فايننشال تايمز: تطور استخباري روسي يتجاوز الحرب الباردة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

كشفت تقارير حديثة عن تنامي نشاط المخابرات الروسية في أوروبا والغرب بمستويات تفوق حتى تلك التي كانت خلال الحرب الباردة، إذ أشارت تسريبات استخباراتية وأدلة ميدانية إلى أن موسكو طورت من أساليبها وأدخلت ابتكارات جديدة في مجال التجسس والتأثير عبر شبكات واسعة من العملاء غير المعلنين.

ولعل أبرز هذه التطورات الخطيرة هو ارتفاع عدد العملاء "غير الشرعيين"، بالإضافة إلى استغلال بعض الدول الأوروبية المحايدة كقواعد لعملياتها السرية.

ذكرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية نقلا عن مقابلات مع محللين ومسؤولين استخباراتيين أن روسيا كثفت عملها الاستخباراتي في الغرب وتقوم بتحديث مهاراتها في التجسس.

وقالت الصحيفة إن تسريب الأسبوع الماضي لتسجيل ناقش فيه ضباط القوات الجوية الألمانية الطرق المحتملة لمساعدة أوكرانيا على استخدام صواريخ توروس لاستهداف جسر القرم الروسي، مع الحفاظ على إنكار معقول للتورط، كان "التحرك الدعائي الأبرز لموسكو حتى الآن هذا العام"، إلا أن ذلك لم يكن سوى مثال واحد على كفاءة روسيا المتجددة في عالم التجسس، بحسب مصادرها.

وقال أحدهم: "الأنشطة الروسية... مرتفعة أو حتى أعلى مما كانت عليه خلال الحرب الباردة".

ووصف آخر المخابرات الروسية بأنها "آلة ضخمة"، مضيفا أنها "عادت إلى القيام بما كانت تفعله دائما". تم إجراء معظم المقابلات قبل التسريب الألماني.

وأشارت الصحيفة الى انه في عام 2022، حاولت الدول الغربية تقويض شبكات المخابرات الروسية من خلال طرد مئات الدبلوماسيين للاشتباه في أنهم ربما يعملون سرًا لصالح أجهزة المخابرات.

وقال أحد العملاء إنه بعد فوات الأوان، ربما تكون هذه الخطوة قد جعلت مكافحة التجسس أكثر صعوبة.

قال المصدر، موضحًا كيف أن وجود الروس كان له فوائده "يمكنك دعوتهم إلى المنزل، وتناول المشروبات، وتقديم العائلة، وجعلهم يدركون أنك إنسان، وتنمي الثقة بينك وبينهم".

وزعم المقال أن موسكو كثفت استخدام العملاء "غير الشرعيين"، أي العملاء الذين لا يتمتعون بغطاء دبلوماسي، بالإضافة إلى العملاء "الوكلاء"، مثل المواطنين الأجانب المنتمين إلى السياسة والأعمال والجريمة المنظمة.

هناك أيضًا مخاوف في الغرب من أن منتقدي الحكومة الروسية الذين فروا إلى دول أخرى وسط الصراع الأوكراني قد يتعرضون لضغوط من موسكو للتعاون معهم.

وكانت بعض الشكاوى تتعلق بدول أوروبية محايدة، مثل النمسا وسويسرا، بالإضافة إلى صربيا الصديقة لروسيا، والتي يُزعم أنها تعمل كقواعد عمليات للضباط الروس.

وادعى أحد المصادر أن ما يقرب من ثلث العمليات الروسية في القارة تدار من "المراكز الآمنة" في فيينا وجنيف، فيما قيل للصحيفة إن بلدان أخرى تستخدمان أيضًا كنقاط انطلاق لعملاء موسكو.

وقال مصدر استخباراتي: "الروس أغبياء للغاية" لكنه اعترف، "أنهم يستطيعون أيضًا القيام ببعض العمليات المعقدة للغاية، والتي تعتبر رائعة للغاية من الناحية الاستخباراتية".