الأمور التي يجب على الصائم تجنبها خلال النهار  

عضو هيئة كبار العلماء بالازهر الشريف
عضو هيئة كبار العلماء بالازهر الشريف

ذكر الدكتور فتحي عثمان الفقي عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أنه يجب على كل مسلم ومسلمة أن يسأل عما تصح به عبادته لله تبارك وتعالى وما يبطلها، وما هو المكروه الذي يحظر عليه أن يقرن به عبادته ؛ حتى يبرئ ذمته منها، ممتثلاً أمر اللـه عز وجل، ويبطل الصوم إذا وقع من المكلف على وَجه لا يُوَافق مُقْتَضى الشَّرِيعَة.

وأشار أن مبطلات الصوم هي: كل ما يصل إلى الجوف من أي موضع كان , كأن  استقاء , أو استمنى  أو قبل , أو لمس فأمنى , أو أمذى , أو كرر النظر حتى أنزل، أو احتجم عامدًا ذاكرًا لصومـه، بطل وفسد صومه، وإن فعل ذلك ناسياً أو مكرهًا لم يبطل صومــه".

وقال لـ"بوابة أخبار اليوم"، " بناءً على ذلك فمن أوصل شيئاً إلى جوفه من أي موضع من جسده، كأن يداوي جرحًا غائرًا في جسده، وكأن يدخل العلاج إلى جوفه من طريق القبل أو الدبر ونحو ذلك، وكان متعمدًا لذلك ذاكرًا لصومه بطل وفسد صومه؛ لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قـــال : " الفطر مما دخل ..." رواه البيهقي مرفوعًا، والدارقطني بإسناد ضعيف جدًا، وذهب بعض أهل العلم  إلى أن الإنسان لا يفطر إلا بالأكل  أو الشرب، أو ما يقوم مقامهما مما يغذي ويقوي الجسد كتقوية الطعام والشراب؛ لعدم الدليل على بطلان الصيام بغير ذلك، وهذا هو الأقرب.

وتابع " يؤيد هذا ما ثبت عن أنس رضي الله عنه: " أنه صلى الله عليه وسلم كان يكتحل وهو صائم "، وكذلك التقطير في العين والأذن ونحو ذلك لا تفسد الصيام، أما الحقن المغذية ومثلها حقن الدم في الجسد وتغيير الدم عند غسيل الكلى إذا كان يضاف إليه مواد غذائية، فإنها تفطـــر لأن ذلك يقوم مقام الطعام والشراب، أما إذا كان الغسيل لمجرد إخراج الدم، ثم إعادته بعد تصفيته وتنقيته، فقد يقال: " إنه لا يفسد الصيام في هذه الحالة".

وأضاف الدكتور فتحي عثمان الفقي، " أما مكروهات الصيام هو ما طلب الشارع من المكلف الكف عن فعله طلبا غير حتم -  فهي كثيرة نذكر منها، "جمع الريق وبلعه  فينزه الصائم عن ذلك ؛ خروجا من الخلاف،  غبار الطريق ودقيق الطحين إذا ابتلعه الصائم متعمدًا قصدًا فإنه يفطر بذلك؛ لأنه يمكن التحرز منه في العــــادة، يكره للصائم مضغ أي شئ لا يتحلل في فمه؛ لأن ذلك يحلب الفم ويجمع اللعاب ويـــــــــــورث العطش، ذوق الطعام، قال بذلك الإمامان مالك وأحمد في رواية رضي الله عنهما، وقال الجمهور أبو حنيفة والشافعي وأحمد في رواية أخرى، لا يكره للحاجة والمصلحة ذوق الطــــــــــعام، والحاجة كأن يكون الزوج سئ الأخلاق وإذا لم تضبط له زوجته الطعام ترتب على ذلك ضرر لها، أو كان طباخا في فندق وإذا لم يضبط الطعام  ترتب على ذلك ضرر له في عمله لايستطيع تحمله؛ حيث ذكر البخاري: وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : " لاَ بَأْسَ أَنْ يَتَطَعَّمَ القِدْرَ أَوِ الشَّيْءَ -  أي يدخل الطعام في فمه ليتذوقه من غير بلع، يكره للصائم أو الصائمة ترك بقايا الطعام بين أسنانه؛ خشية خروجها من بين أسنانه، فيجري مع لعابه إلى جوفه فيبطل صيامه".

وأوضح " كما يكره للصائم أو الصائمة التقبيل ودواعي الوطء، مثل تكرار النظر واللمس والمعانقة مع زوجته لمن تحرك شهوته بذل ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم  نهى شابًا عن ذلك، ورخص فيه لكبير، يحرم على الصائم الكذب والغيبة والنميمة والشتم والسب والفحش من الأقوال والأفعال؛ لما رواه البخاري وأحمد بسندهما عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ  فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ»، وقال الإمام أحمد ينبغي للصائم أن يتعاهد صومه من لسانه، ولا يماري ويصون صومـه، من مكروهات الصيام أيضاً الإكثار من النوم بالنهارلغير ضرورة كالحراس الذين تتطلب منه طبيعة عملهم السهر طول الليل، وكذلك شم الروائح النفاذة، وكذلك مداواة الأسنان نهارًا إن خاف من سيلان الدم منها، وقس على ذلك الكثير مما يستلزمه الاحتياط لهذه العبادة العظيمة ويعلمها الكثير من المسلمين".