كلام مباشر

هانئ مباشر يكتب: حضرة أصحاب المقام الرفيع.. «الشهداء»

هانئ مباشر
هانئ مباشر

■ بقلم: هانئ مباشر

( ‏الشهداء..)
ليس مجرد حكاية لرجل حمل على كتفه الكفن، وليس قصة يحفظها التاريخ ويرويها الزمن، بل هو أسطورة رجل استشهد كى يعيش الوطن.. هو نفس مطمئنة عادت إلى ربها راضية مرضية، بعد أن نذرت نفسها لحماية الوطن ودرء المخاطر والأخطار فى كل وقت وزمان.. ووقفت فى وجه كل مَن تسوّل له نفسه العبث بمقدرات الوطن وتهديد أمنه..

(الشهداء)..

نسور الوطن التى لا تهجر ترابه الطهور، بل تُحملق بالشمس لتصنع وطناً حراً سيداً يحمل التاريخ ويسبق الزمن، رجال باسقة قاماتهم، مرفوعة عالية هاماتهم..

و«شهداء مصر» لا يعدون ولا يحصون، فمنذ بداية التاريخ والمصريون يقدمون أرواحهم فداءً للرفعة والعزة والكرامة، لذلك فإن مصر مقبرة للغزاة وستظل لأن أبناءها دوما هم الدرع والسيف ضد قوى الشر والضلال والغزاة، فهم الجنود الذين قال عنهم نبينا الكريم: «إنهم فى رباط إلى يوم القيامة»...

إن العقيدة العسكرية لقواتنا المسلحة لم تتأثر ولم تتغير، بل تزداد قوة وصلابة مهما تغيرت وتطورت أشكال الحروب، لإيمانها الراسخ بالحفاظ على أرضها باعتبارها قضية مرتبطة بشرفها، لذلك فلا يعرف الجندى المصرى المستحيل ولا يهاب الموت ولا سبيل أمامه إلا أحد الخيارين لا ثالث لهما، إما الشهادة أو النصر المبين..
نحن نتوهم أننا بقينا ورحل الشهداء..

لكن الحقيقة أن الزمان رحل بنا وبقى الشهداء ..‎ سواهم يذهبون إلى الفناء وهم فى الحياة بلا انقضاء، تظل الأرض تأكل من بنيها وهم يسقطون إلى السماء..

لقد كتب على جدارن أحد مقابر الشهداء :

فى محاولتهم لإسقاط الوطن سقطنا فى الجنة

فسلام الله عليكم أيها.. ( الشهداء)..

ويبقى الاختيار الذى كان وسيظل.. (مصر)