الرواسي؛ لما فى قلبه من المرض والفتنة، وصومه أثقل على قلبه من نقل الجبال، يتمنى هذا الفتان أن لو لم يكن فى الدنيا رمضان ولأنه يظهر مالايبطنه من خبث وحقد ويستعدى الناس عليه، ولا يحيا إلا فى ظل الفتنة والبغضاء والبخل والحقد والتآمر.

ودوره فى الحياة هو بث الفرقة والشحناء فى نفوس الناس، وإشعال الفتن فى شتى المجالات كى يتسنى له الاصطياد فى الماء العكر، وحياكة المؤامرات، فنرى كل يوم دسيسة، وفى كل ليلة مكيدة يشيعونها بين الناس، ويلبسونها عليهم للتشكيك لهدم الصداقات والعلاقات الطيبة بين الناس وهذا النوع تكون نهايته أسوأ نهاية لانسان عاش للفتنة واعتلى أكتاف أقرب الناس إليه لتحقيق مكاسب مادية او وظيفية أوخلافه 

والصنف الثانى، يرى شهر رمضان شهر النوايا الحسنة، وجبر خواطر الناس، والسعى لإسعاد البشر، ورفعة شأن وطنه، فكل نجاح دائم أصله نية طيبة، فعلى النوايا ترزقون. فالنية تبلغ بصاحبها فى الخير والشر ما لا يبلغه عمله.

والصنف الثالث، هم وكلاء إبليس، وإخوان الشياطين، رأوا أن الله قد سلسل فى رمضان مردة الجن فقاموا هم مقامهم، نواياهم سيئة يملؤها التآمر على البلاد والعباد، أولئك الذين يمارسون دور عاش الملك مات الملك، لا أخلاق لهم أو مبدأ.

إن سوء النية لدى هذا الصنف هى من أخلاق المنافقين، قال تعالى: (وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ  فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِى قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ).

إن أهل الله لهم سعى فى أن يضربوا فى كل خير بسهم، كل حسب حاله، إفطار الصائمين باب، وقضاء حوائج المحتاجين باب، وإطعام الطعام باب، والإحسان إلى الناس باب، تفقد الجيران باب، تمنى الخير للناس باب.

صفوا القلوب، فالقلوب إن صفت رأت، واحترموا رزق الله وعطاياه وهى موجودة قبل أن تتحسروا عليها بعد الزوال.

إننا نتعامل مع ربٍّ رحيم يعطى العطاء الجزيل على النية والعمل القليل، فيجدر بنا أن نُحسن النية، 

وروى فى الخبر، "أنَّ عابِدًا مِن عُبّادِ بَنِى إسْرائِيلَ مَرَّ بِكَثِيبٍ مِنَ الرَّمْلِ، فَتَمَنّى فِى نَفْسِهِ لَوْ كانَ دَقِيقًا، فَأشْبَعَ بِهِ بَنِى إسْرائِيلَ، فِى مَجاعَةٍ أصابَتْهُمْ، فَأوْحى اللَّهُ تَعالى إلى نَبِيٍّ فِيهِمْ؛ قُلْ لِهَذا العابِدِ: إنَّ اللَّهَ تَعالى يَقُولُ: إنِّى قَدْ أوْجَبْتُ لَكَ مِنَ الأجْرِ ما لَوْ كانَ دَقِيقًا فَتَصَدَّقْتَ بِهِ".

صححوا النوايا وقفوا مع البلد، وخلف الرئيس القائد عبد الفتاح السيسي، وقفوا بجوار جيرانكم وأهليكم فبالنوايا الطيبة تصفوا النفوس والأفئدة.
افتحوا صفحة جديدة فنحن على عتبات الشهر الفضيل، ارفع نظرك إلى السماء ستجد بابًا مفتوحًا دون إغلاق أبدًا.

وكل عام وأنتم بخير.

رمضان كريم