الأسلحة النووية الأمريكية في فنلندا.. ضمان للسلام ام تهديد للامن؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تثير إشارات حكومة فنلندا الجديدة إلى إمكانية نقل أو تخزين أسلحة نووية أمريكية على أراضيها الكثير من الجدل والتساؤلات حول ما إذا كانت مثل هذه الخطوة ستمثل ضمانة للأمن أم بالأحرى تشكّل تهديدًا للاستقرار في المنطقة.

وتأتي تصريحات المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا لتثير المزيد من الجدل حول هذا الموضوع الحساس، إذ تهدد روسيا باعتبار مثل هذه المنشآت أهدافًا عسكرية مشروعة في حالة الصراع المباشر مع الناتو.

قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن منشآت شمال أوروبا التي تحتوي على أسلحة نووية أمريكية ستعتبر أهدافا عسكرية مشروعة في مواجهة مباشرة بين موسكو وحلف شمال الأطلسي.

وتأتي هذه التعليقات في الوقت الذي تفاخر فيه الرئيس الفنلندي المنتخب حديثًا ألكسندر ستاب  مؤخرًا بأن عضوية الناتو تمنح بلاده "رادعًا نوويًا حقيقيًا" في شكل صواريخ أمريكية.

وقالت زاخاروفا في مؤتمر صحفي في سوتشي يوم الأربعاء تعليقا على تصريحات ستاب بخصوص "الناتو": "ليس من الضروري أن تكون مخططاً عسكرياً لكي تفهم أن مثل هذه الأهداف ستكون مصدر تهديد مباشر، وبطبيعة الحال، سيتم إدراجها حتماً في قائمة الأهداف المشروعة التي يحددها سيناريو الصدام العسكري المباشر بين بلدنا والقوات المسلحة".

وأشارت إلى "أننا ندرك أن هذا هو بالضبط ما تسعى إليه الولايات المتحدة وأقمارها الصناعية".

وشددت زاخاروفا على أنه على عكس توقعات بعض المسؤولين رفيعي المستوى، فإن نشر الأسلحة النووية الأمريكية سيؤدي إلى تفاقم أمن البلدان المضيفة، بدلا من تعزيزه.

أصبحت فنلندا، التي تشترك في حدود طولها 1300 كيلومتر مع روسيا، أحدث عضو في الناتو في أبريل الماضي.

وقال ستاب، الذي تم تنصيبه هذا الشهر، خلال حملته الانتخابية إنه سيكون منفتحا على السماح بنقل الأسلحة النووية الأمريكية عبر الأراضي الفنلندية - ولكن ليس تخزينها فيها، واصفا أسلحة الدمار الشامل هذه بأنها "ضمان للسلام".

وكرر ستاب هذا الموقف بعد وقت قصير من تنصيبه، ومع ذلك، فإن التشريع الحالي لدولة الشمال يحظر تخزين ونقل الأسلحة النووية على أراضيها.

ومع ذلك، وقعت الحكومة الفنلندية في ديسمبر اتفاقية عسكرية دفاعية مع واشنطن، مما أتاح للولايات المتحدة الوصول دون قيود إلى 15 منشأة على أراضيها لتخزين المعدات العسكرية والذخيرة.

وأثارت هذه الخطوة انتقادات من موسكو.

وأشارت زاخاروفا في ذلك الوقت إلى أن صفقة الدفاع تمنح واشنطن بشكل أساسي السيطرة على شمال أوروبا بأكمله، كما حملت الخارجية الروسية السلطات الفنلندية الحالية المسؤولية الكاملة عن تحويل المنطقة من منطقة علاقات حسن جوار إلى منطقة مواجهة.