فى المليان

دفاعاً عـن نـفـسـه نيتانياهو يفسد كل شىء

حاتم زكريا
حاتم زكريا

بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى.. هو العقدة التى تقف أمام حل المشكلة الفلسطينية سواء فى مسألة وقف إطلاق النار فى غزة أو تسهيل الحل الذى ارتضته الشرعية الدولية المتمثل فى حل الدولتين وأن يكون لفلسطين دولة مستقلة تشمل غزة والضفة الغربية وعاصمتها القدس الشرقية.. وفى كل الأحوال لا يريد نيتانياهو أى حلول..

دفاعاً عن نفسه شخصياً قبل أن يدافع عن إسرائيل وذلك لأسباب يعلمها الجميع.. وقد يكون هذا هو السبب وراء إطلاق قوات جيش الاحتلال النار على المدنيين الذين توجهوا لتسلم المساعدات الإنسانية التى ألقتها الطائرات المصرية والأردنية والإماراتية الأسبوع الماضى.. 

ورغم قناعة الرئيس الأمريكى جو بايدن بمسألة وقف إطلاق النار ولكنه ملتزم أمام رئيس الوزراء الإسرائيلى وحكومته بمساعدتهم فى كل الأحوال!!.. ولكن نتيجة لعدم تعاون نيتانياهو معه تم الاتصال بأحد أقطاب حكومة الحرب الإسرائيلية وهو بينى جانتس للقيام بزيارة عمل إلى واشنطن، مما يؤكد أن الأمور تدهورت إلى خلاف حاد وأن الولايات المتحدة ترى أن رئيس الوزراء الإسرائيلى لا يساعدها فى ترتيب أولوياتها.. وكما تقول صحيفة «يديعوت أحرونت» العبرية فإنه لم يتم التنسيق بشأن هذه الزيارة مع نيتانياهو الذى يعتبرها تجاوزاً لمنصبه والذى أوضح لجانتس أن إسرائيل لها رئيس وزراء واحد فقط !؟.

وكان مجلس الأمن الدولى قد فشل فى إقرار بيان رئاسى يحمل إسرائيل مسئولية المجزرة التى ارتكبها جيش الاحتلال بدوار النابلسى فى شارع الرشيد بمدينة غزة والتى عرفت باسم «مجزرة جوعى غزة» والتى قتل فيها أكثر من 100 شخص كانوا يسعون للحصول على مساعدات غذائية ومعها تصاعدت المطالبة الدولية بضرورة إجراء تحقيق مستقل..

وفى كل الأحوال شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جويتريش على أن مقتل هؤلاء الأشخاص بسبب عدم التمكن من الوصول إلى المساعدات الإنسانية بطريقة آمنة سواء ماتوا أو أصيبوا بنيران إسرائيلية أو سحقهم حشدا من الناس أو دهستهم شاحنات فهذه كلها أعمال عنف متعلقة بهذا الصراع.. وأكد المتحدث باسم المنظمة الدولية: «نريد وقفاً فورياً لإطلاق النار لأغراض إنسانية حتى نتمكن من توزيع المساعدات بطريقة منظمة وآمنة يمكن التنبؤ بها وهو أمر غير متاح حالياً»..

والظاهرة اللافتة فى القرار الأخير لمجلس الأمن أن الولايات المتحدة هى الدولة الوحيدة التى استخدمت حق الفيتو ضد البيان الرئاسى الذى طرحته الجزائر بينما وافقت عليه كل الدول الغربية من بينها فرنسا وانجلترا.. 

وحول هذه المجزرة المؤلمة تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسى اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأمريكى جو بايدن يوم الخميس الماضى 29 فبراير، وخلال الاتصال شدد الرئيس السيسى على ضرورة التوصل لوقف فورى ومستدام لإطلاق النار تتيح نفاذ المساعدات الإنسانية بالشكل الكافى والملائم بما يحقق تحسناً حقيقياً للأوضاع بالقطاع محذراً من خطورة استمرار التصعيد العسكرى واستهداف المدنيين. وأكد إدانة مصر الكاملة لاستهداف المدنيين العزل بالمخالفة للقانون الدولى وقرارات الشرعية الدولية.. 

ومن جانبه ثمن الرئيس الأمريكى الجهود المشتركة للدفع تجاه التهدئة التى تعد أولوية فى الوقت الحالى لاستعادة الاستقرار فى الإقليم معرباً عن التقدير بوجه خاص للجهود المصرية المكثفة فى المسار السياسى الهادف للتهدئة أو من خلال دورها القيادى المحورى فى عملية إدخال المساعدات الإغاثية لأهالى غزة.. 
وكان البيت الأبيض قد أصدر بياناً فى نفس اليوم ذكر فيه أن بايدن أجرى اتصالاً هاتفياً بالرئيس السيسى وجه فيه الشكر إليه على قيادة مصر عملية توصيل المساعدات الإنسانية إلى غزة..

وبحث الرئيسان الحادث المأسوى الذى وقع مؤخراً واتفقا على أن هذا الحادث يؤكد الحاجة إلى إنهاء المفاوضات فى أقرب وقت.. وينتظر التوصل إلى توافق خلال ساعات فى مباحثات القاهرة اعتماداً على الضغط الأمريكى فى هذا الاتجاه.

وفى الوقت الذى ينشغل فيه الرئيس السيسى بالقضية الفلسطينية وما يحدث فى غزة فإنه يواجه بنفسه وبأجهزته المعاونة المسألة الاقتصادية بكل إصرار وجدية.. وفى هذا المسار استقبل يوم الأحد الماضى 3 مارس «شو دونيو» مدير عام منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو» والوفد المرافق له فى حضور السيد القصير وزير الزراعة..

وخلال اللقاء أكد الرئيس لمدير عام «الفاو» سعى مصر بشكل جذرى لتجاوز تحدى تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية على الدولة المصرية كونها أكبر مستوردى الحبوب فى العالم، وذلك من خلال تحقيق طفرة فى مساحة الأراضى الزراعية، وكذلك من حيث التوسع الرأسى عن طريق التركيز على البحث العلمى والتكنولوجى لتحسين الإنتاجية منوها فى هذا الإطار بالمشروعات الزراعية الضخمة التى تنفذها الدولة لتحقيق هذا الهدف والتى أثمرت عن بدء إنتاج مئات الآلاف من الأفدنة الجديدة بما سيصل إلى 4 ملايين فدان تدخل جميعها الخدمة خلال العامين الحالى والمقبل.

ولا ننسى اليوم الإشارة إلى الزيارة المهمة للفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السودانى للقاهرة يوم الخميس الماضى 29 فبراير، واستقبال الرئيس السيسى له.. وفى مباحثاتهما بقصر الاتحادية أكد الرئيس حرص مصر على أمن السودان الشقيق ومواصلة تقديم الدعم الكامل لتحقيق الاستقرار السياسى والأمنى والاقتصادى بالسودان، وتسوية النزاع القائم انطلاقاً من الارتباط الوثيق بين الأمن القومى للبلدين..