نقطة فوق حرف ساخن

التفاؤل الاستراتيجى

عمرو الخياط
عمرو الخياط

 كذب المتشائمون ولو صدفوا، أولئك هم المرجفون لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا، لايقوون أبدًا على النجاح ولا يستطيعون تحمل مسئولياته  والتزاماته، يستسيغون الفشل والإفشال وتسويق الإحباط.

صباح كل يوم ينشرون حملات التشكيك، تارة يفترون على وطنهم بادعاء تخليه عن دعم أهل غزة، ويقولون ما لا يدركون حول حركة المساعدات المتدفقة عبر المنفذ، ثم تضربهم غشاوة فيغضون البصر عن حملات الإنزال الجوى لسلاح الطيران المصرى ترافقه الحاملات العربية الشقيقة، وتارة أخرى يزعمون أن مصر يمكن أن تفرط فى أمنها القومى تحت وازع الاستثمار أو الأزمة الاقتصادية، صم بكم عمى فهم لايعملون .

عبر   الشاشات المصرية وعلى مرأى ومسمع من جموع الشعب المصرى والعربى يقف رئيس الوزراء يرافقه وفد المحبه الإمارتى، معلنين عن تفاصيل صفقة رأس الحكمة، التى ستدر عائداً دولارياً فورياً للخزانة المصرية، فإذا بالمتربصين ينطلقون بشعاراتهم المعلبة وتساؤلاتهم المسمومة حول خطورة الصفقة على الأمن القومى المصرى، كما لو كانت تلك القيمة قابلة للتفاوض أو المساومة أو التفريط، أو أن هناك ضميراً قومياً مصرياً يمكنه أن يقبل بذلك، لكنهم لا يتوقفون ولا يرجعون عن خذلانهم، ويمضون بخطوات الجاهل الواثق نحو طريقهم لنشر الإحباط القومى.

يتباكون على أحوال الاقتصاد ويجلدون الحكومة يوميا لتقصيرها فى جذب الاستثمارات الأجنبية، فلما تتخذ الحكومة خطوة جادة على الطريق الصحيح للاستثمار الأجنبى، تجدهم يلتفون حول الحقيقة ويخرجون بشعارات الأمن القومى الذى يتم تبديده، دون شرح واضح لماهية الخطر الذى يمكن أن يكون كامناً فى مثل تلك الصفقات الاقتصادية بين الأشقاء.

لا يتوقف صانعو التشاؤم عن تشكيك الوجدان العام فى أى نجاح للدولة، ولا يكفون عن قتل الأمل الذى يسعى لمداعبة أحلام وطموحات المصريين.
لمن لا يعلم فإن الاقتصاد يقوم على عقد الصفقات وبدورها تنفذ تلك الصفقات من خلال أثمان تدفع فى مقابل أخرى تقبض، ولا تنعقد إلا انصياعاً لدستور اقتصادى شديد الوضوح يقوم على أساس المصالح المشتركة بين الأطراف التى اتفقت وتراضت على ذلك.

رأس الحكمة أرض مصرية وستظل، امتدت إليها يد الاستثمار الإماراتى العربى، ليس هناك محل لسوء النية، فلا مصر يمكن أن تفرط فى أمنها القومى، ولا الإمارات يمكنها أن تكون إلا رصيداً مضافاً لحماية أمن مصر.

حسناً فعل الأشقاء الإماراتيون الذين امتدّت قلوبهم قبل أياديهم نحو مصر، سينطلق المشروع على بركة الله، وستأتى بشائره قريباً.

جميع الشركات العاملة مصرية، والأيدى العاملة مصرية، وستمتد آثار الصفقه لمئات الآلاف من البيوت المصرية التى تقطنها الملايين.

قطاع المقاولات فى مصر قاطرة جوهرية للاقتصاد خلفها ما لايقل عن فرص تشغيل للعاملين بأكثر من ٢٥٠ وظيفة وحرفة.

بفضل الله وبفعل الإخلاص المصرى الإماراتى المشترك ستتحول رأس الحكمة إلى قيمة مضافة لصناعة السياحة المصرية، وستخلق فرص عمل لملايين المصريين ستستمر كثمرة مباشرة لخطة الإعمار المصرى المستدام، وستقدم دليلاً عملياً جاذباً لمزيد من الاستثمارات الأجنبية التى ستسعى لحجز مكان لها على خريطة الاستثمار الاستراتيجى المصرى.

كل خطوات الصفقة وتفاصيلها ومبالغها تمت بشفافية مطلقة، وتدفقت تلك المبالغ إلى الخزانة المصرية، وفى لحظة من الزمن أصبحت مصر حديثاً لوسائل الإعلام والشاشات العالمية، وتضاعف رصيد الثقة الدولية فى فرص الاستثمار على أرض مصر، لقد تحولت أخبار الصفقة إلى حملة دعاية عالمية لا تقدر بمليارات الدولارات لتسويق فرص الاستثمار المتاحة فى مصر ومرونة وقدرة الدولة المصرية على التعامل مع تلك الفرص وإتاحتها لكل مستثمر جاد.

الشكرمستوجب لكل المخلصين، والشكر موصول إلى دولة الإمارات التى تحول حب مصر إلى مكون رئيسى فى نسيج هويتها الوطنية.

تواصلت أصداء الاستثمار لتأتى بعثة صندوق النقد الدولى إلى مصر، معلنة تفاصيل شريحة تمويل جديدة لتضيف رصيد دولارياً جديداً لخزانة الدولة، ولم يكن كل ذلك ليحدث إلا ثقة فى قدرات الاقتصاد المصرى من جانب المؤسسات الدولية ووفقاً لمعاييرها الصارمة.

أعقب ذلك قرار جرىء بإتاحة سعر صرف عادل للنقد الأجنبى على الشاشات الداخلية لجميع البنوك المصرية، لتعبر الدولة بوضوح عن رؤية مستقبلية للاقتصاد المصرى تسعى الدولة للسيطرة عليها وحسن إدارتها، فى مواجهة أزمة فرضت نفسها قسراً، تارة من خلال وباء كورونا الذى اجتاح العالم، وأخرى بتداعيات الحرب الروسية الاوكرانية، وثالثة بفعل إجرام صهيونى لمحتل غاشم على قطاع غزة.

استكملت الدولة خطواتها ليتوجه رئيس الوزراء بنفسه إلى ميناء الاسكندرية ولا يغادره إلا عقب التأكد من الإفراج عن جميع شحنات البضائع والسلع التى كانت عالقة، والتى سيتم ضخها فوراً بالأسواق المصرية، لتضيف انتعاشاً لاحتياجات المستهلك المصرى الذى سيجد متطلباته قد توافرت بأصنافها وكمياتها.
مؤقتاً أصيب المرجفون بسكتة عقلية بعد أن أصبحت بضاعتهم عالقة فى حناجرهم فى انتظار صفقة أكاذيب جديدة لعلها تفرج عن تلك الأكاذيب لإعادة تسويقها لتسميم المزاج المصرى العام.

في طريق التفاؤل الاستراتيجى تسير الدولة المصرية بفضل المولى عز وجل، ليس لها من سبيل إليه إلا ثوابت الأمن القومى المصرى، ومصالح شعبها.
لكن دور المواطن المصرى فى الحفاظ على أمنه القومى لا يمكن إغفاله، هو فرض عين على كل مصرى.

مقاطعة السوق السوداء أمن قومى، مقاطعة لجان الكذب الالكترونى أمن قومى، ترشيد ثقافة الاستهلاك أمن قومى.

المواطن المصرى هو الحارس الأمين على الأمن القومى برصيد الوعى المستدام.