مرصد الأزهر يقدم قراءة تحليلية لأنشطة التنظيمات الإرهابية باالبؤرة الأكثر اشتعالًا

أنشطة التنظيمات الإرهابية في إفريقيا
أنشطة التنظيمات الإرهابية في إفريقيا

تابع مرصد الأزهر العمليات الإرهابية التي شنتها تلك التنظيمات في المنطقة على مدار شهر فبراير الماضي والتي بلغت (8) عمليات، أسفرت عن مقتل (43) شخصًا، وإصابة (40)، واختطاف (47) آخرين.

يأتي ذلك في إطار متابعته لأنشطة التنظيمات الإرهابية في إفريقيا، وبالحديث عن منطقة غرب القارة، التي باتت من أكثر المناطق اشتعالًا على مستوى القارة، بل والعالم، من خلال تهديدات التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيمي «د.ا.عش» و«القاعدة»، وما يتفرع عنهما من حركات متطرفة مثل «بوكو حرام» و«نصرة الإسلام والمسلمين»،

وبهذا يكون شهر فبراير 2024 قد سجّل انخفاضًا طفيفًا في عدد العمليات الإرهابية مقارنة بعددها خلال شهر يناير من العام نفسه بمعدل (20 %)؛ إذ بلغ عدد العمليات التي شنتها التنظيمات الإرهابية في غرب القارة خلال شهر يناير (10) عمليات إرهابية، أسفرت عن سقوط (47) ضحية، فضلًا عن إصابة (7)، واختطاف شخص. 

ذلك الانخفاض يشير إلى أن نجاح جهود مكافحة الإرهاب في الحدّ من نشاط التنظيمات المتطرفة في هذا الشهر، وهو ما أدى بدوره إلى انخفاض عدد الضحايا بشكل نسبي، مقارنة بالشهر الماضي.

وبحسب الإحصائية، تصدرت دولة مالي المشهد؛ إذ شهدت (3) عمليات إرهابية، بنسبة (37.5 %)، والتي أدت إلى مقتل (15)، وإصابة (22)، واختطاف (7) آخرين.

اقرأ أيضا|رئيس البريد يهنئ البابا تواضروس بعيد الميلاد المجيد

هذا و جاءت نيجيريا في المركز الثاني؛ بواقع عمليتين إرهابيتين، بمعدل (25 % من إجمالي عدد العمليات الإرهابية) أدت إلى سقوط (8) ضحايا، و(40) مختطفًا. 

كما جاءت النيجر في المركز الثالث؛ حيث سجلت البلاد هجومين إرهابيين سقط على إثرهما (5) من الوفيات، و(16) من الجرحى.

أما بوركينا فاسو فقد شهدت هجومًا وحيدًا خلَّف (15) قتيلًا، و(2) من المصابين، وذلك حتى إعداد هذه الإحصائية غير أن نهاية شهر فبراير ومطلع شهر مارس شهد هجمات متتالية على البلاد أسفرت عن سقوط العشرات وهو ما ستتضمنه تقارير لاحقة.

ومن حيث جهود مكافحة الإرهاب في منطقة غرب إفريقيا، فقد بلغ عدد القتلى في صفوف التنظيمات الإرهابية خلال شهر فبراير (108) قتيلًا، و(16) معتقلًا.

وبمقارنة عدد القتلى من العناصر الإرهابية خلال شهري يناير وفبراير من العام الجاري، نجد أن عدد القتلى قد انخفض في فبراير عنه في يناير بنسبة (78.9 %)، حيث بلغ عدد القتلى في شهر يناير (514) إرهابيًا، فضلًا عن اعتقال (101) آخرين. 

وهذا يمكن تبريره بأن القوات الحكومية كثفت عملياتها الأمنية بغرض حماية المدن والقرى من هجمات التنظيمات الإرهابية بينما لم يواكب ذلك تنفيذ حملات أمنية استباقية  كافية على أوكار تلك التنظيمات، ولهذا يدعو مرصد الأزهر لمكافحة التطرف إلى تكثيف الجهود المبذولة بهذا الصدد وتعزيز التعاون بين دول القارة الإفريقية بمجال مكافحة الإرهاب لمد يد العون للدول المتأثرة بهذا الخطر السرطاني الذي يهدد استفحاله بمد آثاره التدميرية إلى باقي الدول مما يهدد شعوب القارة ويهدد كذلك أية جهود تنموية تبذل لدفع عجلة الاقتصاد.