قلـب مفتوح

رمضان ومنح السماء

هشام عطية
هشام عطية

ساعات قليلة ويهل علينا أجمل أيام العام، رمضان شهر التقوى والغفران، منحة السماء السنوية لأهل الأرض لكى يتطهروا ويتخففوا من ذنوبهم.

رمضان اوكازيون الهى للمغفرة والرحمة بالعباد نريده شهرا للعبادات  وليس للعادات، نريده شهرا للطاعات وليس للعزومات، شهرا لاستجداء الرحمات وليس لمشاهدة المسلسلات.

نريد رمضان فرصة للتداوى من الجشع وموت الضمير وآفات أخرى استوطنت النفوس..علينا أن نمنح أنفسنا فرصة للتفكر والتدبر ونعرف لماذا شرع الصوم، وهل العلى القدير فى حاجة إلى جوعنا وعطشنا؟. 

هذه الفريضة التى اختص الرحمن نفسه بمنح ثوابها شرعت لكى نفهم أننا إذا كنا قادرين على الصوم عن الأمور الحلال مثل الطعام والشراب فالأجدر بنا أن نصوم عن الحرام والاستغلال وأكل أموال الناس بالباطل. 

علينا أن نستخلص العبر من الشهر الفضيل وأختص بحديثى تجارا مسعورين انتزعت الرحمة من قلوبهم وأقول: إذا كنتم جربتم الجوع والعطش فى نهار رمضان فهل تعلمون أنكم فرضتم الجوع والعطش على آلاف المحتاجين والمعوزين بسبب سلع رفعتم اسعارها أضعافا مضاعفة!. 

بأى ضمير تجلسون على موائد افطاركم ترجون من المولى قبول صيامكم وثبات أجركم  ومخازنكم تمتلئ بالبضائع المحتكرة؟! .. كيف ترجون رحمة الله وانتم لم ترحموا عباده من ذل الحرمان والحاجة؟!.

أذا لم تتق الله فى عباده الفقراء والذين يعتبرهم المولى عز وجل فى حديثه القدسى «عياله» فلا حاجة لله لجوعكم وعطشكم. 

لعلنا ندرك جميعا أن المنظومة الرقابية على الاسواق تحديدا تعانى خللا واضحا بسبب نفوس ضعيفة - باستثناءات قليلة - بين  تواطؤ وتقاعس أليس رمضان فرصة للتوبة والنجاة؟ كيف ستمتد الايادى الفاسدة فى رمضان لتحصل على «المعلوم» ثم تدلف إلى المسجد لتكبر وتصلى التراويح؟! 

فى أيام رمضان أو غيرها نحن فى أشد الحاجة إلى دراسات معمقة عن  شخصية غريبة على المجتمع المصرى ولكنها انتشرت مؤخرا، شخصية ترتشى  وتتصدق من المال الحرام، تفسد فى الأرض وتتدثر باللحى والذهاب للمساجد، تأكل اموال الناس بالباطل وتقيم موائد الرحمن، نسأل الله فى أيام الشهر الكريم النجاة والعافية وكل عام وأنتم بخير.