يوم الشهيد.. أحمد حمدي فجر كوبري الفردان واستشهد وسط جنوده

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أثناء إشرافه على تجهيز أحد الكباري لعبور القوات خلال حرب أكتوبر ، أصيب بشظية نارية أستشهد على إثرها وسط جنوده، ومنحته مصر وسام نجمة سيناء من الطبقة الأولى، وأطلق اسمه على أول دفعة تخرجت من الكلية الحربية بعد حرب أكتوبر، وحمل النفق المار أسفل قناة السويس اسمه وفاءً لدوره في العبور

الشهيد اللواء أحمد حمدي من مواليد المنصورة عام 1929 وحصل على بكالوريوس الهندسة من جامعة القاهرة والتحق بالقوات الجوية عام 1951 ثم انتقل إلى سلاح المهندسين وعُرف بالبطولة في الجيش ونفذ بنفسه مهمة تفجير كوبري الفردان لمنع عبور قوات العدوان الثلاثي في عام 1956.

وفي حرب أكتوبر، كان قد حصل على دبلومة الدراسات الميكانيكية من جامعة القاهرة في عام 1957 ودورة القداة والأركان من أكاديمية فرانز العسكرية بالاتحاد السوفيتي سنة 1961، وفي بداية السبعينيات أثناء الإعداد للعبور تولى قيادة لواء المهندسين وكلف في الحرب بإنشاء الكباري لتأمين عبور الجيش الثالث الميداني، وكان دائمًا في مقدمة الصفوف ليطمئن على تشغيل المعابر.

وكان "حمدي" على موعد مع تخطي الصعاب في واحد من أكثر نقاط خط بارليف تحصنا وارتفاعا حيث وصل ارتفاع الساتر الإسرائيلي في تلك النقطة إلى 20 مترا وعمق عشرة أمتار فقد كان هناك ناتج حفر سابق لتطوير القناة استغله العدو في رفع الساتر الترابي أمام السويس الذي تميز برماله من الطفلة الناعمة (الطينية).

أما المهمة فكانت تنفيذ كباري بإعداد تغطي المطلوب للعبور وللكباري التمويهية ودراسة الساتر الترابي ونقاطه الحصينة والتدريب الدائم عليها من خلال نماذج متباينة تمت إقامتها على فرع النيل في منطقة تماثل تياراتها تيارات قناة السويس فالمد والجزر أهم صعاب قناة السويس خاصة في الجنوب.

وينخفض منسوب المياه بعمق مترين في ست ساعات وهو ما يعادل دور مبان تقريبا ليعود به بعد ست ساعات أخرى ليس لمنسوبه فقط بل ويرتفع مترين آخرين وهنا كانت المهمة استغلال المد والجذر لتنفيذ كباري العبور في 6 ساعات فقط لتحقيق المفاجأة والنصر، بحسب ما نشرته مجلة آخر ساعة.

 

وتحتم الابتكار بتنفيذ الكباري بالأيادي المصرية ثم وضع حلول للربط ما بين أنواع الكباري المستخدمة تحسبا لضرب بعضها فيمكن الجمع بين بقايا نوعين من الكباري لإقامتها وهو ما فعله الشهيد أحمد حمدي واستلزم كل ذلك ليس التخطيط في المكاتب فقط بل البقاء الدائم وسط القوات في تدريبها وتجهيزات مواقعها أمام خطوط العدو ومخاطره، حيث كان لا يفضل البقاء في مكتبه طويلا يقضي فيه نهاره أما ليله فقد كان في مكتبته الخاصة للقراءة والدراسة والابتكار.

ولم يتأخر كثيرا ففي ليلة السابع من أكتوبر والجميع يصارع الزمن لعبور المدرعات لتأخذ أوضاعها قبل الهجوم الإسرائيلي الرئيسي في صباح الثامن من أكتوبر بعد 48 ساعة من مفاجأة العبور وجمع الاحتياطي الإسرائيلي.

وظهر أن الجزء السفلي من الساتر ( الجزء القديم ) قد تحجر مما استلزم استخدام مفرقعات وألغام بكميات كبيرة لتنفيذ الثغرة وتركيب الكباري وأنتجت بعض الثغرات 50 ألف متر مكعب رمال وكان مقدرا لها 1700 متر مكعب فقط، وكل ذلك يتم ولم يتوقف الطيران الإسرائيلي عن مهاجمة الكباري وتدمير بعضها ليضع تحديا جديدا للرجال لإعادتها لأوضاعها السابقة واستمرار عبور القوات والمعدات.

وفي اليوم التاسع للقتال أصيب أحد الكباري ( في قطاع الجنوب ) وتحركت القوات لإعادة تركيبه فوجدوا اللواء أحمد حمدي قد سبقهم إلى هناك يشاركهم في إعادة تركيب الكوبري، حيث طفت على سطح المياه بعض أجزاء الكوبري التي أصيبت يجرفها التيار بقوة في اتجاه الكوبري مما يهدده ويهدد الرجال، ليكتشف الجميع مركبة برمائية يقودها اللواء أحمد حمدي بنفسه تتجه إلى هذه القطع لتسحبها بعيدا عنهم.

ثم عاد "حمدي" ليقف على الكوبري وسط رجاله الذين يبذلون طاقات غير متوقعة لإعادة تركيبه وكانوا هدفا مكشوفا لطائرات العدو، وتسقط دانة إسرائيلية في المياه تخرج منها شظية واحدة تصيب الشهيد أحمد حمدي ليتحقق حلمه بالاستشهاد ليردد رجاله بعد ذلك أنهم شاهدوا عصفورا أخضر يرفرف على الكوبري يوميا في موعد استشهاده.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم