■ كتبت: هاجر علاء عبدالوهاب
تحتفي الفنانة نازلي مدكور بالمكان فى معرضها الجديد «أثير الأرض» الذي أقيم مؤخرًا في قاعة بيكاسو بالزمالك، وبفيض بالذكريات عن الأمكنة التي تندمج مع مشاهداتها اليومية، وارتبطت الفنانة بالطبيعة التي تمثل بالنسبة إليها المعلم الأكبر، وهى مصدر الإلهام ومنبع الصور التي نبصرها وتعيش فى مخيلتنا.
■ الفنانة نازلي مدكور
يعد معرض «أثير الأرض» مرجعية للذاكرة البصرية للمكان، سواء كانت أماكن من الجنوب أو الشمال، فهناك إيحاءات لأماكن معينة ولكن ليس بصورة واقعية وإنما ما تركته الأماكن فى مخيلة الفنان من أثر، وربما كان ذلك سبباً في اختيار «أثير الأرض» عنواناً للمعرض.
◄ اقرأ أيضًا | منى عبد الكريم.. أثير الأرض وروح الفنان
والمتأمل فى لوحات الفنانة يمكنه أن يرى الإنسان، ليس بشخصه وإنما بأثره، فهناك بيوت وأطلال تطل علينا وبعض بقايا البيوت تذوب فى اللوحات، لتقول إنها كانت معمورة، أما الزهور فنراها بطلاً منفرداً فى إحدى اللوحات، لكنها زهور مقيدة داخل آنية، هى زهور تعبر عن الشعور بالاختناق لما يحدث حولنا من أحداث وما تعانيه الأرض من طغيان للإنسان، ومن بين الأمور التى تتضح في هذا المعرض درامية الأعمال ليس فقط فى حالة التباين الواضحة بين نعومة المسطحات وسمك الكثافات اللونية، وفى هذا التباين إشارة لطبيعة الحياة ذاتها، بتباين حالتها التى يعيشها الإنسان.
واستطاعت نازلى مدكور توظيف اللون الأسود فى كثير من اللوحات دون أن تفقد عذوبتها، وإنما طرح تساؤلات حول ما تعانيه الأرض اليوم من صراعات وحروب تعصف بها، وبسكينتها وهدوئها، إذ يبدو أن الفنانة تطلق صيحة تمرد، نيابة عن الأرض، لتخرج شحنة انفعالية قوية تخرج من داخل الفنانة حزنا وكمدا على حال الأرض.
